الانكار لــ رشيد بوجدرة

رشيد بوجدرة هذا الكاتب المتميز بطبعه الحساس والمزاجي ، والذى تناول عدد من القضايا العربية الساخنه في العديد من رواياته يسرد لنا في هذه الرواية عن شاب يسرد قصة حياته المليئة بالأحدث المتغيرة وخاصة الانكار والذى يتحدث به عن والدته بصفة خاصه حيث كان هذا هو أهم ما يميزه

مقتطفات من الرواية



بذهاب الوهم و الهلاوس كان النور ينزل مثله مثل الصحيفة الصقيعية . رغم ما في الوضع من تفتت و فوضى كانا يتفاقمان بعد مرور (( الاعضاء السريين )) فكنا اذا قد اوقفنا غاراتنا ( أأقول لها أن لفظة ( Algarade ) الفرنسية اصلها عربي و عو الغارة و انه من المؤسف جدا انها لا تعرف حتى ذلك ؟ لعله من الافضل الا اوقظ فيها تلك القطة الضارية العاصفة الرابضة في اعماق نفسها .. ) . كنا قد اوقفنا غارتنا و لزمنا الهدوء و السكون . ترى لم كانت تلح علي في السؤال ؟ أنها تبتغي أن نتحادث الانكار عن يما من جديد و لما كنت اصمد و ارفض فقد كانت تعمد إلى جسمي تدعكه بنعومة بشرتها المعدية فلا تبقى على بشرتي اثار بعض العطور الرقيقة الشذا و انما تخلف عليها برودة عليلة كانت نفسي المنكوبة في حاجة اليها برودة عليلة تذكرني ببعض روائح العنيبة و عود القرنفل يلتهبان فيفنان في ثبات الذاكرة . و كنت في مثل تلك اللحظات ابعث من جديد فيعود إلى فجأة صفاء في الذهن غريب قريب من حالة الوجد و الذهول و يتيه عقلي في مسيرة وهمية ملؤها الحيطة و الحذر مثلي في ذلك كمثل البهلوان يسير على حبله الممدود في الفضاء و قد طهر من شجاعته تطهيرا . كنت انقلب فأستحيل إلى شخص غير شخصي حتى إنه كان يكفيني أن ارى احدى بنات وردان ناصبة قرني في استشعارها على شكل قاطع و مقطوع علامة على العدوان تجاه عيني العشيقة الثائرتين ذعرا لكي اهرع لاغاثتها فأخلصها من شر تلك الدويبة الشنعاء . حتى اذا رأيت (( سيلين )) و قد فاضت على ملامحها علائم الاعتراف بالجميل اخذت في جس عضلاتي في غموض و ابهام رغبة مني في تحسين إخضاعها و حملها على الهيام بي و تدليلي دائما . و عندئذ كان يحدث بيننا شبه فضاء معشوشب متراص كثيف في هشاشته و مهدد على الدوام بانهيار زالزالي كنا لا نفتأ معا نرهب جسامته و نخشاها و نحن قابعان بصورة مخالفة للمعقول في صميم قلب تلك الحجرة امام البحر و قد هدأ بمفعول ارتداد امواجه فبلغ منتهى رتابته الذاتية الشاذة . كل ذلك و نحن ننظر فنرى رشاش الماء يلطخ الميناء و الرصيف في ابهة و بذخ و يغمرهما غمرا و قد اخذتهما غشية ثقيلة فتخدرا منذ مغادرة الصيادين لهما و ريثما يجيء اليهما عملتهما من جديد . كل ذلك و كلانا يحملق في صاحبه كالملاكين يتهيآن للاملاكمة و انما للتغاض تغاضا تسيل معه دماؤهما .
الا أن ذلك كان في الحقيقة امرا معتادا لدينا ، تأصل فينا تأصلا بالغا سرعان ما كنا ننسى معه اننا في حالة سلم قررناها بصورة رسمية منذ لحظات معدودات . و كنا عندئذ نخر معا فتكون الزفرات تسري على جسمينا المحمومين البالغين من نفاذ الصبر اقصى حدوده حتى كانت رغبة كلينا في الوصال تنقلب من شدة نفاذ صبرنا فإذا هي شراسة و نهم كنا لا نأبه معهما للون بشرتينا و قد سرت عليهما حبوب صغيرة ضاربة إلى البنفسجي كانت تنبئ سلفا بشدة الملامسات الاليمة القادمة .

بيانات الرواية



الاسم:الانكار
تأليف: رشيد بوجدرة
الناشر: المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار
عدد الصفحات: 354 صفحة
الحجم: 4 ميجا بايت

تحميل وراية الانكار

تعليقات