ترصد الرواية حكاية عازف ساكسوفون فرنسي يحل زائرا على ضفة بحيرة "أكلمام أزكزا" بالأطلس المتوسط بدعوة من صديقة مغربية٬ حتى يجرب صيد سمك الزنجور٬ فيجد نفسه مقحما في متاهة متشعبة٬ بطلها الأول هو المكان المؤسطر والسمك الوحشي٬ متاهة تتداخل بانفتاحها على وجوه فاعلة لشخصيات مريبة كفيرجينيا اللندنية والصياد الأشقر الملقب بمروض الزناجير وفتى الفندق المولع باقتفاء المصائر الكارثية
مقتطفات من الرواية
مجيئي البارحة إلى هذا المكان لم يكن بفعل تأثير مخطوط الرواية المشار اليه من البداية لان الرواية الان مجرد سديم في ذاكريت طبعا لان قراءتي لها ترجع إلى سنوات يفوعتي قراءة لمرة واحدة فقط كما اشترطت الصديقة الفرنسية و استلمتها مني مع استيفاء قراءتي لها ثم احرقتها وفق ما اخبرتني به في رسالة اخيرة وصلتني بيوم بعيد انتحارها الصاعق و الغامض .

اجل قررت أن اجهض حلم مراهقتي ككاتبة
و اول ما فعلته هو اتلاف تلك الثمرة القاسية لمخيلتي الحمقاء أي نعم احرقت مخطوطة الرواية رواية لم اكتبها للنشر و لا متبتها لتكون بطاقة انتماء لهذا العالم المخبول .
علم لا يستحق أن اتواطأ معه بالاستمرار فيه .
ما الكتابة الا قدر ما شامت لا برهة للحقيقة فيه و لا وقت معه الا للموت المقنع و الكذب الذي لا جدوى منه .
بلى صديقي ، عالم لا يستحق أن اعبره الا كغيمة حانقة في سماء هائمة لا تترك ظلالها على التراب .
لا علاقة للضجر بما اقوله و لا علاقة لليأس بما اعلنه كل ما في الامر أن رأسي طفا فوق المياه و اصطدم بسقف الحياة .
و عليه شأغادرها بجسارة بملء الغبطة قررت أن اصنع خروجي المظفر من شرنقة الكوابيس هذه .
على امل أن يكون العدم هو وجهتي الثانية من يدري فربما حياة أخرى العن من هذه بانتظاري خلف هذا الحاجز .
فليسقط هذا الحاجز اولا و بأسرع ما يكون و ليسقط كل اثر بليد خلفته ورائي .
قبلة وداع ، صائد الزنجور الاخير
صديقتك A/A )
صائد الزنجور الاخير ، هكذا وسمتني صديقة مراهقة بشكل مبهم في رسالتها و للان لم افك شفرة توصيفها لي بعد ...
الصنارة الجاثمة في يدي لا يمكن أن انكر أن حبها الطارئ تم بالفعل بتأثير من الشخص الغريب بطل مخطوطة روايتها المذكورة .
هل هذا يعني أن الصيد هو ما اتي بي إلى هذه البحيرة ؟
لا استطيع أن اجزم بهذا الامر بالتأكيد لأن قدومي إلى هذا المكان الجبلي تم وفق دعوة من صديقة مغربية هذه المرة .
لم اكن لارفض دعوتها الجليلة فهي مناسبة لكي انفق بعض الايام في هذه المنطقة الساحرة و هي في كل الاحوال منطقة ليست بغريبة عني لان اسرة امي ذات الاصول المغربية الامازيغية كانت تسكن قريبا من بحيرة وفق ما سرده لي ابي في طفولتي البعيدة و هذا لا يعني بالضرورة أنها هذه البحيرة بالذات .
بيانات الرواية
تأليف: إسماعيل غزالي
الناشر: دار العين للنشر
عدد الصفحات: 436 صفحة
الحجم: 4 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق