مقتطفات من الرواية
مقدمة
كتاب " أنا وحماري " للشاعر خوان رامون خمينث الذي نقدمه اليوم الى قراء العربية قمة من قمم الأدب الاسباني دعا فيه الشاعر حماره الفضي المسمى بلاتيرو الى التأمل معه في الوردة والفراشة والمسيل والتل والشفق والغروب وطاف به في قريته " مغير " بين ملاعب صباه ليشهد بؤس البائسين وفرح الفرحين ولينظر ما في الأحياء والكائنات من صور التقطها خيال شاعر طابق في كيانه بين الشعر والحياة .
ولد خوان رامون سنة 1881 في مغير احدى قرى والبة وتقع في الجنوب الغربي من اسبانيا ونمت طفولته في بياض القرية الأندلسية التي تفتحت فيها أولى طاقاته الشعرية وانتقل الى مدريد لأول مرة في سنة 1900 ومعه شعر كثير بهر به أعلام الشعر في ذلك العصر من أمثال شاعر نيكاراغوا روبن داريو قطب المدرسة الحديثة في الشعر وفرنسسكو فيليا سبيسا الشاعر الأندلسي الصداح , ثم عاد الى مغير وظل فيها الى سنة 1912 رجع بعدها الى مدريد مرة أخرى , وتزوج في سنة 1916 زنوبيا كامبروني التي ترجمت شعر طاغور الى اللغة الاسبانية .
وفي تلك الحقبة أقبل خوان رامون على مطالعة شعر الشعراء الفرنسيين والانجليز والألمان مع ايثار للرومانتيكيين منهم وكتب في المجلات الأدبية وغمر العالم الاسباني والعالم الأوروبي بشعره وأكثر من الرحلة في أنحاء اسبانيا وفرنسا وغيرهما من البلاد الأوروبية ثم نشبت الحرب الأهلية وهو في مدريد فانتقل الى أمريكا اللاتينية وجعل ينتقل بين بلادها ويلقي المحاضرت في جامعاتها ويلوذ به شباب الشعراء الذين وجدوا في شعره قيثارة جديدة تدل على أستاذية أصلية فسافر الى بورتوريكو والى كوبا والأرجنتين وأقام زمنا في الولايات المتحدة وقصد أورغواي ثم استقر في بورتوريكو التي توفي فيها سنة 1957 .
وخوان رامون شاعر خلق حساسية جديدة للشعر انبعثت في سائر انتاجه الذي ملأ عدة دواوين وكان لها أثر عميق في شعراء العالم الاسباني قاطبة وقد توجت حياته الشعرية بجائزة نوبل للآداب التي فاز بها سنة 1956 .
واذا كان هناك شاعر استطاع أن يبلغ بشعره الكمال الفني من حيث الموسيقى الداخلية والصفاء الكامل للشعر فهو خوان رامون خمينث الذي جعل من حياته شعرا ومن شعره حياة وهو لا ينتمي الى مدرسة معينة من مدارس الشعر وان كان قد استهل حياته متأثرا بالرمزية الفرنسية والمذهب الحديث الذي أصله في العالم الاسباني روبين داريو اذ ينطلق على سجيته يلتقط ما في الكون والطبيعة من شعر يمتزج فيه الوجود العام بوجود الشاعر فتتراءى الطبيعة متأثرة بخلجات نفسه واهتزازات كيانه .
فالشاعر يستهويه البحر كما تستهويه النار ويرى في الموت شبحا يلاحقه في كل مكان يثير توترا في ذاته القلقة المتطلعة دائما الى المجهول ومثله الأعلى في الشعر تجرده من شوائب الكلمة الخطابية التي تعوق موسيقاه وتكدر صفو الغنائية التي تترقرق فيه حتى يكون ما سماه بالشعر العاري .
وخوان رامون لم تصرفه أحداث العصر وأزمات الساعة عن رسالته الشعرية الكبرى التي تتمثل في النظر الى جوهر الأشياء لا عرضها , ففلسفته الشعرية تتغذى من الدائم لا المتغير ومن الثابت لا المتحول فهو طراز آخر يختلف عن معاصريه من أمثال فرانز كافكا ووليام فولكنر ومايكوفسكي ونيرودا , شعاره المطابقة بين الشعر والطبيعة النقية وبين الشعر والحياة المجردة عن المشاغل الموقوتة فالحياة في جوهرها هي مجال عمل الشاعر الذي لا ينبغي أن تلتهمه دنيا الناس والشاعر بعكوفه على هذا الجوهر انما ينقي الحياة من شوائب البؤس ويرفعها الى مستوى الجمال الكامل .
بيانات الرواية
الاسم : أنا وحماري
تأليف : خوان رامون خمنيث
الترجمة : لطفى عبد البديع
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 227 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل رواية أنا وحماري
مقدمة
كتاب " أنا وحماري " للشاعر خوان رامون خمينث الذي نقدمه اليوم الى قراء العربية قمة من قمم الأدب الاسباني دعا فيه الشاعر حماره الفضي المسمى بلاتيرو الى التأمل معه في الوردة والفراشة والمسيل والتل والشفق والغروب وطاف به في قريته " مغير " بين ملاعب صباه ليشهد بؤس البائسين وفرح الفرحين ولينظر ما في الأحياء والكائنات من صور التقطها خيال شاعر طابق في كيانه بين الشعر والحياة .

وخوان رامون شاعر خلق حساسية جديدة للشعر انبعثت في سائر انتاجه الذي ملأ عدة دواوين وكان لها أثر عميق في شعراء العالم الاسباني قاطبة وقد توجت حياته الشعرية بجائزة نوبل للآداب التي فاز بها سنة 1956 .
واذا كان هناك شاعر استطاع أن يبلغ بشعره الكمال الفني من حيث الموسيقى الداخلية والصفاء الكامل للشعر فهو خوان رامون خمينث الذي جعل من حياته شعرا ومن شعره حياة وهو لا ينتمي الى مدرسة معينة من مدارس الشعر وان كان قد استهل حياته متأثرا بالرمزية الفرنسية والمذهب الحديث الذي أصله في العالم الاسباني روبين داريو اذ ينطلق على سجيته يلتقط ما في الكون والطبيعة من شعر يمتزج فيه الوجود العام بوجود الشاعر فتتراءى الطبيعة متأثرة بخلجات نفسه واهتزازات كيانه .
فالشاعر يستهويه البحر كما تستهويه النار ويرى في الموت شبحا يلاحقه في كل مكان يثير توترا في ذاته القلقة المتطلعة دائما الى المجهول ومثله الأعلى في الشعر تجرده من شوائب الكلمة الخطابية التي تعوق موسيقاه وتكدر صفو الغنائية التي تترقرق فيه حتى يكون ما سماه بالشعر العاري .
وخوان رامون لم تصرفه أحداث العصر وأزمات الساعة عن رسالته الشعرية الكبرى التي تتمثل في النظر الى جوهر الأشياء لا عرضها , ففلسفته الشعرية تتغذى من الدائم لا المتغير ومن الثابت لا المتحول فهو طراز آخر يختلف عن معاصريه من أمثال فرانز كافكا ووليام فولكنر ومايكوفسكي ونيرودا , شعاره المطابقة بين الشعر والطبيعة النقية وبين الشعر والحياة المجردة عن المشاغل الموقوتة فالحياة في جوهرها هي مجال عمل الشاعر الذي لا ينبغي أن تلتهمه دنيا الناس والشاعر بعكوفه على هذا الجوهر انما ينقي الحياة من شوائب البؤس ويرفعها الى مستوى الجمال الكامل .
بيانات الرواية
تأليف : خوان رامون خمنيث
الترجمة : لطفى عبد البديع
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 227 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل رواية أنا وحماري
تعليقات
إرسال تعليق