تصور هذه الروايه حياة المرأه في مجتمعاتنا بشكل عام والصراع التي تواجهه والمتمثل في العادات والتقاليدالتي تحاصر المراه في ذلك القفص الظيق الذي يقوم بعزلهاعن المجتمع
مقتطفات من الرواية
فتحت طرف الستارة لاطل على الشارع المقابل لنافذتي التقطت اذني اصوات الاطفال الممسكين بأيدي اابئهم و هم ذاهبون إلى المدرسة .صوت امي يحث مي الصغيرة على الاسراع بالذهاب إلى المدرسة .
صفقت اجنحة الطيور في السماء تنشر يقظتها في الصباح المبكر على اشجار الرصيف . حبات المطر الخفيف تتساقط هتانا .

حين يهطل المطر في نواحي " نجد " العطشى يحتفل الناس به تعتريهم حالة من جنون الفرح فمن عادة المطر النجدي أن يكون رقيقا و خفيفا و شحيحا .
حركة رائحة المطر غصون قلبي اليابسة فأوجعني تكسر غصونها في صدري . تساقطت اوراقها الجافة فرحا نفثت ذكرى لماض بعيد و حزين شعرت بضيق فاغتسلت و صليت ركعتين .
فتحت باب غرفتي و خرجت نفثت القهوة رائحتها المنبعثة من المطبخ في وجهي اشتعلت في البيت مثل حريق صيفي ساخن .
عموشة تحمص القهوة بنفسها تضع حبوبها الخضراء في المقلاة الحامية فوق النار تقلب حباتها حتى تسمر اهل نجد لا يحبون القهوة السوداء يحبونها بنية خفيفة كوجه بدوي لوحته الشمس . تطحن عموشة حبات القهوة قليلا تترك نصفها خشنا تقذف بمقدار فنجان واحد في ابريق الماء فيتموج ماؤه على نار هادئة حتى يغلي ثم تضع مقدار نصف فنجان اخر من الهال المطحون في قلب القهوة التي تفور كروح عطشى للعناق و هي تخطف قطع الهال الناغمة و تغمرها بالموج الاسمر تلتهك موجاتها . تنتشر الرائحة الذكية للهال الثائر لتعانق المكان تتقلب القهوة مع الهال في موج فائر حتى الفيضان ؟ لا تمنح عموشة القهوة فورانا كاملا فحالما يكاد الفوران أن يكتمل تزيح عموشة الدلة عن رأس اللهب فتستريح القهوة و تركد تعيد عموشة كعب الدلة إلى رأس اللهب مرة أخرى فتشيط القهوة بجنون اخر يرفع الفوران قشور الهال اليابسة إلى اعلى في دورة جديدة ثم يهبط بعد ثلاث فورات لا اكثر تطفئ عموشة رأس الفرن ثم تسحب الدلة من على سطح عين الفرن الساخنة تهدأ القهوة ثم تسكن دائخة و تسبح في شذا اعتصارها المكتمل تنتشر رائحة الهال في رؤسنا و بولع ينتظر كل منا دوره كي تغسل القهوة مزاجه الصباحي من خيوط احلام البارحة العكرة اذ ينتشي مزاجنا و يتمدد تحت شلال حكايات القهوة المرة و حبات التمر الحلوة .
معظم حكايات هذا البيت نسجت في جلسات القهوة يتخلص شاربوها من قيود الوعي الصارم و بعد الفنجان الثالث ينهمر سرد الحكاية مرة تلو مرة لكنها ليست الحكاية ذاتها لا تحب الحكاية أن تعيد نفسها ابدا فالرواية المتمرنة لا تحب اعادة الحكاية بالتفاصيل ذاتها فن الرواية مهارة توارثها اهل بيتي و كنت اول تلميذة تحب أن تصغي و تتعلم فن نسج الحكايات و اعادة كتابتها من جديد على الورق جربت مرات نشرها في الصحف باسم مستعار في البداية منعتني قلة ثقتي بنفسي من اعلان اسمي ثم خفت من ثورات اخي ابراهيم المتدين الذي ما إن سيلمح اسمي منشورا في الصحف حتى يشن حملات حصاره على حياتي دارت بيني و بينه معارك كثيرة بسبب كتابتي في الصحف لم ينتصر فيها احد غير الحكاية .
بيانات الرواية
تأليف: بدرية بشر
الناشر: دار الساقى
عدد الصفحات: 210 صفحة
الحجم: 2 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق