وضع بوجدرة هذ العمل على خلفية رياضية تتمثل في مباراة نهائي كأس فرنسا ويتعرض من خلالها هذا الفدائي الجزائري الذي يقوم بقتل أحد عملاء الاحتلال الفرنسي لأنذاك . اغتيال صديق آخر من أصدقاء فرنسا . فدائي يقتل الباشاغا محمد شكال في ملعب كولومب حيث جرت المقابلة النهائية لنيل كأس فرنسا ، ثم قال في نفسه سوف ينفذ حكم الإعدام في صديق آخر من أصدقاء فرنسا هنا أو هناك في البلد
مقتطفات من الرواية

تعين عليه أن يحلق وجهه بطريقة عشوائية امام هذا المغسل المعفن الذي ظل يستحوذ عليه إلى حد تلك اللحظة . الا ما اشد يتم هذا المغسل الخالي من كل مرآة ، من اية مساحة أخرى ملساء كفيلة بأن تعكس صورة وجهه الجميل بقسماته الرقيقة التي تضاهي قسمات اية امرأة لا سيما و أن اهدابه طويلة جدا بالغة التقوس هفهافة مثل حرير متقطع وضعت فوق كل واحدة من عينيه لكي تخفي تلك الخضرة البحرية في حدقتيه حيث تتساقط اشواك مختومة تمنحه عقدا نفسية و اسما مستعارا مما يؤدي بنسوة المدينة كلهن إلى أن يتشغفن كل الشغف لا بعينيه الرقيقتين فحسب بل و بانتظام قسماته و خصلة الشعر الاشقر المتدلية باستمرار على جبهته و فكيه القويين المنداحين في جسده المطواع العنيف الذي يبعث اصحابه انفسهم على الحيرة و الذهول . حقا لقد وقع في روعهم زمنا طويلا انه قواد يعمل في الخفاء و شديد الفعالية بل ذهب بهم الظن إلى أنه يحظى برعاية الالاف من النسوة الثريات الائي يدفعن له اموالا عينية يخفينها على مدار الايام في لباد مطرحة الندي المسحوق المخطط بمسارات البق . و بمجرد ما كان الزمن ينساب ضمن تقاطيع متكيفة في معصمه حيث يتزامن نبضه مع ساعته التي تقطر الثواني تقطيرا يحس انه محاصر بتلك القطع الحديدة الصغيرة المحدبة المنطرحة كيفما اتفق على شفير الهاوية و البؤس اللذين يعفنان اوصاله . إنه يوم الاحد و قد وجب عليه مع ذلك أن يقوم أن يقفز إلى المغسل و أن يرغون الصابون بفورة الخوف حتى و إن انتفشت شعيرات الفرشاة مرة ثانية . عليه أن يحلق لحيته مستفيدا من اشعة الشمس و أن ينظر إلى الموسي تشطب وجهة المرغون بفضل الانعكاسات الواقعة على الزجاج الزنخ من كوة هذه الغرفة المخصصة للخادمات و التي لا يكا سقفها يعلو فوق رأسه كثيرا .
بيانات الرواية
تأليف: رشيد بوجدرة
ترجمة: مرزاق بقطاش
الناشر: المؤسسة الوطنية للنشر
عدد الصفحات: 302 صفحة
الحجم: 3 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق