المهرج لــ محمد الماغوط

مسرحية من ثلاثة فصول ، فيها يعود صقر قريش من قبره إلى بلاده العربية بعد أن سمع بخبر احتلال فلسطين و ضياع الأندلس و الاسكندرون ، عاد مقرراً أن يحرر بلاده بمساعدة أحفاده ، لكن أحفاده يقومون بتوقيفه في النظارة لأنه لا يملك جواز سفر ولا إثبات هوية ، ثم يتآمرون عليه سراً و يسلمونه إلى السفير الإسباني مقابل 30 ألف طن من القمح !
المسرحية مؤلمة بالفعل ، على الرغم من قصرها إلا أنها تكشف بوضوح ذلك المستنقع الآسن الذي غرقت فيه الأمة حتى النخاع ..
مقتطفات من الرواية


المهرج
مسرحية في ثلاثة فصول
الفصل الأول
صباح شتائي بارد مبكر في حي شعبي قديم . يتناهى من بعيد صياح ديكة وصرير عجلات تقترب مع قرب طبل وصناجات رقص وكل الضجة التي تسبق فرقة مسرحية متجولة تضم شرذمة من أدعياء الفن , سدت في وجوههم أبواب الحياة فقرعوا باب الفن حتى " خلعوه " وهم في سبيل جمع المال لا يتورعون عن تشويه أرقى النصوص المسرحية ومسخ أبرز الشخصيات التاريخية وكل ما من شانه تملق الجمهور وتلبية رغباته الأنيقة المرتجلة . ويدير الفرقة قارع طبل نصف أمي يستخدم في تقديم البرامج ميكروفونا يتدلى منه شريط كهربائي مقطوع كتأكيد غير مباشر على عدم ارتباط الفرقة بأية غاية سوى إضحاك الجمهور , أما أسلوبه فهو أشبه بأسلوب المذيع المحترف وهو ينقل مباراة رياضية أو حفلا خطابيا من خارج الاستديو . منذ أن تسمع ضجة الفرقة تنفتح الأبواب ويتوافد سكان المهرج لــ محمد الماغوط الحب وهم بين النوم واليقظة فهذا بثياب النوم وذاك يجفف وجهه بمنشفة وآخر لم ينه ارتشاف الشاي على المائدة وتظهر البهجة على الوجوه عندما تظهر العربة الملونة بما تكدس عليها من ثياب التمثيل وكراسي الزبائن وكأنها شجرة ميلاد متحركة , وعلى متنها راحت الممثلة الأولى والوحيدة في الغرفة ترقص وتتمايل .
قارع الطبل : أيها الزبائن الكرام .. أيها الجمهور الكريم
زبون : السلام عليكم .
قارع الطبل : وعليكم السلام ( مستأنفا خطابه ) لقد كان المسرح ..
زبون : صباح الخير .
قارع الطبل : صباح النور .. أهلا وسهلا ( مستأنفا ) لقد ظل المسرح ( يقاطعه مدرس لغة عربية عجوز نكد الخلقة والوجه وفد لتوه ليجلس في المقهى المجاور لمكان التمثيل ومعه رزمة من الدفاتر ) .
المدرس : فن منذ الصباح الباكر ؟
قارع الطبل : وماذا تريد منذ الصباح الباكر فول بالزيت ؟ حمص بالبصل ؟
الممثل الأول : جاهل !
قارع الطبل : متخلف ( مستأنفا خطابه للزبائن وقد أخذ عددهم يزداد ) لقد ظل المسرح لسنوات طويلة عجاف على هامش الحياة .. على هامش الشعب .. الى أن قدر .
صاحب المقهى : إنكم تسدون باب المقهى .
قارع الطبل : بل نرفع من مستواه .
صاحب المقهى : سأرفع عليكم دعوى .. بمجرد أن تفتح المحكمة .
الممثل الأول : جاهل !
قارع الطبل : متخلف ( مستأنفا خطابه ) الى أن قدر لنفر من الشباب المتمرس بالفن , المخلص لقضيته ومبادئه أن يعيد للمسرح ( مرحبا بزبون جديد ) أهلا وسهلا .. كرسي للأخ كرسي للأستاذ .
الممثل الثاني : حاضر ( يقدم له كرسيا من العربة , وهو عمله الدائم قبل بدء التمثيل ) .
قارع الطبل : أن يعيد للمسرح مكانته ويرد له اعتباره من أجل الشعب ومصالح الشعب .
الممثل الأول : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
الممثل الثاني : ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر( تصفيق )
بيانات الرواية




الاسم : المهرج
تأليف : محمد الماغوط
عدد الصفحات : 46 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل رواية المهرج


تعليقات