اسف لم اعد استطيع لــ احسان عبد القدوس


أسلوب قصصي ممتع لا يشعر معه القارئ بالملل أبدا .. يتابع برغبة تجذبه من قصة لقصة ..وفي كل قصة شيء جديد
وخاص بأسلوب احسان عبد القدوس ضمن تسلسل منطقي ممتع

مقتطفات من الرواية

هل قرأ عبد الناصر الرسالة ؟

كانت التهمة هي :
الجنس
الإلحاد
اسف لم استطع اكتشفت خطابا كتبته لجمال عبد الناصر 1955 ..
و دهشت ..
فإني لا اذكر أبدا أني كتبت خطابا لأي رئيس جمهورية و لعل هذا الخطاب هو الوحيد الذي كتبته ثم نسيته بل أني لا اذكر إذا كنت قد أرسلته إلى جمال عبد الناصر فعلا أم أنني اكتفيت بكتابته ثم ألقيت به في درج النسيان ..
و مع قراءة الخطاب بدأت ذاكرتي الضعيفة التي تعذبني بضعفها تستيقظ فتذكر ملامح تبدو باهتة من وراء عشرين عاما مضت ..
كانت الصحافة أيامها لم تؤمم بعد و كانت الرقابة المفروضة عليها ثقيلة عنيفة و كنت أنا صاحب روز اليوسف و حتى اهرب بنفسي و بروز اليوسف من ثقل الرقابة كمشت صفحاتها السياسية و فتحت صفحات أوسع للمواد الاجتماعية و الأدبية .. و هو نفس السبب الذي جعلني أيامها أطالب بتأميم الصحافة لأن الرقابة كانت قد وصلت إلى حد أن أصبحت الصحف اقرب فعلا إلى ملكية الدولة ..
و كنا أيامها نتحمل كل هذه الأثقال لان الثورة كانت تخطو خطوات ناجحة قوية و كان عبد الناصر في أزهى انتصاراته بعد تأميم القناة و فشل الاعتداء الثلاثي حتى أصبح الكثيرون منا يعطونه الحق في كل شيء حتى في فرض هذه الرقابة العنيفة .. أن النجاح يبرر كل الأخطاء ..


و كانت لقاءاتي الشخصية بعبد الناصر قد تباعدت كما تتباعد دائما مع أي رجل مسئول لأني غالبا لا استطيع أن أساهم في تغطية مطالب المسئولين و أصبحت آراؤه الخاصة فيما ينشر بروز اليوسف تصلني أما عن طريق الرقابة أو عن طريق أصدقاء مشتركين ..
و عبد الناصر رغم ما كان عليه من تفتح فكري كان في أحيان كثيرة يبدو متحفظا إلى حد التزمت في اختيار الكلمة التي تقال و الموضوع الذي يبحث حتى خارج مجال السياسة و لذلك فعندما تعمدت إهمال السياسة و التفرغ للأدب لم اسلم من تزمت عبد الناصر .. و قد سبق أن رويت كيف اعترض على كلمة (( الحب )) عندما كنت أكررها في الإذاعة قائلا في نهاية كل حديث (( تصبحوا على خير .. تصبحوا على حب )) و عرض على أن استبدلها بكلمة محبة أي أقول (( تصبحوا على خير .. تصبحوا على محبة )) و لكني اعتذرت و قلت له أني أحاول أن افرض استعمال كلمة (( حب )) بمعناها الصحيح و توقفت أيامها عن حديث الإذاعة .. و عبد الناصر بدأ يستعمل كلمة (( حب )) ..
و يبدو أن عبد الناصر أيامها كان يقرأ قصص (( البنات و الصيف )) التي كنت انشرها في روز اليوسف فأرسل لي عدم موافقته على ما ينشر أو على الأقل عدم رضائه .. و في الوقت نفسه كنت قد فتحت في روز اليوسف صفحات للأبحاث الدينية و كان زميلي الدكتور مصطفى محمود في مرحلة معينة من مراحل فكره الديني و كان ينشر دراسات دينية اعترض عليها أيضا جمال عبد الناصر .. و لعلي عندما أبلغت بهذه الاعتراضات رأيت أن أرد عليها برسالة بدلا من الاعتماد على نقل الكلام عن طريق الأصدقاء و هي الرسالة التي لا ادري و لا اذكر إذا كنت قد أرسلتها إلى عبد الناصر فعلا أم احتفظت بها في درج النسيان .
 

بيانات الرواية



الاسم : اسف لم اعد استطيع
تأليف : احسان عبد القدوس
الناشر : دار أخبار اليوم
عدد الصفحات : 177 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت

تحميل رواية اسف لم اعد استطيع 

تعليقات