هذه الرواية منولوج يحكيه بطل الرواية عن قريته التي تم تشييدها في جبال
البرانس الوعرة ولكن سكانها يغادرونها شيئا فشيئا بحثا عن حياة افضل جيرانه وزوجته وابنه الوحيد وأيا منهم كان له طريقته المختلفة في الرحيل
يبقى بطل الرواية عجوز مسكين برفقة كلبة يواجه أقصى حالات الوحدة والمرض والإنهيارات الثلجية وتقلبات الجو حتى لكأنه ينتظر الموت رافضا أن يترك
المكان وفاءا لذكرياته و للمكان الذي ولد أجداده فيه ..
مقتطفات من الرواية
مقدمة
كنت في طريقي الى بغداد , كانت الطائرة تكاد تكون خالية تماما الا من الوفد الاسباني المشارك في مهرجان المريد السنوي في دورة انعقاده عام 1986 وكان الوفد يتكون كالعادة من عدد من المستشرقين وأساتذة الأدب العربي في الجامعات الاسبانية اضافة الى عدد من الصحفيين من محرري الزوايا الأدبية في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية كانت الحوارات بين من زارا مدينة " ألف ليلة وليلة " حول ذكريات مضت بينما حوارات من كانت هذه زيارتهم الأولى حول ما يمكن أن يتبقى من هذه المدينة بعد ما يزيد عن ثماني سنوات من الحرب والدمار الذي كان يلحقها من ليلة الى أخرى فقد كانت أنباء الصواريخ الايرانية بعيدة المدى التي تتساقط على مدينة الرشيد من وقت الى آخر قد وصلت الينا في اسبانيا قبل فترة طويلة , ومع ذلك كان هم جانب من أعضاء الوفد هو الضياع
في أزقة المدينة القديمة والبحث عن واحدة من تلك اللحظات التي يمكن أن تكون بذرة لموضوع ما , أو مجرد ذكرى يقصها كل منهم في يوم ما لأصدقائه بعد العودة أو لأحفاده اذا كتب لهذه المدينة أن تبقى .
من بين جماعة الصحفيين كان هناك شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره يتميز عن المجموعة بطوله الفارع الذي يكاد يشبه لاعبي كرة السلة ويميل شعره الى الشقرة بعكس غيره من باقي أعضاء الوفد الاسباني مما يدل على انتمائه الى مناطق الشمال الجبلية كنت أطالع بعض الصحف العراقية التي قدمتها لي المضيفة عندما اقترب مني وسألني ان كنت عراقيا وعندما أجبته بأنني مصري مقيم في اسبانيا منذ فترة طويلة , وأنني شاعر وأعمل في مجال الكتابة الصحفية أيضا حتى بدأ بسلسلة من لأسئلة والآراء التي فهمت منها أنه يعمل صحافيا بالبرامج الثقافية في التليفزيون الاسباني ولكن هدفه ليس الحرب التي تدور رجاها في ذلك الوقت بين العراق وايران , ولا حتى مهرجان المريد الذي كان العراقيون يستغلونه في دعوة أكبر عدد من العاملين في المجالات الاعلامية لجذب الأنظار الى ما يحدث هناك وانما همه الوحيد هو المدينة القديمة وان لديه رغبة ملحة في زيارة الأسواق نهارا والحانات ليلا وفهمت من حديثه أنه يعرف شيئا عن شعراء بغداد القدامى وأنه يوم الهيام على وجهه وحيدا على احدى ضفاف دجلة ليستعيد ليالي " الرشيد " و " شهرزاد " .
شاركتنا الحديث كتابة اسبانية قالت انها تكتب الرواية , لا أذكر اسمها الآن لأنني لم أقرأ لها من قبل ولا عنها طوال اقامتي في اسبانيا التي امتدت الى ما يقارب من أربعة عشر عاما " كانت هذه الرحلة عام 1986 " , وانتهى بنا الحديث الى أشياء متفرقة عن الأدب العربي المعاصر والحرب التي تدور رحاها الآن في وطن من أعرق أوطان الحضارات القديمة واتفقنا على أشياء واختلفنا في أشياء أخرى , كل هذا جرى دون أن يذكر لي شيئا عن نفسه سوى أن اسمه " خوليو " حتى أنني داعبته باطلاق اسم " خوليو اجليسياس " عليه فقاطعني بأنه بعد هذا الحديث الذي استمر ما يقرب من خمس ساعات يفضل أن ينام الساعات الخمس الأخرى المتبقية على وصولنا الى بغداد حتى يبدأ ضياعه في المدينة من أول لحظة تطأ فيها قدماه أرض المدينة .
بيانات الرواية
الاسم : المطر الأصفر
تأليف : خوليو ياماثريس
الترجمة : طلعت شاهين
الناشر : الهئيئة المصرية للكتاب
عدد الصفحات : 130 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل رواية المطر الأصفر
البرانس الوعرة ولكن سكانها يغادرونها شيئا فشيئا بحثا عن حياة افضل جيرانه وزوجته وابنه الوحيد وأيا منهم كان له طريقته المختلفة في الرحيل
يبقى بطل الرواية عجوز مسكين برفقة كلبة يواجه أقصى حالات الوحدة والمرض والإنهيارات الثلجية وتقلبات الجو حتى لكأنه ينتظر الموت رافضا أن يترك
المكان وفاءا لذكرياته و للمكان الذي ولد أجداده فيه ..
مقتطفات من الرواية
مقدمة

من بين جماعة الصحفيين كان هناك شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره يتميز عن المجموعة بطوله الفارع الذي يكاد يشبه لاعبي كرة السلة ويميل شعره الى الشقرة بعكس غيره من باقي أعضاء الوفد الاسباني مما يدل على انتمائه الى مناطق الشمال الجبلية كنت أطالع بعض الصحف العراقية التي قدمتها لي المضيفة عندما اقترب مني وسألني ان كنت عراقيا وعندما أجبته بأنني مصري مقيم في اسبانيا منذ فترة طويلة , وأنني شاعر وأعمل في مجال الكتابة الصحفية أيضا حتى بدأ بسلسلة من لأسئلة والآراء التي فهمت منها أنه يعمل صحافيا بالبرامج الثقافية في التليفزيون الاسباني ولكن هدفه ليس الحرب التي تدور رجاها في ذلك الوقت بين العراق وايران , ولا حتى مهرجان المريد الذي كان العراقيون يستغلونه في دعوة أكبر عدد من العاملين في المجالات الاعلامية لجذب الأنظار الى ما يحدث هناك وانما همه الوحيد هو المدينة القديمة وان لديه رغبة ملحة في زيارة الأسواق نهارا والحانات ليلا وفهمت من حديثه أنه يعرف شيئا عن شعراء بغداد القدامى وأنه يوم الهيام على وجهه وحيدا على احدى ضفاف دجلة ليستعيد ليالي " الرشيد " و " شهرزاد " .
شاركتنا الحديث كتابة اسبانية قالت انها تكتب الرواية , لا أذكر اسمها الآن لأنني لم أقرأ لها من قبل ولا عنها طوال اقامتي في اسبانيا التي امتدت الى ما يقارب من أربعة عشر عاما " كانت هذه الرحلة عام 1986 " , وانتهى بنا الحديث الى أشياء متفرقة عن الأدب العربي المعاصر والحرب التي تدور رحاها الآن في وطن من أعرق أوطان الحضارات القديمة واتفقنا على أشياء واختلفنا في أشياء أخرى , كل هذا جرى دون أن يذكر لي شيئا عن نفسه سوى أن اسمه " خوليو " حتى أنني داعبته باطلاق اسم " خوليو اجليسياس " عليه فقاطعني بأنه بعد هذا الحديث الذي استمر ما يقرب من خمس ساعات يفضل أن ينام الساعات الخمس الأخرى المتبقية على وصولنا الى بغداد حتى يبدأ ضياعه في المدينة من أول لحظة تطأ فيها قدماه أرض المدينة .
الاسم : المطر الأصفر
تأليف : خوليو ياماثريس
الترجمة : طلعت شاهين
الناشر : الهئيئة المصرية للكتاب
عدد الصفحات : 130 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل رواية المطر الأصفر
تعليقات
إرسال تعليق