تدور القصة حول علاقات الاستغلال والبشر الذين يعيشون حول المسجد من الطبقات الدنيا، بائعة الخضار الشريفة وسائق التاكسى المنحرف الذى يعيش بجملة بمثل خاص به وهو " عيش ندل تموت مستور "،وصديقه تاجر المخدرات المدمن…
تعريشة من الخشب ، حجرة كالحق متربة ، على جدرانها كف مرسومة ملونة بالطين و الزعفران ، حجاب معلق له شراشيب من الترتر و القواقع . زيطة و صخب و طرقعة صاجات و نغمات رتيبة . حريق لاعشاب و قوالح ، رجل يغني للنبي له صوت كصهيل الحصان ، مزمار بلدي ، عيون ضيقة سارحة في ملكوت الله . قلب يشوى على نار هادئة . عيون معمصة تأكل الفحم ، لذة جنسية شرهة و ضوء بنفسجي دامع و صرخات متباعدة على المسافرين و الغائبين .
و فجأة يرن الصمت و يقع الجميع و يرى في العلو على حائط غير مرتفع احذية قديمة يضعها رجل يسكن في الربع كان ينوي اصلاحها و بيعها .. و لكن يفوت الزمن و لا يفعل شيئا ..
و تظهر عيون طفلة خلال الزحام ، عيون ليست خائفة و لكنها شقية و تزعق امها فيها :
(( يا ما يلة )) رجعت بدري ليه ؟ .
- جعت .
و تتحرك الطفلة في الطرق المظلمة على الجانبين ابواب مغلقة يظهر من زجاجها العلوي بصيص من نور . و تنزل الطفلة على الدرج تتابعها امها و هي تسدل على رأسها طرحة سوداء .
في الشارع المبلط بالاحجار السوداء تتجه المرأة ناحية اقفاص جريدة ممتلئة بالبرتقال بأنواعه الثلاثة و يفظ صغيرة . وراء الاقفاص يجلس رجل عجوز يحرسها ، تنادي المرأة على البنت :
- ماذا تريدين ؟
.. صمت .. عيون تجفل سارحة في ملكوت الله
- اذهبي و اشتري بقرشين جبنه و اربعة ارغفة .
ثم تجلس المرأة على احد الاقفاص المقلوبة الفارغة ، يحاول الرجل العجوز القيام من على الكرسي القش .. تمنعه المرأة .
لقد ذهبت تتفرج على زار اخيها الذي اصطنعه لكي يسترد النقطة من البخور و من صخب النسوة و المأبونين . و لكن البنت جاءت تقطع لذتها في الفرجة و العبث مع النسوة و الضحك و الفزع و الرقص كلما دار الطبل و زغردت الصاجات ..
تجلس وراء الاقفاص مكان الرجل الذي يغادر المكان .. تراقب القادمين و الرائحين في الشارع المزدحم و القهوة المطلة على الشارع و التي تحتل ناصية كبيرة .. يبعدها عن (( الاقمر )) حارة ضيقة ممتلئة بقدور المخللات و زكائب و اقفاص الزيتون الطازج و رائحة الجلة المحترقة في تسييح النحاس .
الاقمر يحتل عظمة المكان .. ولدت هنا عاشت هنا تزوجت ثلاث مرات هجرها رجلان و مات الثالث و انجبت سبعةاطفال اكبرهم يعمل مع اخيها في الموالد و اخرهم طفل لا يزيد ارتفاعه عن نصف المتر و لكنه كثير التغيب عن البيت . كل يوم تذهب الى قسم مختلف لاستلامه دائم التجوال يركب أي مواصلة الى أي منطقة ..
عيون رائعة وجه سمح بالرغم من الاتربة التي يحملها .
احب الاطفال الى قلبها و اشقاهم اصغر من ان يعمل يحمل خلل الدنيا في رأسه لا تسطيع ان تضربه يعود من القسم مذهولا ينام كل ليلة في قسم مختلف حتى عرفه كل العسكر في الاقسام القريبة .
الاسم : الأقمر
تأليف : ـ إسماعيل ولى الدين
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 115 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
مقتطف من الرواية
و فجأة يرن الصمت و يقع الجميع و يرى في العلو على حائط غير مرتفع احذية قديمة يضعها رجل يسكن في الربع كان ينوي اصلاحها و بيعها .. و لكن يفوت الزمن و لا يفعل شيئا ..
و تظهر عيون طفلة خلال الزحام ، عيون ليست خائفة و لكنها شقية و تزعق امها فيها :
(( يا ما يلة )) رجعت بدري ليه ؟ .
- جعت .
و تتحرك الطفلة في الطرق المظلمة على الجانبين ابواب مغلقة يظهر من زجاجها العلوي بصيص من نور . و تنزل الطفلة على الدرج تتابعها امها و هي تسدل على رأسها طرحة سوداء .
في الشارع المبلط بالاحجار السوداء تتجه المرأة ناحية اقفاص جريدة ممتلئة بالبرتقال بأنواعه الثلاثة و يفظ صغيرة . وراء الاقفاص يجلس رجل عجوز يحرسها ، تنادي المرأة على البنت :
- ماذا تريدين ؟
.. صمت .. عيون تجفل سارحة في ملكوت الله
- اذهبي و اشتري بقرشين جبنه و اربعة ارغفة .
ثم تجلس المرأة على احد الاقفاص المقلوبة الفارغة ، يحاول الرجل العجوز القيام من على الكرسي القش .. تمنعه المرأة .
لقد ذهبت تتفرج على زار اخيها الذي اصطنعه لكي يسترد النقطة من البخور و من صخب النسوة و المأبونين . و لكن البنت جاءت تقطع لذتها في الفرجة و العبث مع النسوة و الضحك و الفزع و الرقص كلما دار الطبل و زغردت الصاجات ..
تجلس وراء الاقفاص مكان الرجل الذي يغادر المكان .. تراقب القادمين و الرائحين في الشارع المزدحم و القهوة المطلة على الشارع و التي تحتل ناصية كبيرة .. يبعدها عن (( الاقمر )) حارة ضيقة ممتلئة بقدور المخللات و زكائب و اقفاص الزيتون الطازج و رائحة الجلة المحترقة في تسييح النحاس .
الاقمر يحتل عظمة المكان .. ولدت هنا عاشت هنا تزوجت ثلاث مرات هجرها رجلان و مات الثالث و انجبت سبعةاطفال اكبرهم يعمل مع اخيها في الموالد و اخرهم طفل لا يزيد ارتفاعه عن نصف المتر و لكنه كثير التغيب عن البيت . كل يوم تذهب الى قسم مختلف لاستلامه دائم التجوال يركب أي مواصلة الى أي منطقة ..
عيون رائعة وجه سمح بالرغم من الاتربة التي يحملها .
احب الاطفال الى قلبها و اشقاهم اصغر من ان يعمل يحمل خلل الدنيا في رأسه لا تسطيع ان تضربه يعود من القسم مذهولا ينام كل ليلة في قسم مختلف حتى عرفه كل العسكر في الاقسام القريبة .
بيانات الرواية
تأليف : ـ إسماعيل ولى الدين
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 115 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق