أشهر العلماء في التاريخ - الخوارزمي - شخصيّة الخوارزمي



الخوارزمي
شخصيّة الخوارزمي
نشأ "الخوارزمي" - كما قلنا - في أحضان الطبيعة، كانت حياته في مزرعة والده، وإشتغاله في الزراعة، وتأصله في أحوال الطبيعة منذ طفولته من العوامل الّتي كان لها أعظم الأثر في نشأته وتكوينه وتشكيل شخصيته، وبلورة ميوله.

ولقد أبدى "الخوارزمي" منذ طفولته ميلا إلى التفكير الرياضي، فكانت عقلتيه تتسم بالنبوغ المبكر والطبيعة التحليلية، ولذلك رفض "الخوارزمي" الإستمرار في مساعدة والده في أعمال الزراعة، وكن يقضي أغلب وقته في البحث عن العلاقات الرياضية والهندسية الّتي تربط الأشياء في العالم المحيط به.


وعندما شبّ "الخوارزمي" قليلا بدأ يرسم الأشكال المحيطة به، فكان كل ما تقع عليه عيناه يتحول إلى شكل هندسي مثل: المربع والمستطيل والدائرة والخط المستقيم والمثلث، كانت الأنهار والبيوت والأشجار والجبال وكل مظاهر الطبيعة تتحول في نظره إلى أشكال هندسية تملأ الفراغ.


وهكذا لم ينشأ "الخوارزمي" كسائر الأطفال، ولم تشغله مشاغل الأطفال، ولا ألعابهم ووسائل لهوهم، إنما كان "الخوارزمي" شخصية متفردة منذ الصغر.


وعندما اقتنع والده بضرورة تعليمه، تفرّغ "الخوارزمي" للدراسة والبحث والإطلاع، فكان يذهب إلى الورّاقين ويشتري منهم الكتب، ويقضي أغلب الوقت في القراءة والبحث والإطلاع، ولقد كان نهمه الشديد للعلم والمعرفة الدافع الّذي شكّل شخصيته وجعلها تتبلور كشخصية علمية لا هدف لها في الحياة سوى النبوغ والتفوق العلمي.


ولذلك أنهى "الخوارزمي" دراسته للرياضيات في بغداد في مدة قصيرة جدا بالنسبة لأقرانه، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على عبقريّته الرياضية الفذّة، وعقليته الفريدة النابغة الّتي لا مثيل لها في عصره، وأنّ هذه العبقرية هي الّتي أثمرت العديد من النظريات الرياضية الّتي ظلّت إلى يومنا هذا من أهمّ أسس علم الرياضيات.



تعليقات