المسلسل التركي والأسواق العربية

إعطني شاشة أغير وجه العالم , أو أصنع أمة , أو أفسخ مجتمع وأجرده من قيمه
هكذا توصف قـوة الإعلام المرئي (التلفاز) , والسؤال هنا لمـاذا شاشة..؟ وليس كيف.
 فوسيلة الإعلام المرئية أشد وقعاً من أخواتها فهي تدخل إلى كل بيت وتزاحم كل أسرة في مقاعد جلساتها : ولهذا يتفنن المنتجون المكسيكيون , واليهود ,( وهـم الأكثر سيطرة على الإعلام في العالم )يتفننون في نشر ثقافتهم البهيمة وخلق ثقافات لا تليق أصلا بالأدمي فيجنون الأموال ويمحقون المجتمعات المحافظة لأن الغزو العسكري أصبح شبه صعب أو -موضة قديمة- فيكون الغزو الأكثر دماراً عبر الشاشة  وقد حصل هذا في المجتمع العربي كثيراً حيث كانت شاشاتنا تعج بالمسلسلات  المدبلجة بأصوات فنانينا العرب.
 نبذ المجتمع العربي تلك المسلسلات التى لا تنتهي حلقاتها , وما أنفك العقل العربي يستعيد عافية ثقافته حتى جائتنا المسلسلات التركية  وروجت لها وسائل الأعلام بدرجة جنونية (-_ -)
في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن حرماتنا ومقدساتنا التى تنتهك ليل ونهار..!! 
 فيقول اصحاب القنوات هذا طلب المشاهد ..!! حسناً من أقنع المشاهد بهذا ومن عرّفه بهذا الوباء .؟؟
جشع الشركات التي تكسب المال مقابل خسارتها لقيمها , وهوس بعض الممثيل العرب المقلدين للأصوات مثل الببغانات مع الدبلاج كان له دور بارز في رواجها.
المسلسل هو ثقافة او صوة لثقافة تلك البلاد المنتجة مع دس السم في العسل فهل يعرف المواطن العربي رجل وأمرأة هل يعرفون ثقافتهم الدينية والحضارية  بما فيه الكفاية حتى يعوموا في تفاصيل ثقافات بعيدة كل البعد عن ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا ..؟
كم حادثة مؤسفة  حصلت في مجتمعنا العربي بسبب المسلسل التركي (......)أو المكسيكي (....)
أنا لا أنتقد المسلسلات التركية او غيرها من المسلسلات الاجنبية لأن ما يهمني هو الشأن العربي فنحن نعيب على الكثير من الممثلين العرب , وشركات الأنتاج , والمشاهد العربي وهو الضحية الأول مع أقتناعي بأن المشاهد لو رفض هذا لما تجرأت الشركات وأنتجته.
الشركات الاجنبية المنتجة تستفد من هذا المال , ورواجا ثقافيا لبلادهم , وسياحيا , وفكرة تدس في خضم احداث المسلسل فنشربها مثل الماء البارد.
بينما الشركات العربية المنتجة للمسلسل المدبلج تكسب المال فقط.
هل عجزت الشركات العربية عن انتاج مسلسل جدير بالأحترام والمتابعة بعيدا عن ادعائات التحضر , وتصوير المجتمع على أنه مجتمع إرهابي أو متعصب ,,وتقتصر إنتاجاتهم على الاثارة والإيحائات المقززة ,والإغتصاب, والزواج العرفي ..
فألى متى تبقى الشاشات العربية غارقة في أحضان نور ووأخواتها أو علمدار وشلته ..؟
أعتقد أن ثورة الربيع العربي سيكون لها رأي ثوري بناء لمعالجة هذا الوباء عافانا الله وإياكم.
zaid


 

تعليقات