ترسم هذه الرواية من خلال لوحات شعرية معبّرة أجواء روائية مشحونة بالتوتر والخوف، من خلال شخصيات تعيش قلقاً وجودياً في مناخ مملوء بالخوف والرعب حين يتحول الأصدقاء إلى خونة، ويختفي بعضهم، ويجري اغتيال بعضهم الآخر وحين تضطرب الموازين وتختل المعايير.
طريق دودة التفاح
تحمل النملة ذبابة ميتة فتعجز عن ان تبصر الطريق امامها لهذا تدير الذبابة جانبا و تبدأ بالتراجع الى الوراء فالذبابة تفوق النملة ثلاثة مرات في الحجم .
تسحب ادينا مرفقها لانها لا ترغب في ان توصد الطريق امام الذبابة تلمع الى جوار ركبة ادينا كتلة قار و تغلي الكتلة تحت اشعة الشمس تمس ادينا الكتلة باصبعها مسا رقيقا فينسل خيط من تلك الكتلة خلف يدها لكن الخيط سرعان ما يتجمد في الهواء و يتكسر .
للذبابة رأس مدبب كالابرة و نظرا لان الشمس لا تجد في ذلك الرأس ما يمكن ان يرحق فأنها تقزم بلسعه تضل النملة الطريق صحيح انها تسطيع الزحف لكنها لا تحيا و لا تبدو للعين التي تنظر اليها شبيهة بالحيوان اضافة الى ان بذور الاعشاب قادرة على ان تزحف صوب ضواحي المدينة كما تفعل النملة اما الذبابة فهي تحيا لانها تفوق النملة في الحجم ثلاث مرات و لانها محمولة و لانها تبدو كالحيوان لمن يتأملها .
لا ترى كلارا الذبابة فالشمس تشبه حبة القرع المتوهجة التي تغشي العيون بأشعتها الساطعة كما تبدو بعض ادوات الخياطة كالمقص و البكرة بخيوطها البيض اضافة الى النظارة الشمسية و الكتشبان فكلارا تخيط لنفسها بلوزة صيفية .
تنغرس الابرة في القماش و يسير الخيط قدما و تقول كلارا و هي تلعق الدم عن اصبعها : امك فوق الثلج اللعنة على الثلج و على الابرة الام و على البكرة و الخيط . و عندما تشرع كلارا باللعن يغدو لكل شيء من الاشياء ام خاصة به .
إن ام الابرة هي الموضع الذي ينز دما اما الابرة الام فهي الابرة الاقدم في العالم التي جاءت جميع الابر من رحمها و هي ابرة تفتش لابرها التي تقوم بالخياطة عن اصبع مناسب لتقوم تلك الابرة بوخزه . اثناء اللعن يصبح العالم صغيرا تعلوه كومة من الابر و كتلة من الدم المتخثر و تقف ام الخيوط بالمرصاد و هي تحمل خيوطها المتشابكة لتطوف بها العالم .
تقوم ادينا و عمود كلارا الفقري يهتز و لسانها يدور في فمها إن عليك ان تلغي الثلوج في مثل هذا القيظ و قد اعتادت كلارا عندما تشرع باللعن ان تزوي ما بين عينيها فتنطلق الكلمات من بين شفاهها كالرصاص الذي يستطيع ان يصيب ام الاشياء بل الاشياء كلها في الصميم .
استلقت ادينا و كلارا فوق احد الاغطية و في حين كانت ادينا عارية كانت كلارا ترتدي بنطال السباحة القصير .
اللعنات باردة و هي لا تحتاج الى زهور الاضاليا و لا الى الخبز او التفاح او فصل الصيف و هي لا تصلح للشتم او الاكل انها مخلوقة للدوران السريع حول نقطة بعينها و للاستلقاء السطحي و للغضب السريع و الصمت العميق و هي تخفف من ضغط العصب الصدغي على الرسغين و تجعل نبضات القلب الخامل تعلو لتبلغ مسامع الاذن فاللعنات تتصاعد لتخنق ذاتها في النهاية و عندما تتكسر تتلاشى و كأنها لو توجد قط .
الغطاء ملقى فوق سطح احدى الوحدات السكنية تحيط بالسطح شجرات الحور التي تعلو فوق سطوح المدينة كلها . الشجرات تعلوها الخضرة و هي خالية من الاوراق المتفرقة حيث تعلوها كتل من الاوراق الملتفة كما انها لا تصدر حفيفا بل انها تهمس تقف الاوراق عموديا كالغصون بحيث لا يستطيع المرء ان يرى الاخشاب . يصل ارتفاع تلك الاشجار الى ذرى ساحقة فتقوم بتشتيت الهواء الساخن فهذه الشجرات هي بمثابة سكاكين خضراء .
الاسم : كان الثعلب يومها هو الصياد
تأليف : هيرتا موللر
الترجمة : خليل الشيخ
الناشر : مشروع كلمة
عدد الصفحات :272 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
مقتطفات من الرواية
تحمل النملة ذبابة ميتة فتعجز عن ان تبصر الطريق امامها لهذا تدير الذبابة جانبا و تبدأ بالتراجع الى الوراء فالذبابة تفوق النملة ثلاثة مرات في الحجم .
تسحب ادينا مرفقها لانها لا ترغب في ان توصد الطريق امام الذبابة تلمع الى جوار ركبة ادينا كتلة قار و تغلي الكتلة تحت اشعة الشمس تمس ادينا الكتلة باصبعها مسا رقيقا فينسل خيط من تلك الكتلة خلف يدها لكن الخيط سرعان ما يتجمد في الهواء و يتكسر .
للذبابة رأس مدبب كالابرة و نظرا لان الشمس لا تجد في ذلك الرأس ما يمكن ان يرحق فأنها تقزم بلسعه تضل النملة الطريق صحيح انها تسطيع الزحف لكنها لا تحيا و لا تبدو للعين التي تنظر اليها شبيهة بالحيوان اضافة الى ان بذور الاعشاب قادرة على ان تزحف صوب ضواحي المدينة كما تفعل النملة اما الذبابة فهي تحيا لانها تفوق النملة في الحجم ثلاث مرات و لانها محمولة و لانها تبدو كالحيوان لمن يتأملها .

تنغرس الابرة في القماش و يسير الخيط قدما و تقول كلارا و هي تلعق الدم عن اصبعها : امك فوق الثلج اللعنة على الثلج و على الابرة الام و على البكرة و الخيط . و عندما تشرع كلارا باللعن يغدو لكل شيء من الاشياء ام خاصة به .
إن ام الابرة هي الموضع الذي ينز دما اما الابرة الام فهي الابرة الاقدم في العالم التي جاءت جميع الابر من رحمها و هي ابرة تفتش لابرها التي تقوم بالخياطة عن اصبع مناسب لتقوم تلك الابرة بوخزه . اثناء اللعن يصبح العالم صغيرا تعلوه كومة من الابر و كتلة من الدم المتخثر و تقف ام الخيوط بالمرصاد و هي تحمل خيوطها المتشابكة لتطوف بها العالم .
تقوم ادينا و عمود كلارا الفقري يهتز و لسانها يدور في فمها إن عليك ان تلغي الثلوج في مثل هذا القيظ و قد اعتادت كلارا عندما تشرع باللعن ان تزوي ما بين عينيها فتنطلق الكلمات من بين شفاهها كالرصاص الذي يستطيع ان يصيب ام الاشياء بل الاشياء كلها في الصميم .
استلقت ادينا و كلارا فوق احد الاغطية و في حين كانت ادينا عارية كانت كلارا ترتدي بنطال السباحة القصير .
اللعنات باردة و هي لا تحتاج الى زهور الاضاليا و لا الى الخبز او التفاح او فصل الصيف و هي لا تصلح للشتم او الاكل انها مخلوقة للدوران السريع حول نقطة بعينها و للاستلقاء السطحي و للغضب السريع و الصمت العميق و هي تخفف من ضغط العصب الصدغي على الرسغين و تجعل نبضات القلب الخامل تعلو لتبلغ مسامع الاذن فاللعنات تتصاعد لتخنق ذاتها في النهاية و عندما تتكسر تتلاشى و كأنها لو توجد قط .
الغطاء ملقى فوق سطح احدى الوحدات السكنية تحيط بالسطح شجرات الحور التي تعلو فوق سطوح المدينة كلها . الشجرات تعلوها الخضرة و هي خالية من الاوراق المتفرقة حيث تعلوها كتل من الاوراق الملتفة كما انها لا تصدر حفيفا بل انها تهمس تقف الاوراق عموديا كالغصون بحيث لا يستطيع المرء ان يرى الاخشاب . يصل ارتفاع تلك الاشجار الى ذرى ساحقة فتقوم بتشتيت الهواء الساخن فهذه الشجرات هي بمثابة سكاكين خضراء .
بيانات الرواية
تأليف : هيرتا موللر
الترجمة : خليل الشيخ
الناشر : مشروع كلمة
عدد الصفحات :272 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق