مجموعة قصصية يدور محورها الرئيس حول الهداية والإيمان بالله العلي القدير و بأقداره و بما قسمه للإنسان.
صورت هذه القصص ما يشعر به الغنسان المعاصر من ضياع و عدمية و فقدان لمعنى الحياة و جوهرها، و قدمت أن الإنسان لا يكون سعيدا بغير هداية الله له إلى الطريق الصحيح؛ فلا سعادة بمال أو حب أو سلطة دون التوجه إلى الله تعالى و التقرب منه و إليه.
اغلى شيء
وقف في شارع الحمراء في بيروت يتلفت و يدس يده بين اللحظة و اخرى في جيبه حيث الالف ليرة .
بحار اعزب عاش عمره سواحا بين الموانئ يضع قدما اياما على البر ليعود فيتغرب شهورا تائها حتى ليصبح نقطة عائمة في زرقة بلا حدود لا يربطه بعالم البشر الا صوت الترانزستور الصغير المعلق على كتفه أو عجيج ركاب الباخرة السكاري اخر الليل .
و مصل كل البحارة قد ورث تلك العادة السيئة من ايام اجداده ماجلان و كولومبس أن يجمع كل ما كسبه طوال غربته ليلقي به بين احضان اول فتاة يقابلها على رصيف الميناء .
و ما اكثر ما ختم ليلته بمعركة بالايدي مع صاحب البنسيون ثم عاد خالي الوفاض بعين وارمة الى باخرته .
تلك حياة البحار .
و هذا اغلى ما يملك .
تلك اللذات الحادة المتجمدة على ارصفة الموانئ بين ضباب الخمور الرديئة و ذلك العنف الممتع الذي ينفق فيه كل شيء أو يخصر فيه كل شيء .
و هل في الحياة اغلى من ذلك .
ذلك الخطر الموشك ... و اللذة الجامحة .. و الانفعال الدائم .
و حينما رأى بعض الفقراء يسجدون و يصلون لله على شاطئ الاسكندرية ذات مرة لم يفهم لمن يسجد هؤلاء الناس و لمن يصلون .. و كيف يعطينا الله حياة لننفقها من اجل حياة اخرى .
و اين الله هذا الذي يعبدونه ؟!
إنه لا يفهم هذا الكلام .
إن معبوده في كأس نبيذ .. أو بين ذراعي امرأة .
و جنته فورية و لذائذه عاجلة و سعادته يلمسها بيديه .
و جحيمه أن يحرم من هذه اللذات و يخرج مطرودا بلكمة على انفه و يفوز بتلك اللذات غريمه امام عينه .
يا له من نسيم منعش .
يا لها من ليلة دافئة .
و راح يغني اغنية ايطالية و يدمدم في استرخاء لذيذ و هو ينزل الدرجات الى ستريو على بابه صورة عارية .
و على البار وجدها .
ليس اجمل منها و لا في الاساطير .
يا له من خصر ضامر .. و ردف ممتلئ .. و شفيتن مثل كرزتين تتدفقان دما و حيوية .
و تصور نفسه يطبق على هاتين الشفتين و يغيب في هذا الردف .
يا لها من ليلة دافئة معطرة .
يا لها من امرأة تثير حتى النخاع .
و راح يغني اغنية بذيئة .
و غمز له البارمان بأنها امرأة ايطالية و لكن لا يوجد شيء مستحيل لمن يملك الثمن .
و همس في اذنه و هو يصب كأسا .. انه يمكن أن يدبر له شيء بألف ليرة .. العشاء و الشراب و البنسيون و جنة من فواكه لبنان و انهار من نبيذ بوردو و نبع فوار من الشمبانيا الفرنسية الفاخرة و تحفة نادرة من براندي نابليون المعتق مائة سنة في اقبة الاديرة القديمة .
الاسم : نقطة الغليان
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار النهضة العربية
عدد الصفحات : 102 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
صورت هذه القصص ما يشعر به الغنسان المعاصر من ضياع و عدمية و فقدان لمعنى الحياة و جوهرها، و قدمت أن الإنسان لا يكون سعيدا بغير هداية الله له إلى الطريق الصحيح؛ فلا سعادة بمال أو حب أو سلطة دون التوجه إلى الله تعالى و التقرب منه و إليه.
مقتطفات من المجموعة القصصية
وقف في شارع الحمراء في بيروت يتلفت و يدس يده بين اللحظة و اخرى في جيبه حيث الالف ليرة .
بحار اعزب عاش عمره سواحا بين الموانئ يضع قدما اياما على البر ليعود فيتغرب شهورا تائها حتى ليصبح نقطة عائمة في زرقة بلا حدود لا يربطه بعالم البشر الا صوت الترانزستور الصغير المعلق على كتفه أو عجيج ركاب الباخرة السكاري اخر الليل .

و ما اكثر ما ختم ليلته بمعركة بالايدي مع صاحب البنسيون ثم عاد خالي الوفاض بعين وارمة الى باخرته .
تلك حياة البحار .
و هذا اغلى ما يملك .
تلك اللذات الحادة المتجمدة على ارصفة الموانئ بين ضباب الخمور الرديئة و ذلك العنف الممتع الذي ينفق فيه كل شيء أو يخصر فيه كل شيء .
و هل في الحياة اغلى من ذلك .
ذلك الخطر الموشك ... و اللذة الجامحة .. و الانفعال الدائم .
و حينما رأى بعض الفقراء يسجدون و يصلون لله على شاطئ الاسكندرية ذات مرة لم يفهم لمن يسجد هؤلاء الناس و لمن يصلون .. و كيف يعطينا الله حياة لننفقها من اجل حياة اخرى .
و اين الله هذا الذي يعبدونه ؟!
إنه لا يفهم هذا الكلام .
إن معبوده في كأس نبيذ .. أو بين ذراعي امرأة .
و جنته فورية و لذائذه عاجلة و سعادته يلمسها بيديه .
و جحيمه أن يحرم من هذه اللذات و يخرج مطرودا بلكمة على انفه و يفوز بتلك اللذات غريمه امام عينه .
يا له من نسيم منعش .
يا لها من ليلة دافئة .
و راح يغني اغنية ايطالية و يدمدم في استرخاء لذيذ و هو ينزل الدرجات الى ستريو على بابه صورة عارية .
و على البار وجدها .
ليس اجمل منها و لا في الاساطير .
يا له من خصر ضامر .. و ردف ممتلئ .. و شفيتن مثل كرزتين تتدفقان دما و حيوية .
و تصور نفسه يطبق على هاتين الشفتين و يغيب في هذا الردف .
يا لها من ليلة دافئة معطرة .
يا لها من امرأة تثير حتى النخاع .
و راح يغني اغنية بذيئة .
و غمز له البارمان بأنها امرأة ايطالية و لكن لا يوجد شيء مستحيل لمن يملك الثمن .
و همس في اذنه و هو يصب كأسا .. انه يمكن أن يدبر له شيء بألف ليرة .. العشاء و الشراب و البنسيون و جنة من فواكه لبنان و انهار من نبيذ بوردو و نبع فوار من الشمبانيا الفرنسية الفاخرة و تحفة نادرة من براندي نابليون المعتق مائة سنة في اقبة الاديرة القديمة .
بيانات المجموعة القصصية
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار النهضة العربية
عدد الصفحات : 102 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق