جنات وعيون مصر القديمة














اشتهرت مصر القديمة بكثرة البساتين حول القصور وحول منازل الأثرياء, وقد كانت الزراعة في مصر القديمة تعتمد أساسا على النيل وتنتشر على جانبيه من الصعيد إلى الدلتا.





وكانت الحقول والبساتين المجاورة للنيل وتفرعاته وقنواتها تُرْوَى باستخدام بعض الوسائل البسيطة كالشادوف والدلو لرفع الماء إلى مستوى التربة, وأما المناطق الأبعد عن مجرى الماء فيستلزم لريها حفر آبار حيث لا يحتاج الوصول لمستوى الماء جهد كبير






وكانت الآبار ذات أهمية أكبر في المعابد المتطرفة والمناطق غير الزراعية أو غير المأهولة كما في سيناء, فقد كان لمصر قديمًا قلاع على طريق شمال سيناء نحو سوريا وفلسطين ومحاجر في الجنوب






وقد تُسْتَشْكَل الإشارة في القرآن الكريم إلى كثرة عيون الماء في مصر القديمة باعتبار وفرة مياه النيل والتصور بعدم الحاجة إلى الآبار, ولكن مصادر علم الآثار تشير إلى أن الآبار قد استخدمت في مصر القديمة على الأقل منذ بداية عهد المملكة الجديدة حيث وجدت عدة آبار عامة غير آبار البيوت؛ وكان لها سلالم حلزونية تصل إلى مستوى الماء, وقد كانت سببا في نشر كثير من الأمراض والأوبئة ابتداء من الإسهال إلى البلهارسيا




















آثار بئر كان يغتسل بها كهنة معبد أبيدوس في مصر القديمة




















وفي آخر اكتشاف حديث في أكتوبر 2009 وجدت آثار أربعة آبار مطمورة تُنسب لمعبد بمصر القديمة في عهد الأسرة الفرعونية 21 منذ أكثر من 3000 سنة تابع للمعبودة موط Mut بمنطقة صان الحجر؛ اثنان منهما دائريان بعرض 210-220 سم والآخران مربعان, وفي قوله تعالى: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ الزخرف: 51؛ يتفق مع المعرفة بشبكة مياه الري في عصر الفراعنة التي هيأت قديما لاستغلال أكبر مساحة للزراعة, ويَسَّر فرع قديم للنيل ممتد إلى خليج السويس وصول السفن الشراعية إلى البحر الأحمر وتوسعة رقعة التجارة البحرية, وفي قوله تعالى: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ


وَعُيُونٍ﴾ الدخان: 25, وقوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ الشعراء











تعليقات