"الحب فى زمن الكوليرا" رواية للكاتب العالمى غابرييل غارسيا ماركيز وقد نشرت عام 1982 وحققت نجاحاً باهراً وترجمت الى عدة لغات وتحولت الى فيلم سينمائى يحمل نفس الاسم
تروي أحداث الرواية قصةحب رجل وامرأة منذ المراهقة, وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغيرحولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة(الكاريبي) وحتى تغيرات التكنولوجياوتأثيراتها على نهر (مجدولينا) في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتىالعقود الأولى من القرن العشرين كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقةمن العالم من حيث الأحوال الأقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثيرعلى انتطام الأحداث وسيرها الدقيق مما يضعنا أمام كاتب يمسك بأدواته علىاحسن ما يكون.
مقتطفات من الكتاب
لا مناص : فرائحة اللوز كانت تذكره دوما بمصير الغراميات غير المواتية . ذلك ما أدركه الدكتور خوفينال اوربينو منذ دخوله البيت الذي مازال غارقا في الظلام إذ حضر على عجل للاهتمام بحالة لم تعد مستعجلة بالنسبة له منذ سنوات عديدة فاللاجئ الانتيلي جيرما دي سانت – آمور . مشوه الحرب و مصور الاطفال و اكثر خصومه رأفة في لعبة الشطرنج قد تخلص من عذابات الذمرى باستنشاقه ابخرة سيانور الذهب .

وجد الجثة مغطاة بشرشف فوق السرير الضيق حيث كان ينام عادة و بجواره كرسي صغير عليه الطشت المستخدم في تبخير السم . و كان يقبع على الارض مقيدا بقائمة السرير جسد كلب دانمركي ضخم اسود اللون تغطي صدره بقعة بلون الثلج و إلى جانبه عكازان . الحجرة الخانقة ذات الالوان المتنافرة التي كانت تستخدم كحجرة نوم و محبر تصوير في الوقت ذاته اضيئت قليلا ببريق الفجر المنسل من النافذة المفتوحة لكنه كان ضوء كافيا للاعتراف الفوري بسلطة الموت فقط . كانت النوافذ الاخرى و كذلك جميع كوى الحجرة مسدودة بخرق قماشية أو مختومة بورق مقوى اسود اللون مما ضاعف من كثافة ضيقها . ة كانت هناك طاولة تحتشد بزجاجات و قنان بلا لصاقات و طشتين من الوتياء مقشري الطلاء تحت مصباح عادي مغلف بورق احمر . اما الطشت الثالثالخاص بالسائل المثبت فهو الموجود إلى جانب الجثة ، كانت هنالك مجلات و صحف قديمة في كل الانحاء و اكداس من مسودات الصور الفوتوغرافية في اطر زجاجية و اثاث مخلع لكنه محفوظ كله من الغبار بقدرة يد نشيطة و مع أن هواء النافذة كان قد نقى الجو الا انه بقى لمن هو قادر على التسيير قبس فاتر من الغراميات الكئيبة لحبات اللوز المرة ، كان الدكتور خوفيتال اوربينو قد فكر اكثر من مرة دون جماس مسبق بأن تلك الحجرة ليست بالمكان المناسب للموت في رحمة الله لكنه انتهى مع مرور الوقت إلى الافتراض بأن فوضى المكان هذه ربما هي استجابة لالهام محدد من جانب العناية الالهية .
كان مفوض شرطة قد سبقه مع طالب طب شاب يتمرن للتخصص في الطب الشرعي في المستوصف البلدي و هما من قام بتهوية الحجرة و تغطية الجثة ريثما يأتي الدكتور اوربينو . كلاهما صافحه بمهابة فيها من المواساة هذه المرة اكثر مما فيها من التوقير فلا احد يجهل درجة الصداقة التي كانت تربطه بجير ميا دي سانت – آمور . شد المعلم الشهير على يد كل منهما كما هي عادته دائما بمصافحة كل واحد من تلاميذه قبل بدء درسه اليومي في الطب العام ثم رفع طرف شرشف السري برأس ابهامه و سبابته كما لو كان زهرة و كشف عن الجثة شبرا فشبرا برصانة قدسية . كان الميت عاريا تماما متيبسا و معوجا عيناه مفتوحتان و جسده ازرق و بدا كأنه كبر خمسين عاما عما كان عليه الليلة الماضية كانت حدقتاه صافيتان و شعر رأسه و ذقنه ضارب إلى الاصفرار و على عرض بطنه اثر جرح قديم مندمل بغرز معقودة . و كانت لصدره و ذراعيه ضخامة صدر و ذراعي مجذف سفينة و ذلك للجهد الذي عليه اداءه باستخدام العكازين . اما ساقاه الخامدتان فبدتا كساقي يتيم .
بيانات الكتاب
الاسم : الحب فى زمن الكوليرا تأليف : جابرييل جارسيا ماركيز الناشر : دانية للنشر والتوزيع عدد الصفحات : 48 صفحة الحجم : 15 ميجا بايت تحميل رواية الحب فى زمن الكوليرا
تعليقات
إرسال تعليق