المدينة والعمود لــ غورفيدال

رواية تتحدث عن المثلية الجنسية تكمن شهرتها في الوقت الذي طرحت فيه حيث أنها تبنت قضية كانت ولا زالت مثار ضجة في المجتمعات المختلفة
لكن طرح الموضوع كان بسطحية لم تتجاوز الغراميات السطحية لم تسعى لأعماق ولو على الأقل سيكولوجية لتشعل الضوء أكثر , ربما لو كانت من مثلي كانت ستكون مختلفة
مقتطفات من الرواية
مقدمة


غالبا ما يكون لسير حياة الآخرين معنى أكثر من السيرة الشخصية ليس فقط لأننا نعرف أقل عن أصحاب السير بل لأن الكتاب المنهمكين في تأليفها يغالون في تنقية قصصهم وتنظيمها بحيث أنه غالبا ما ينتابنا احساس أعتقد أنه رحب وشامل بأننا نفهم طبيعة بحثها عن معرفة الذات الحقيقية أو عن الوعي الكوني أو فقط عن الانسان العادي النموذجي بالاضافة الى أنه يطرأ على بطل السيرة في مرحلة ما تحول " وأنا هنا أستعير من كتاب أ . ج كوكشوت " فن كتابة السيرة الذاتية " الذي يمت بصلة القرابة الى كتابة السيرة .
لقد استغلت كثيرا حادثة سرقة القديس أوغسطين – ولم يقصر القديس نفسه في ذلك وأكله بعض ثمار الاجاص من بستان في ميلانو ولعله لم يعد أبدا الى المتاجرة وحتما ليس الى أكل , بضاعة مسروقة حالما تجاوز أمر جريمة عهد الصبا تلك " زمجر القاضي الأمريكي غير المتعاطف أوليفر ويندال هولمز قائلا " انه عمل غريب " اصبح قديسا والحقيقة هي أننا جميعا قمنا بسرقة الاجاص أما اللغز فهو لماذا لا تتقدس الا القلة النادرة منا , أعتقد أنه في بعض السير المشينة هناك أحيانا لحظة اختيار عابرة هل أتزوج أم المدينة والعمود لــ غورفيدال أحترق ؟ هل أسرق أم أعطي الى الآخرين ؟ هل أغلق الباب في وجه وحياة مرغوبة وأفتح آخر عمدا , يؤدي الى المشاكل والألم لأن .... وكلمة " لأن " هذه هي القصة الحقيقية التي نادرا ما تحكى .
على امتداد عقد من الزمن كنت موضوع سيرة بت الآن مقتنعا بأنها لن تكتب أبدا , عموما ليس هذا بالأمر السيئ ولكن كون شخص آخر حاول أن يصغي معنى على حياتي أثار فضولي حول سبب قيامي – وعدم قيامي بأمور كثيرة وبالنتيجة أنا الآن أكتب ما قلت أني لن أدونه أبدا أي مذكرات " كنت أقول بتعال بارد " انني لست موضوع ما أكتب " : وها أنا الآن أمخر عهد شبابي بلا هدى في حين كان كل ما له أهمية يحدث لي عاجلا وليس آجلا وأنا أغذي قسرا ان صح التعبير من سن السابعة عشر الى العشرين بثلاث سنوات أثناء الحرب العالمية الثانية .




قال لي والدي ذات يوم , بعد أن استعرض الفترة غير السارة التي أمضاها في وزارة الداخلية , أنه كان كلما توجب عليه أن يتخذ قرارا حاسما يتخذ دائما قرارا خاطئا فقلت له انه ينبغي أن يفعل كما فعل تشرشل ويكتب قصة حياته مستعرضا الانتصارات الشهيرة التي حققها في غاليبولي أو في " بطن التنين " للرايخ الثالث .
لكن أبي لم يكن كاتبا ولا سياسيا , الى جانب أنه نشأ على قول الصدق أما أنا من ناحية أخرى فتربيت على يد جد سياسي يعمل في واشنطن د . س وكانت بي رغبة قوية في أن أصبح بدوري سياسيا ولم يكن لدي خيار في هذا الأمر لقد قدر لي أن يكون الاجاص هو حميتي سواء أكان مسروقا أم زراعة بيتيه كنت دائما أركب جملا لأصف بها عوالم متخيلة , وأكوانا بديلة وبما أن هذا يتطلب درجة من المخيلة الأدبية أو التاريخية فانه ميزة لا تقدر حق قدرها في عصرنا الديموقراطي لأن من يملكون مخيلة من أي نوع نادرون , ولحسن الحظ هم مرتاحون وسط أغلبيتهم وبالتالي يشترون لصالح ما هو مهم ف رواية " جادة " تكون نسخة مقنعة قليلا " أو كثيرا " من قصة حياة الكاتب بدءا بالاجاص المسروق وانتهاء بالجوائز البراقة – هل أقول المسروقة ؟
على الروائي دائما أن يقول الحقيقة كما يفهمها في حين أن على السياسي ألا يكشف اللعبة . والذين فعلوا الأمرين يشكلون لائحة صغيرة جدا وعدم ترشيحي لضم اسمي الى اللائحة يعود الى الخيار الذي اتخذته وأنا في سن العشرين وغير حياتي تغييرا شاملا فقد كتبت وأنا في التاسعة عشرة بعيد تسريحي من الجيش رواية عنوانها " ويليواو ( عام 1946 ) وقد حظيت بالاستحسان بوصفها زمنيا أول الروايات التي كتبت عن الحرب .
في العام التالي كتبت العمل الذي كان حظه أقل من الاستحسان " في غابة صفراء " ( عام 1947 ) كان جدي في الوقت نفسه يعد لي مستقبلا سياسيا في نيو مكسيكو ( كان الحاكم يشمل الرجل العجوز برعايته ) نعم صدق أو لا تصدق في أعظم ديموقراطية عرفها العالم معقل الحرية والاقدام – يمكن الاعداد للانتخابات بهدوء كما يسعد جو كينيدي أن يشرح لك اذا ما استطاع الشاعر جيمس ميريل أن يبعد ويستان أودن3 عن لوح وي – يا 4 .
كان وضعي جيدا في العالم بالنسبة الى فتى في العشرين من العمر , والفضل في ذلك الى روايتين منشورتين ومهارات جدي السياسية كنت أيضا في قلب مركز تقاطع طرق يدعى تريفيوم في أوبرا
بيانات الرواية
الاسم : المدينة والعمود
تأليف : غورفيدال
الترجمة : أسامة منزلجي
الناشر : دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 282 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل رواية المدينة والعمود

تعليقات