هذه رواية من نسج الخيال لاعلاقة لما ورد بها من أسماء وأماكن وأحداث بالواقع ،وهى تحكى عن قصة حياة جندى ترسم يومياته داخل المعسكرات كما تخيلها المؤلف بتفاصيلها المريرة الصعبة على أى جندى حديث العهد بالحياة العسكرية وما يعانيه حتى يتعود على هذه الحياة ،وكيف تصوّر له تخيلته إذا عرف أنه سيرى الأسفلت والأشجار والنساء و الإجازات وما يفعله فى الخارج أو فى الشارع بعيداً عن المعسكر فيكاد يخرق الأرض ويضيق بسقف السماء
مقتطفات من الرواية
مقدمة
أنا صاحب الذكريات
تجمع عدد من الأطفال في الحوش الذي تطل على محيطه البيوت الكئيبة ذات الأسقف الطينية , صاحب الرأس المنكوشة كان يقفز مثل أرنب وهو يطلق شتائم غير مفهومة .
وصاحب الرجلين المقوستين راح يأخذ من حصى الأرض ويقذفها في الوجوه وبين رمية وأخرى تعلو صرخة طفل أصيب في وجهه أو بطنه أو ساقه , وصاحب القميص المهترئ الذي كان نصفه الأسفل عاريا شعر بالهواء يدخل من بين فخذيه الصغيرتين فراح يضحك وهو يعدو في دوائر على أطراف الحوش بمرح كبير وصاحب العين الحولاء كان يحدق في وجوه أصحابه بشرود ثم يقهقه بجنون بعد لحظات طويلة من الصمت الأبله .
أنا كنت صاحب النصف العاري !!
في مؤخرة المركبة الخضراء القادمة من المزارع الجبلية في القرية الرابضة على أطراف المدينة جلس ثلاثة على الحافة تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة وفي بطن المركبة تراتبت صناديق التفاح والخوخ والمشمش بعضها فوق بعض .
الأول كان يركن ظهره الى جدار المركبة الأيمن ويجمع رجليه الى صدره وهو يطوح في الهواء بغصن مشمش تناولها من أحد الصناديق , الثاني كان يلبس صندلا بنيا انقطع ابزيمه واغبر فكحت , والثالث كان يلبس طاقية دائرية تغوص في رأسه الصغيرة ويحمل بيده سيجارة ينفث من دخانها في وجهي صاحبيه .
أنا كنت صاحب الصندل البني !!
في رحلة مدرسية التقط أستاذ صورة لأربعة طلاب في الصف الثالث الابتدائي كانوا يقفون على مدرج آثار قديمة ذات حجارة سوداء , الأول من اليمين كان قصيرا يتوزع شعره الكثيف على رأسه كأنه قبعة وتتهدل أطرافها حتى أذنيه ويلبس كنزة صوف زرقاء والثاني كان أطول من الأول ذا شعر ناعم أشقر وعينين ملونتين وبنطاله مال جزء منه الى اليسار قليلا وارتفع الى منتصف بطنه فشد على ما اجتمع عند ساقيه , والثالث كان ينظر الى السماء كأنه يبحث عن نجمة هاربة في منتصف النهار والرابع كان يبتسم كأنه يدرك أن الغد سيكون أجمل من اليوم .
أنا كنت صاحب البنطال المائل !!
في الساحة التي تنتهي اليها نزلة طويلة من الشارع القديم تجمع بضعة أطفال في الصقيع , كان الثلج يغطي كل شيء في البلدة أحدهم أزال الثلج عن مساحة كافية للعب " الدواحل " مع رفيقيه , الرابع راح يكور كرة ثلج في أعلى الشارع بدأت صغيرة ثم راحت تكبر بشكل سريع وهو يهبط معها من القمة ويصرخ في وجه زملائه , أن يبتعدوا عنها لئلا تطمرهم تحتها في قاع الساحة كان حجمها بحجم مركبة كبيرة وقف بجانبها وهي ترتفع أعلى منه وراح ينظر اليها بفخر فيما راح الآخرون يلتفون حولها معجبين , الخامس كان يلتهم سندويشة مغطسة بالزيت ومرشوش فوقها كثير من السكر , أنا كنت صاحب كرة الثلج !!
في مرسم ضربته الشمس في الصباح , جلس طلاب في الصف التاسع على مقاعد تناثرت بشكل عشوائي في قلبه كان أستاذ الفن يتحدث عن طريقة مزج الألوان المناسبة وفي منتصف الحصة طلب منهم أن يرسموا ما يحلو لهم , أحدهم رسم غرابا فوق شجرة يابسة ,ومن تحتها قبر في طرفه شاهد جزؤه الأعلى مكسور بزاوية مائلة .
ثان رسم امرأة بلا عينين ولها ثديان كبيران وشعر طويل يغطي نصفها الأعلى , ثالث رسم اطارا مهولا لشاحنة كبيرة وتحته رجل يدهسه هذا الاطار فيقسمه الى نصفين , رابع رسم ذبابة تحط على قطعة " هريسة " .
بيانات الرواية
الاسم : حديث الجنود
تأليف : أيمن العتوم
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات : 472 صفحة
الحجم : 21 ميجا بايت
تحميل رواية حديث الجنود
مقتطفات من الرواية
مقدمة
تجمع عدد من الأطفال في الحوش الذي تطل على محيطه البيوت الكئيبة ذات الأسقف الطينية , صاحب الرأس المنكوشة كان يقفز مثل أرنب وهو يطلق شتائم غير مفهومة .
وصاحب الرجلين المقوستين راح يأخذ من حصى الأرض ويقذفها في الوجوه وبين رمية وأخرى تعلو صرخة طفل أصيب في وجهه أو بطنه أو ساقه , وصاحب القميص المهترئ الذي كان نصفه الأسفل عاريا شعر بالهواء يدخل من بين فخذيه الصغيرتين فراح يضحك وهو يعدو في دوائر على أطراف الحوش بمرح كبير وصاحب العين الحولاء كان يحدق في وجوه أصحابه بشرود ثم يقهقه بجنون بعد لحظات طويلة من الصمت الأبله .
أنا كنت صاحب النصف العاري !!
في مؤخرة المركبة الخضراء القادمة من المزارع الجبلية في القرية الرابضة على أطراف المدينة جلس ثلاثة على الحافة تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة وفي بطن المركبة تراتبت صناديق التفاح والخوخ والمشمش بعضها فوق بعض .
الأول كان يركن ظهره الى جدار المركبة الأيمن ويجمع رجليه الى صدره وهو يطوح في الهواء بغصن مشمش تناولها من أحد الصناديق , الثاني كان يلبس صندلا بنيا انقطع ابزيمه واغبر فكحت , والثالث كان يلبس طاقية دائرية تغوص في رأسه الصغيرة ويحمل بيده سيجارة ينفث من دخانها في وجهي صاحبيه .
أنا كنت صاحب الصندل البني !!
في رحلة مدرسية التقط أستاذ صورة لأربعة طلاب في الصف الثالث الابتدائي كانوا يقفون على مدرج آثار قديمة ذات حجارة سوداء , الأول من اليمين كان قصيرا يتوزع شعره الكثيف على رأسه كأنه قبعة وتتهدل أطرافها حتى أذنيه ويلبس كنزة صوف زرقاء والثاني كان أطول من الأول ذا شعر ناعم أشقر وعينين ملونتين وبنطاله مال جزء منه الى اليسار قليلا وارتفع الى منتصف بطنه فشد على ما اجتمع عند ساقيه , والثالث كان ينظر الى السماء كأنه يبحث عن نجمة هاربة في منتصف النهار والرابع كان يبتسم كأنه يدرك أن الغد سيكون أجمل من اليوم .
أنا كنت صاحب البنطال المائل !!
في الساحة التي تنتهي اليها نزلة طويلة من الشارع القديم تجمع بضعة أطفال في الصقيع , كان الثلج يغطي كل شيء في البلدة أحدهم أزال الثلج عن مساحة كافية للعب " الدواحل " مع رفيقيه , الرابع راح يكور كرة ثلج في أعلى الشارع بدأت صغيرة ثم راحت تكبر بشكل سريع وهو يهبط معها من القمة ويصرخ في وجه زملائه , أن يبتعدوا عنها لئلا تطمرهم تحتها في قاع الساحة كان حجمها بحجم مركبة كبيرة وقف بجانبها وهي ترتفع أعلى منه وراح ينظر اليها بفخر فيما راح الآخرون يلتفون حولها معجبين , الخامس كان يلتهم سندويشة مغطسة بالزيت ومرشوش فوقها كثير من السكر , أنا كنت صاحب كرة الثلج !!
في مرسم ضربته الشمس في الصباح , جلس طلاب في الصف التاسع على مقاعد تناثرت بشكل عشوائي في قلبه كان أستاذ الفن يتحدث عن طريقة مزج الألوان المناسبة وفي منتصف الحصة طلب منهم أن يرسموا ما يحلو لهم , أحدهم رسم غرابا فوق شجرة يابسة ,ومن تحتها قبر في طرفه شاهد جزؤه الأعلى مكسور بزاوية مائلة .
ثان رسم امرأة بلا عينين ولها ثديان كبيران وشعر طويل يغطي نصفها الأعلى , ثالث رسم اطارا مهولا لشاحنة كبيرة وتحته رجل يدهسه هذا الاطار فيقسمه الى نصفين , رابع رسم ذبابة تحط على قطعة " هريسة " .
الاسم : حديث الجنود
تأليف : أيمن العتوم
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات : 472 صفحة
الحجم : 21 ميجا بايت
تحميل رواية حديث الجنود
تعليقات
إرسال تعليق