كنز البسطاء لــ موريس ماترلنك


من هنا تولد، سماحتنا أيضاً.لا نستطيع الامتناع عن الغفران.
عندما يكون الموت (المصالح الكبير)قد مرّ،من منا لا يقع على ركبتيه،ولا يبدي،في صمت،مبادرة المغفرة للنفس المهجورة؟

مقتطفات من الرواية



مقدمة
صوت غريب
كان رولان بارت يقول : " الذكرى بداية الكتابة والكتابة بدورها بداية الموت " الذاكرة والموت بين هذين القطبين ينتشر الفراغ الذي هو دون ضمانات فراغ سؤال سحيق القدم : مسألة الكينونة ربما كنا لا نقرأ الا لنستعلم حول هذا الموضوع وكي نسقط من وقت الى آخر أمام الاقتحام غير المتوقع لصوت فريد .
لقد خلق وصول ماترلنك الى المسرح الأدبي حدثا من هذا النوع : أولا في غان حيث لم يفيقوا بعد من تسلل " الرجل الطيب " الذي أوقع الاضطراب في الموثوقات المكتسبة ثم في العالم من باريس الى نيويورك وحتى الى موسكو حيث انصب الجهد على تملك اسم ماترلنك وشخصه ولكن ماترلنك في كتبه وحده مع امكانيات اللغة اللامتناهية يدع نفسه يتحدث يكتب نفسه يصغي الى الموسيقى التي تعبر جسده ويجعلها مرئية ممن يعرف الاستماع .
كنز البسطاء أفتح اذن كنز البسطاء هذا وأدع نفسي أنصرف الى حدوسي كمحقق يتشمم بقيا حقائق على رسائل مسروقة .
هذه الحقيقة كما يقول الكاتب " هي حقيقتنا حول الموت والقدر أو الحب " لقد تبين الاتجاه ويكفي أن نربط الأغنية بالأخرى من أجل أن تكشف الكتابة عن نصيبها من المستعصي على العلاج في جوف تفاهة العالم ولن يكون شيء ان لم يكن الصمت قد اكتسب أهمية .
فماترلنك يسعى اذن الى تمثيل حقيقة لم يكن يجب أن تحدث استثناء في هذه الحياة من أجل الموت انبثاق الصوت في هذا الممر الخطر الذي هو الكتابة يقول كافكا : " أليست الكتابة هي القفز خارج صف القتلة " .
لن تغتفر لمؤلف " بيلياس " هذه الفرادة فرادة كونه أقرب ما يكون الى الحرف الذي يعييه وبين انتصارين وبضعة ضروب من سوء التفاهم سوف تصحح طلقات الثناء .
أليس ماترلنك هذا فرنكيا صوفيا وهووسا بالعظمة عصابيا بل وفصاميا وربما كان كذلك ...
ولكن ما هي كل هذه النعوت ان لم تكن دفاعات خائفة ضد من راهن على الكلام وليس على المجتمع ؟
واذا كان يتحدث عما لا يوصف عما لا يعبر عنه عما يعجز عنه الوصف فليس ذلك بالتأكيد ليختبئ وراء كلمة مكتشفة بل على العكس من ذلك ليعرض أسئلة طمستها الاثارة المحيطة : " من أين تأتي اذن خشية الالهي في البشر ؟ "
هذا سؤال يمكن أن يوقع الاضطراب في نظام الأولويات لو أخذه العالم في الحسبان ! ولكن العالم المتزايد الاقتراب من حافة الموت دائما يتدبر عدم سماعه صحيح أن ماترلنك لا يتقدم الا في حدود حقائق لا تسمع وليس أبدا في حدود ترتيبات : " مجد أنفسنا هنا في لجج الليل وننتظر فيها ما يجب أن يحصل " : أليست هذه أشياء لا تقال بصوت مرتفع ؟
الغريب مع ماترلنك هو أنه يبدو دائما آخر خلاف نفسه وغريبا .
في نظر الآخرين اسمه يذكر في فرنسا بالمؤلف الموسيقي كلود ديبوسي أوبول دوكا وفي الحد الأقصى بنحال متميز ! وهو في بلجيكا
يشير الارتباك والابهام أو اللامبالاة في الفوضى فمن الصحيح أنه يبلور على شخصه كل العواطف المفتوحة أو المستبطنة لبلد يعاني العيش .

بيانات الرواية



الاسم : كنز البسطاء
تأليف : موريس ماترلنك
الترجمة : أنطون حمصى
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 178 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت

تحميل رواية كنز البسطاء

تعليقات