سلمى لــ عبد الرحمن غازى القصيبى

نسج لنا غازي صوره جميله لتاريخنا بالشكل الذي تمنى وتتمنى الامه السلاميه اجمع ان يكون حيث جعل سلمى تصلح اخطأ حدثت في تاريخ الامة الاسلاميه والعربيه.
وبطبيعة غازي المبدع يجبرك على التقل معه من عالم الفن إلى عالم التريخ ثم إلى الادب يليه الخيال ويبحر بك بعالم الشعر.
 

مقتطفات من الرواية




تفتح العجوز عينيها بشيء من الصعوبة . ترى ابنها يقترب و يقبل رأسها و يديها ثم يجلس امامها ؟ لابد انه يوم الجمعة . سليم لا يزورها إلا يوم الجمعة . تبتسم و تقول :
- سليم ! كيف حالك ؟ كيف حال الاولاد ؟
- بألف خير . الجميع بخير . الجميع يقبلون يديك . كيف صحتك أنت يا امي ؟
تتنهد العجوز و تقول :
سلمى - في نعمة من الله . في الثمانين ألا يكفي المرء صحة أن يظل على قيد الحياة ؟
يتظاهر سليم بالجزع :
- في الثمانين ؟! لم تبلغي السبعين بعد يا أم سليم . أم تريدين أن يكبر سليم معك ؟
- في السبعين . أو في الثمانين . أو في التسعين . ما الفرق ؟ الحركة صعبة و الذاكرة ضعيفة و النوم متقطع و الدنيا تغيرت و الاصدقاء قلوا و الادوية كثرت و الحمد لله على كل حال . دعنا من صحتى الان . هل احضرت الراديو الذي اوصيتك عليه ؟
يفتح سليم حقيبة يده و يخرج منها راديوا ترانسستور يقدمه إلى امه التي تأخذه بشغف طفل تلقى هدية جديدة و تسأل :
- ياباني ؟
- نعم يا امي
- آخر موديل ؟
- نعم يا امي
- يحضر (( صوت العرب )) ؟
- نعم يا امي
- و (( هنا برلين )) ؟
- و (( هنا برلين ))
تغمض الهجوز عينيها و يأخذها النعاس عندما ترفع رأسها تجد ابنها يجلس في المقعد باحترام محاولا أن يخفي تململه و تقول له بحنان :
- قم يا سليم عد إلى بيتك الاولاد في انتظارك هذا يوم العطلة . يقبل سليم رسها و يديها من جديد . يغادر الصالون الصغير و في ذهنه السؤال المعتاد : لماذا تريد امه جهاز راديو جديدا كل شهر ؟
و يجيء الجواب المعتاد : لم يعد عقل امه كما كان
تتقلب العجوز في فراشها و الراديو الجديد بجانب رأسها على المخدة . تتحرك اصابعها و هي بين النوم و اليقظة . و يدور المؤشر بين الاذاعات . فجأة يتوقف المؤشر و يتحدث الراديو عن جمال عبد الناصر . ترهف العجوز السمع . برنامج خاص بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة 23 يوليو . و يأتيها صوت جمال في خطبة من خطبه النارية . تصغي العجوز و تصغي و تغفو .
يرفع الرئيس جمال عبد الناصر رأسه من الاوراق التي تكتظ بها طاولته الصغيرة في مكتبه الصغير في بيته في منشية البكري . يشرق وجهه عندما يرى سلمى واقفة امامه . يقول ضاحكا :
- سلمى ! كيف دخلت ؟ لم يشعرني احد . لم احس بك .
- تضحك بدورها و تقول :
- سيادة الرئيس ! هل نسيت انني مديرة المخابرات العامة ؟!
- كيف انسى ؟ لم اكن أنا الذي عينتك ؟! الم يستغرب العالم كله قراري بتعيين امرأة في هذا المنصب الحساس ؟ هل تذكرين ما كتبته الصحف البريطانية ؟
- اعتبرت القرار ضربة من ضربات الدهاء السياسي . المرأة أكثر وفاء من أي رجل و اقل خطرا على النظام من أي رجل .
- قد يكون هذا صحيحا و لكني لم اخترك لانك امرأة اخترتك لكفاءتك النادرة .

بيانات الرواية



الاسم : سلمى
تأليف : عبد الرحمن غاذى القصيبى
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات :75  صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل رواية سلمي


تعليقات