ألف شمس مشرقة لــ خالد الحسينى


هذه الرواية من الروايات التي تتباين حولها الآراء...لأنها تعالج واقعا متأزما المجال فيه مفتوح لكثير من التصورات والتحليلات...ولأنها ركزت على الخط الإنساني الذي يسوقنا أحيانا مجبرين لمزيد من التعاطف.

مقتطفات من الرواية



الفصل الاول

كان عمر مريم خمس سنوات حين سمعت للمرة الاولى كلمة ابنة حرام .. حدث ذلك بوم خميس لا بد انه كان كذلك لأن مريم تذكرت انها كانت قلقلة و غير مرتاحة و هذا يحصل فقط في ايام الخميس اليوم الذي زارها جليل في الكولبا . و لتضييع الوقت حتى اللحظة التي تراه اخيرا يعبر العشب الذي يصل حتى الركبة و يلوح تسلقت مريم كرسي و انزلت طقم الشاي الصيني لأمها . الطقم الذي كان تذكارا مقدسا فقد حصلت عليه ام مريم ، نانا ، من امها التي ماتت عندما كان عمر نانا سنتين ، نانا اهتمت بكل قطعة من البورسلان ذو اللونين الازرق و الابيض و كل تمويج في ابريق السكب كل رسمة يد او زهرة اقحوان و كذلك في اناء السكر الذي يعني مواجهة الشر .
ألف شمس مشرقة كانت القطعة الاخيرة التي انزلقت من اصابع مريم و قد وقعت على الواح الارضية الخشبية و تحطمت .. حين رأت نانا الاناء محطما احمر وجهها و اترجفت شفتها العليا و عيناها الضعيفة و الجيدة كانتا قد استقرتا على مريم لا ترمشان .
بدت نانا مجنونة في حين خافت مريم ان يدخل الجان جسد امها مرة ثانية . لكن الجان لم يأت ليس تلك المرة بدلا من ذلك امسكت نانا مريم من الرسغين سحبتها اليها و من خلال اسنان تصر قالت : انك ابنة حرام خرقاء صغيرة هذا جزائي عن كل شيء تحملته . ابنة حرام خرقاء صغيرة بالوراثة .
في هذا الوقت لم تفهم مريم . لم تعرف ما معنى هذه الكلمة ( ابنة حرام ) و لم تكن كبيرة كفاية لتدرك عدم العدالة في ذلك و لترى ان مخترع هذه الكلمة هو ابن الحرام الذي يستحق اللوم و ليس ان الحرام الذي كان ذنبه الوحيد انه ولد .
كانت مريم تخمن من طريقة نطق نانا للكلمة بأنها شيء بشع و مقزز ان تكون ابنة حرام كالحشرات كالصراصير كانت دائما تلعن هذه الكولبا . لاحقا ، عندما اصبحت اكبر فهمت مريم . كانت الطريقة التي لفظت بها نانا الكلمة – لم تكن تقولها بمقدار ما كانت تبصقها في وجهها – مما جعل مريم تشعر بكل لدغاتها المؤلمة .
فهمت عندها ما قصدته نانا ان ابنة حرام كان شيئا غير مرغوب فيه و بأنها مريم كانت شخصا غير شرعي لن يحصل على الشرعية او على تلك الاشياء التي يحصل عليها الاخرون اشياء كالحب ، الاسرة ، البيت ، القبول .
و لكن جليل لم يقل لمريم هذا الاسم قال جليل إنها زهرته الصغيرة ، كان مولعا بأن يجلسها على حضنه و يقص لها الحكايات كأحاديثه عن ان هيرات – حيث ولدت مريم عام 1959 – كانت مهد الحضارة الفارسية وطن الكتب و الرسامين و المتصوفين : " لن تستطيعي ان تطئي موقع قدم دون ان تركلي شاعرا على قفاه " .. و ضحك .
اخبرها عن الملكة ( كوهارشاد ) التي رفعت المآذن المشهورة كعربون محبة لهيرات في القرن الخامس عشر .
وصف لها حقول الحنطة الخضراء لهيرات و البساتين المجللة بالعنب المتنز حيث المدن مكتظة و الاسواق صاخبة .

بيانات الرواية



الاسم : ألف شمس مشرقة
تأليف : خالد الحسينى
الترجمة : مها سعود
الناشر : دار دال للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 416 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت

تحميل رواية ألف شمس مشرقة 

تعليقات