عمارة يعقوبيان لــ علاء الاسوانى

جاءت هذه الرواية معبرة عن مصر في الخمسين سنة الأخيرة 1952-2002 بكل سلبيات هذه المرحلة و بكل ما وقع فيها من حراك اجتماعي
حيث صعد الى أعلى الدرجات أقل الناس شانا وانهار أبناء الطبقة الارسطقراطية و لم يبق الا اجترار الماضي سجلت هذه الرواية ما وقع و يقع في مصر من فساد و انحلال و رشوة ابتزاز و تكاد تشير الى أشخاص بعينهم تعرفهم بسيماهم من أفعالهم
مقتطفات من الرواية


مقدمة
المسافة بين ممر بهلر حيث يسكن زكي بك الدسوقي ومكتبه في عمارة يعقوبيان لا تتعدى مائة متر لكنه يقطعها كل صباح في ساعة اذ يكون عليه أن يحيي أصدقاءه في الشارع : أصحاب محلات الملابس والأحذية والعاملين فيها من الجنسين , الجرسونات والعاملين في السينما ورواد محل البن البرازيلي حتى البوابين وماسحي الأحذية والمتسولين وعساكر المرور يعرفهم زكي بك بالاسم ويتبادل معهم التحيات والأخبار زكي بك من أقدم سكان شارع سليمان باشا , جاء اليه في أواخر الأربعينات بعد عودته من بعثته في فرنسا ولم يفارقه بعد ذلك أبدا وهو يشكل بالنسبة لسكان الشارع شخصية فلكلورية محبوبة عندما يظهر عليهم ببدلته الكاملة صيف شتاء التي تخفى باتساعها جسده الضئيل الضامر ومنديله المكوي بعناية المتدلي دائما من جيب السترة بنفس لون رابطة العنق وذلك السيجار الشهير الذي كان أيام العز كوبيا فاخرا فصار الآن من النوع المحلي الرديء المكتوم ذي الرائحة الفظيعة وجهه المتغضن العجوز ونظارته الطبية السميكة وأسنانه الصناعية اللامعة وشعره الأسود المصبوغ بخصلاته القليلة المصففة من اليسار الى أقصى عمارة يعقوبيان لــ علاء الاسوانى يمين الرأس بهدف تغطية الصلعة الفسيحة الجرداء باختصار يبدو زكي الدسوقي أسطوريا على نحو ما , مما يجعل حضوره مشوقا وغير حقيقي تماما " كأنه قد يختفي في أي لحظة أو كأنه ممثل يؤدي دورا ومن المفهوم أنه بعدما يفرغ سوف ينزع عنه ملابس التمثيل ويرتدي ثيابه الأصلية " فاذا أضفنا الى ذلك روحه المرحة ونكاته الفاحشة المنهمرة وقدرته المدهشة على مخاطبة أي شخص يراه وكأنه صديق قديم أدركنا عندئذ سر الحفاوة التي يلقاه بها كل انسان في الشارع والحق أنه ما أن يظهر زكي بك في أول الشارع في نحو العاشرة صباحا , حتى تتعالى تحيات الصباح من كل صوب وكثيرا ما يندفع ناحيته بعض مريديه من الشبان العاملين في المحلات ليسألوه مداعبين عن بعض المسائل الجنسية التي غمضت عليهم ... عندئذ يستعين زكي بك بدائرة معارفه الجنسية الجبارة ويشرح للشباب " باستفاضة وتلذذ وصوت مسموع للجميع " أدق الأسرار الجنسية بل انه أحيانا ما يطلب ورقة وقلما " يتم احضارهما في لمح البصر " ليرسم بوضوح للشباب بعض أوضاع الجماع الطريفة التي جربها بنفسه أيام شبابه ...
بقية معلومات مهمة عن زكي الدسوقي ....
أنه الابن الأصغر لعبد العال باشا الدسوقي , القطب الوفدي المعروف الذي تولى الوزارة أكثر من مرة وكان من كبار الأثرياء قبل الثورة اذ كان يملك وأسرته ما يزيد عن خمسة آلاف فدان من أجود الأطيان الزراعية وقد تعلم زكي بك الهندسة في جامعة باريس في فرنسا وكان متوقعا له بطبيعة الحال أن يلعب دورا سياسيا بارزا في مصر بواسطة نفوذ أبيه وثروته لكن الثورة قامت فجأة فتغير الحال : تم القبض على عبد العال باشا وتقديمه لمحكمة الثورة ولم تثبت عليه تهمة الفساد السياسي وان ظل رهن الاعتقال فترة وانتزعت معظم أملاكه ليوزعها الاصلاح الزراعي على الفلاحين .
ولم يلبث الباشا أن مات متأثرا بما جرى وتركت نكبة الأب وقعها على الابن فلم يلبث مكتبه الذي افتتحه في عمارة يعقوبيان أن باء بالفشل وتحول مع الأيام الى مكان يقضي فيه زكي بك وقت فراغه اليومي حيث يقرأ الجرائد ويحتسي القهوة ويلقى أصدقاءه وعشيقاته أو يقضي في شرفته الساعات يتأمل المارة والسيارات في شارع سليمان باشا .. على أن الاخفاق الذي لقيه المهندس زكي بك الدسوقي في حياته العملية لا يرجع فقط الى قيام الثورة وانما يرجع في الأساس الى فتور همته وتهافته على اللذة والحق أن حياته التي امتدت خمسة وستين عاما الى الآن بكل أحداثها ومفارقاتها السعيدة والمؤلمة على السواء تتمحور غالبا حول كلمة واحدة : ... المرأة ... انه واحد من هؤلاء الواقعين تماما ونهائيا في قبضة الأسر الأنثوي اللطيف , والمرأة بالنسبة اليه ليست شهوة تشتعل حينا ويتم اشباعها فتخبو وانما عالم كامل من الغواية التي تتجدد في صور لا نهاية لتنوعها الفتان .
بيانات الرواية




الاسم : عمارة يعقوبيان
تأليف : علاء الاسوانى
الناشر : مكتبة مدبولي
عدد الصفحات : 341 صفحة
الحجم : 12 ميجا بايت
تحميل رواية عمارة يعقوبيان

تعليقات