في هذه الرواية الحافلة بالسخرية وبروح فكاهية مجددة، يسبر محاضر اسباني أعماق الجامعة الشهيرة ومجتمعها بفن روائي مذهل في سرد يتألف بألف وشاح ووشاح على خلفية قصة حب. وبعيدأً عن الجامعة التي تحضنه، يجول الراوي، المحاضر الإسباني الرائع، جولات فكرية متقلبة ويعيش مواقف متنوعة تنقله بين التساؤل والتعجب والتمرد والقرف والسرور والصدفة والحبور..
مقتطفات من الرواية

كان بيتي هرمي الشكل و تألف من ثلاث طبقات و كنت امضي اغلبية وقتي فيها اذ كانت وجباتي في مدينة اكسفورد شبه معدومة أو غير موجودة . في الوقاع إن اكسفورد احدى مدن العالم التي تعرف اقل نسبة عمل فيصبح واقع أن (( نتواجد فيها )) اكثر حسما من أن (( نفعل شيئا )) . الاقامة في اسكفورد تتطلب قدرا كبيرا من التركيز و الصبر و الجهد لمقاومة تلاشي الفكر و الروح فمجرد الادعاء أن سكانها يظهرون نشاطا بخاصة علنا يكون تتطلب غير لائق على الرغم من أن بعض زملائي غالبا ما كانوا يتنقلون بخطى سريعة لاعطائنا الانطباع بأنهم دائمو الانشغال و بخاصة بين ساعات التعليم تلك الساعات التي مرت و تمر في الهدوء و راحة البال المطلقين و بذلك مؤكدين واقع أن نكون و ليس أن نفعل أو حتى أن نتصرف . هكذا كان كرومر بلايك و هكذا كان المفتش الذي كان أيضا يدعى ماتاريفيه ديستريبادور أما اسمه الحقيقي فكان اليك ديوار .
لمن الشخص الذي يحبط كل مظاهر الحركة و بالتالي يبعث الحياة الحقيقة في سكون المكان و استقراره هو ويل البواب العجوز في المبنى ( المبنى الذي يحمل بأبهة اسما لاتينيا : الإنستيتوتو تايلوريانا حيث طالما اشتغلت في هدوء و راحة بال . لم ار في حياتي نظرة اكثر صفاء ( طبعا ليس في مدينتي مدريد حيث لا وجود للنظرات الصافية ) من نظرة ذلك التسعيني الدقيق الجسم و اللطيف و الذي كان دائما يرتدي سروالا كحليا و الذي كان يسمح له بالبقاء صباحات كثيرة في كوخه الزجاجي للمراقية و بإلقاء تحية الصباحية على الاساتذة كلما دخل احدهم .
بيانات الرواية
تأليف: خافير ماريس
ترجمة: صباح خراط زين
الناشر: نوفل
عدد الصفحات:276 صفحة
الحجم: 4 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق