الثعلب الأحمر





في رحلة إلى امريكا الشمالية وأوراسيا وبعض القارات الاخرى

سنتعرف الى الثعلب الأحمر.. فهيا بنا ..

الثعلب الأحمر حيوان من الثعالب ينتمي إلى رتبة آكلات اللحوم وفصيلة الكلبيات، وهو يعرف أيضا بمجرّد الثعلب بما أنه أكثر أنواع الثعالب شيوعا، خصوصا في بريطانيا وأيرلندا حيث لم يعد يوجد أي نوع بري من الكلبيات سواه.

ينتشر الثعلب الأحمر عبر مناطق متنوعة وشاسعة من العالم مما يجعله أكثر اللواحم انتشارا على وجه الكرة الأرضية، فهو ينتشر عبر كندا، ألاسكا، معظم الولايات المتحدة، أوروبا، شمال أفريقيا، وجميع أنحاء آسيا تقريبا بما فيها اليابان




يظهر الثعلب الأحمر في الفلكلور والتراث الإنساني بكثرة، وغالبا مايتم ربطه بالدهاء والمكر والاحتيال، وفي أحيان يظهر على أنه شرير وأحيان أخرى على أنه مظلوم يستخدم دهائه لينقذ نفسه في اللحظة الأخيرة. وقد كان دهاء هذه الحيوانات مصدر إعجاب وتقدير لبعض الحضارات بينما كان سببا لمقتها وكراهيتها بالنسبة للبعض الآخر الذين غالبا ما يصفوها بالحيوانات الطفيليّة. ولا يزال أكثر الناس حتى اليوم يربطون الثعلب الأحمر بالأذى والضرر أكثر من اعتباره حيوان مثير للشفقة، ويظهر ذلك جليّا لدى المزارعين ومربي الدواجن بالأخص.

ينتشر الثعلب الأحمر اليوم عبر معظم أمريكا الشمالية وأوراسيا، جنوبي أستراليا، وبعض المناطق في شمال أفريقيا. والثعالب الحمراء نوع دخيل في أستراليا وتعتبر مشكلة بيئية خطيرة حيث أنها قد انتشرت بشكل كبير لتقضي بذلك على أعداد كبيرة من الحيوانات البلدية، بعد أن استقدمت إلى البلاد قرابة العام لتشجيع رياضة الصيد التي كان المستوطنون الإنكليزمعتادين عليها في بلدهم الأصلي، أو للسيطرة على أعداد الأرانب الدخيلة التي كانت تهدد المحاصيل الزراعية وتفسد الأراضي، كما يرى بعض المؤرخين
في المخيلة البشرية



الثعلب رينارد في كتاب للأطفال من عام 1869.

يظهر الثعلب الأحمر بشكل مستمر في العديد من القصص في معظم الحضارات حول العالم، وغالبا ما ينظر إليه على أنه حيوان مخادع، حتى أن كلمة محتال أو ماكر وبارع يتم ربطها بالثعلب تلقائيا، كما ويظهر الثعلب على أنه حيوان حاد الذكاء أو ذو قدرة سحرية على التخفي حتى، في الكثير من القصص التقليدية للدول الأوروبية، اليابان، الصين، الدول العربية، وأمريكا الشمالية (على الرغم من أن القيوط هو من يمثل في تلك الأخيرة إجمالا).

يختلف وصف الثعلب الأحمر في الروايات الخيالية الأوروبية التي بدأت من أساطير أزوب إلى قصص لافونتين وروايات الثعلب رينارد، فهو تارة شرير عديم الأخلاق (مثل في قصة الثعلب في قنّ الدجاج) وتارة شخص ماكر، وأحيانا أخرى مراقب حكيم، وشخص مضطهد ذكي قادر على إنقاذ نفسه والخروج من المأزق. وقد ورد ذكر الثعلب الأحمر أيضا في الشعر والروايات العربية المختلفة قديما وحديثا والتي اقتبست منها العديد من الروايات الأوروبية، ومن الشعراء العرب والأدباء الذين ذكروا الثعلب الأحمر ابن المقفع في كليلة ودمنة، وأحمد شوقي. ويقول بعض المؤرخين أن الثعلب الأحمر كان يرمز إلى إستراتيجيات البقاء التي تبعها الفلاحين الأوروبيين من العصور الوسطى إلى الثورة الفرنسية لمقاومة رجال الإقطاع والإكليروس، وقد أعجب الفلاحين بدهاء الثعلب ومكره الذي كان يستعين به للإغارة على ماشيتهم تحت جنح الظلام، فلجؤا إلى هذه التقنيات بأنفسهم ليقاوموا الطبقة الأرستقراطية، رجال الدولة والكنيسة.

تعليقات