أكاذيب سمكة لــ احلام المستغانمى

مقتطفات من الرواية
وجبة حب باردة
أخذنا موعدا في حي نتعرف عليه لأول مرة
جلسنا حول طاولة مستطيلة
لأول مرة ..
ألقينا نظرة على قائمة الأطباق
ونظرة على قائمة المشروبات
ودون أ، نلقي نظرة على بعضنا
أكاذيب سمكة طلبنا بدلا من " الكوكا " شيئا من النسيان
وكطبق أساسي : الكثير من الكذب
وضعنا قليلا من الثلج في كأس حبنا
وضعنا قليلا من التهذيب في كلماتنا




وضعنا جنوننا في جيوبنا
وشوقنا في حقيبة يدنا
لبسنا البدلة التي ليس لها ذكرى
وعلقنا الماضي مع معطفنا على المشجب
فهل عجب .. أن يمر الحب دون أن يتعرف علينا !
تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا
تحدثنا كثيرا في كل شيء .. وفي اللاشيء
تناقشنا في السياسة والأدب
وفي الحرية والدين
وفي الأنظمة العربية
اختلفنا في أمور لا تعنينا
ثم اتفقنا على أمور لا تعنينا
فهل كان مهما أن نتفق على كل شيء
نحن الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء
يوم كان الحب مذهبنا الوحيد المشترك
اخلفنا بتطرف
لنثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل
عن بعضنا
تناقشنا بصوت عال
حتى نغطي على صمت قلبنا الذي عودناه على الهمس
نظرنا لساعتنا كثيرا
نسينا أن ننظر لبعضنا بعض الشيء
اعتذرنا لبعضنا
لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير
ثم عدنا وجاملنا بعضنا
بوقت إضافي للكذب
كذبنا على بعضنا بصدق مدهش
وكنا صادقين لأقصى حدود الكذب
فهل عجب ألا يبقى مما قلناه .. شيء .. !
لم نعد واحدا .. صرنا اثنين
على طرف طاولة مستطيلة كنا متقابلين
عندما استدار الجرح
أصبحنا نتجنب الطاولات المستديرة
" الحب أن يتجاور اثنان لينظرا في نفس الاتجاه
.. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضهما " !
مقولة فرنسية
لواحد لم ير عينيك
ولم يجلس أمامك يوما ..
تسرد علي همومك الواحد تلو الآخر
أفهم أني لم أعد همك الأول
أحدثك عن برنامجي يوما بعد آخر
تفهم أنك غادرت مفكرتي ..
تقول أنك تنام كثيرا
لا أسألك : لماذا ؟
أقول أني متعبة كثيرا
لا يستوقفك تعبي ..
تنسى أن تسألني ماذا أكتب
أنسى أن أسألك ماذا تقرأ
تنسى أن تسألني أنى سأقضي صيفي
أنسى أن أسألك .. متى يبدأ خريفك
نفهم دون كثير من الكلام
أننا أصبحنا نعيش فصولا مختلفة ..
فليكن ..
كان الحب غائبا عن عشائنا الأخير
ناب عنه الكذب
تحول إلى " نادل " و " جرسون "
يلبي طلباتنا على عجل
لكي نغادر المكان
في ذلك المساء
كانت وجبة الحب باردة مثل حسائنا
مالحة كمذاق طعمنا
والذكرى كانت مشروبا محرما
نرتشفه بين الحين والحين .. خطأ
عندما ترفع طاولة الحب
كم يبدو الجلوي حولها أمرا سخيفا
وكم يبدو العشاق أغبياء
فلم البقاء ......
أيها الحب ... كثير علينا كل هذا الكذب
ارفع طاولتك سيدي
حان لهذا القلب أن ينسحب ... !
رسالة الى الصديق " بايرون "
صديقي بايرون
أيها العاشق الذي مات حسرة وهو يردد
" ليت للنساء ثغرا واحدا ...
اذن لأقبله وأرتاح "
لن ترتاح سيدي ... ولا نحن سنرتاح
أجمل القبل
تلك التي لم نسرقها بعد
أجمل النساء
تلك التي لم نصادفها بعد
أتعس اللحظات
تلك التي نعتقد بعدها أننا ارتحنا
محكوم علينا بالحلم المؤيد
ستهزمنا الشفاه التي لم نقبلها
والعيون التي لم نقابلها
والأحضان التي لن نرتاح فيها
والمواعيد التي لن نذهب اليها
بيانات الرواية


الاسم : أكاذيب سمكة
تأليف : احلام المستغانمى
الناشر : المؤسسة الوطنية للنشر
عدد الصفحات : 63 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل رواية أكاذيب سمكة

تعليقات