مقتطفات من الرواية
الشيخ حامد رجل غني يحب الخير للناس و يحسن للفقراء ، ذات يوم قصده فتى فقير يطلب منه صدقة .نظر الشيخ حامد الى الشاب ثم قال : و لكني ارى الله قد انعم عليك بنعمتين ، اخذ الفتى يتلفت حوله بدهشة و هو يسأل باستنكار : نعمتان ؟ اين هما يا سيدي ؟!
تنهد الفتى من الاعماق و قال بحسرة : و لكن تنقصني نعمة المال فأنا فقير .
قال الشيخ حامد : المال لا يكون الا بالعمل الشريف فهو عبادة يتقرب بها الانسان لله و فيه مكسب حلال يعز النفس و يعلي الكرامة و به تتقدم البلاد . فقال الشاب : لكني سمعت انك لا ترد طلب المحتاجين و المساكين . الست انا واحدا منهم ؟!
فرد الشيخ قائلا : لا لست منهم فهم عاجزون و مرضى محتاجون و غير قادرين على العمل .
و هنا اغرورقت عينا الفتى ثم طلب من الشيخ ان يدله على عمل يتكسب منه ، ابتسم الشيخ حامد ثم امره ان يأتي اليه من الغد ، و وعده ان يجد على مر الايام الكنز الذي يجعله من الاغنياء .
و في الصباح الباكر توجه الشاب الى قصر الشيخ حامد فاستقبله البستاني و عرفه مهام عمله في الحديقة .
و كان عمل الشاب هو العناية بالازهاؤ و رعاية الاشجار . و ظل الشاب يعمل بهمة و نشاط حتى غابت الشمس .
و في نهاية اليوم استدعي الشيخ حامد الشاب ثم اعطاه قطعة من النقود فوضعها الشاب في جيبه . ثم اعطاه قطعة اخرى و امره ان يرمي بها داخل صندوق خشبي موضوع بجانبه و انصرف الفتى فرحا بقطعة النقود لكنه بات في حيرة شديدة من امر القطعة التي رمى بها داخل الصندوق الخشبي .
و مضى عام و الفتى على هذا الحال يعمل طول النهار في البستان و اخر النهار يأخذ من الشيخ حامد قطعتين من النقود واحدة يضعها في جيبه و الاخرى يرمي بها داخل الصندوق الخشبي .
و في يوم من الايام قال الفتى للشيخ حامد : انا اعمل هنا منذ عام و انت كنت قد وعدتني بكنز و مع ذلك لم اعثر عليه حتى الان !!
ضحك الشيخ حامد و في الحال احضر الصندوق ثم فتحه فلما رأى الشاب الصندوق فرح فرحا شديدا ثم صاح قائلا : إنها نقود كثيرة .. نقود كثيرة !!
فأجابه الشيخ مبتسما : انها نقودك انت !! إنه الكنز الذي تطمع في العثور عليه و تفكر فيه ليل نهار . هذه النقود ادخرتها لك و مضى الشاب و هو يردد مؤكدا : حقا ، إن في العمل كنز .
بيانات الرواية
تأليف : محاسن جادو
الناشر : بداية
عدد الصفحات : 18 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق