فرسان وكهنة رواية سياحة تاريخية ممتعة,فيها مزج بين الماضي و الحاضر . فيها إثارة و تشويق , وأسئلة من دون
مقتطفات من الرواية
تمهيدإنه الجنون بعينه أن يحاول إنقاذ بورته من قبضة المركيت ! فما الذي سيستطيع أن يفعله مع بضعة فرسان في مواجهة ألف رجل ؟ نعم انه عين الجنون أن يحاول استعادة زوجته بعد أن اختطفها شيليدو خان قبيلة المركيت لم يكن تاموجين على رأس قبيلة يستطيع أن يغير بها على قبيلة أخرى بل مجرد طريد يتنقل من مكان لآخر تحت حماية بعض من أصدقاء والده يوشكاي خان الذي قتل مسموما من قبل التتار منذ عدة سنوات عندما لم يكن تاموجين قد تجاوز العشرة أعوام . بعدها تفرقت العشيرة و ظل ابن الخان طريدا بعد أن تخلى عنه و عن أمه جميع أعوان أبيه ..... و لكن خطيبته بورته لم تتخل عنه . بل أصرت على أن يحافظ أبوها على عهد الزواج الذي قطعه مع يشوكاي . كانت الفتاة على يقين بأن تاموجين لن يظل طريدا إلى الأبد ..... كانت على يقين بأن ذلك الفتى المغولي الذي ملكته مفاتيح فؤادها سينتصر على جميع أعدائه .
- " أنها إرادة رب السماء الزرقاء هكذا أخبرتني الأرواح ... فهذا الفتى مقدر له أن يعلو فوق الجميع . أن يصل إلى ما لم يصل إليه احد من قبله و لن يصل إليه احد من بعده . سينسج المستحيل من خيوط اليأس و يمتطي الأرض لتصبح تحت قدميه " . هكذا قال الكاهن تبنتكر ليشوكاي خان عندما أنجبت زوجته طفلا يحمل في يده اليمنى خثرة دم .
عم السكون المخيم في تلك الليلة الحالكة السواد بعد أن انتهت مراسم الاحتفال في مخيم المركيت . غارة تلو الأخرى كانت تؤكد مكانة شيليدو كأحد خانات السهول الأقوياء . فلم يستطع أن يقف أمام فرسانه أي خان من جميع القبائل المجاورة حتى أصبح كثيرون منهم يتفادون مواجهته و يحاولون استرضائه بمختلف أنواع العطايا من الخيول و أكوام الصوف و الغلال . بل أن بعضهم أعلن التبعية له و الانصياع بالكامل لإمرته فالتخلي عن بعض ممتلكاتهم كان أهون عليهم من التخلي عن حياتهم و حياة أسرهم ! لذلك اعتقد شيليدو بان لا احد ممن يسكن السهول التي من حوله يستطيع مواجهته و فرسانه يحيطون به ...... أحمق من كان يعتقد أن باستطاعته اختراق مخيم المركيت و الحمقى لا خوف منهم .... فهم لا ينتصرون ..... الحمقى فقط ينهزمون !
ظل تاموجين يراقب المخيم عن بعد بين الأحراش و فرسانه السبع من حوله يراقبونه في صمت منتظرين أن يخبرهم عن خطته لإنقاذ بورته . ثقتهم فيه جعلتهم ينقادون وراءه دون سؤال . كانوا على يقين بأن تاموجين ما كان يقدم على مثل هذه المغامرة لو لم تكن لديه خطة محكمة لاختراق مخيم المركيت دون أن يراه احد .... ربما لديه جاسوس بين المركيت ينتظر منه إشارة عندما ينام جميع الفرسان أو لعله سيطلب منهم أن يتفرقوا بين أطراف المخيم و يحدثوا الفوضى فينشغل المركيت بما يحدث بينما يذهب هو إلى الخيمة التي توجد فيها بورته و ينقذها ..... مهما يكن الأمر فهم على أتم الاستعداد للموت الليلة من اجله .
بيانات الرواية
تأليف : منذر القبانى
الناشر : الدار العربية لعلوم الناشرين
عدد الصفحات : 280 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق