الزلزال لــ مصطفى محمود

الزلزال هي مسرحية كتبها مصطفى محمود في ظروف استثنائية, عندما صدر قرار من عبد الناصر بايقاف مصطفى محمود عن الكتابة في الصحافة. كتبت هذه المسرحية بشكل اساسي كنوع من استشراف مستقبل المجتمع القائم ساعتها. و اختار محمود العديد من الشخصيات التي تعج بالصفات المتناقضة. فهناك شحصية الطماع و شخصية المتعلم المتفتح و أولئك الذين يحبون الحياة لدرجة العشق و أولئك الذين يهيمون بالموت و مظاهره!
مقتطفات من الرواية

الفصل الأول
غرفة جلوس مؤثثة على الطريقة القديمة .. نجفة موديل قديم مدلاة من السقف .. أشغال كانفاه معلقة على الحائط .. ستارة مشغولة .. آية قرآنية في برواز .. صورة للمرحوم الحاج الشوربجي .. كراسي عربية .. مبخرة يخرج منها دخان البخور وخادمة تضع البخور .
الحاجة زنوبة تجلس على سجادة صلاة تختم صلاتها بموشح طويل وابتهالات ودعوات لأقاربها الأحياء والأموات .
والحاجة زنوبة حيزبون سنها جاوز الثمانين .. مازالت محتفظة بصحتها .. وما زالت تقطع الطريق من بيتها الى المقام الزيني الطاهر ماشية على قدميها وتصحو من الفجر لتصلي الفرض بفرضه .
يدخل الواد الكلب وهو مراد الشوربجي رجل في الخمسين يبدو عليه الوقار
- انت فين يا وله ( تمد يدها ليطبع عليها قبلة الطاعة ) ..غطسان فين .. قبضت فلوس العزبة وعاوز تضرب عليها عوافي .. ؟ ؟
الزلزال لــ مصطفى محمود - وده معقول يامه ؟ ..
- فين الفلوس .. أيدك
يضع يده في جيبه ويخرج حزمة من البنكنوت
- آدي 200 جنيه
تأخذ البنكنوت وهي تحملق في وجهه
- والباقي ؟ ؟
- باقي إيه يامه ! ! ؟ ؟
- يا راجل خلي في عينك حصوة ملح .. ميتين جنيه من ستين فدان .. يعني إيه .. يعني واخد في الفدان تلاتة جنيه إيجار ( تضع النقود في عبها )
- الفلاحين ما بيدفعوش يامه .. الدودة كلت القطن .. والنيل غرق الذرة .. حايدفعوا منين ؟ ..
- يدفعوا زي ما بيدفعوا كل سنة .. وزي ما كان أبوك الحاج الشوربجي بيدفعهم
- دلوقت ما نقدرش نضغط ع الفلاحين زي زمان .. دلوقت أيام .. وزمان أيام يا حاجة
- أمال إذا ما كنتش محامي أبو كاتو وراجل قانون تعرف القانون وحكم القانون .. حاناخد حقنا ازاي .. حانحجز على إيه .. المحصول .. ؟ ؟ ! ! مفيش محصول .. مفيش في الأرض لوزة قطن توحد الله
- أيوه خش عليه بشغل اللارنجه خش .. عاوزني أصدق إن مراد بن الشوربجي يرحم فلاح ويعذره في قرش .. مراد اللي واكل لحمي بالحيا .. أنا اللي اسمي أمه .. مراد اللي ماصص دم البلد بالطاحونة اللي عاملها ع الجسر بيطحن بيها فلوس .. وبابور الميه اللي بيسقي بيه الغيطان بالقطارة .. ومكنة الحليج اللي مداين بها كل كبير وصغير ومدورها على أرزاقنا .. هو ده مراد اللي بيعيط ع الفلاحين وع اللي جرى للفلاحين .. وعاوزني أصدق كلامك .. تكونشي فاكرني دقة عصفورة ؟ .
تقاطعه بشدة وبصوت أجش صارم :
- الفلوس يا مراد .. مش عايزة كتر كلام .. تطلع تنزل تجيبهم من تحت الأرض .. آخر ميعاد لك بكره .. فاهم .. إمشي إنجر قدامي
تعطيه يدها ليقبلها قبلة الطاعة فيطبع عليها القبلة في غيظ .. ويخرج
تعود الحاجة الى مسبحتها وتنادي على الخادمة
- سكينة .. سكينه .. بت يا سكينه
- أيوه يا ست
- اندهي لستك هانم (
بيانات الرواية




الاسم : الزلزال
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 42 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل رواية الزلزال


تعليقات