حب لــ غادة السمان

الحب هذا هو إشارة مرور إلى قلب غادة السمان... للتجوال في ركن منسي من زواياه... ومع كل صفحة تطوى من كتاب الحب هذا يفتح باب إلى كهف ماضٍ، ومع صفحة تقلب ايفال في أحشاء زمنها الضائع... فلحظات الحب التي تلقي القبض عليها سطور هذا الكتاب.. رتبتها صاحبتها ابتداء من الحاضر ثم وإلى الماضي تعود... ماضي ذاك القلب وتاريخه الحي مع خفقات المراهقة الأولى. جميلة هي قصصها، تتراقص على أفراحها المشاعر... وتنذرف لأناتها الدموع... تتهادى أحاسيسها رشيقة من بين السطور... تغزل للعشق ثوباً... وللحب رداء... تلبسه حناياها الآتية من حنايا امرأة يسكنها وطن وو... - See more at: http://jamalon.com/en/catalog/product/view/id/3508#sthash.gFd02XsW.dpuf
مقتطفات من الرواية
مقدمة


يا من تقرأ سطور هذا الكتاب , انك ترحل الى قلبي , تتجول في ركن منسي من زواياه ومع كل صفحة تطويها تفتح بابا الى كهف الماضي , وكلما قلبت الصفحات كلما أوغلت في أحشاء زمني الضائع فلحظات الحب التي تلقي القبض عليها سطور هذا الكتاب ارتأيت أن أرتبها ابتداء من الحاضر وعودة تدريجية الى الماضي , ماضي قلبي منذ خفقات المراهقة الأولى .
وأعترف بأن بعض ما ورد في الكتاب سبق نشره باسم مستعار والباقي باسمي " الشرعي " .
وأعترف بأني قد لا أكون " معجبة " بكثير مما يضعه الكتاب خصوصا في " كتاباتي " الأولى القديمة لكنني ارتأيت أيضا نشرها كما هي دون أي تعديل أو تحرير وهو موقف قررت اتخاذه نهائيا بالنسبة لكل نتاجي القديم وبصورة خاصة ما خططته في مرحلة المراهقة سواء من قصص أو خواطر ... وهو موقف اتخذه عدد كبير من الكتاب لدى اعادة طبع نتاجهم القديم .. وأعتقد أن الأصفهاني لخص الداء والدواء في قوله : " اني رأيت أنه لا يكتب انسان كتابا في يومه الا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن لو زيد كذا لكان يستحسن لو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل , وهذا من أعظم العبر وهو دليل استيلاء النقص على جملة البشر " .
بيروت ليلة 23 – 8 – 73
لأنني أحببتك
ها أنت تجثم فوق كل لحظة من لحظات حياتي كما الليل المليء بالأسرار يجثم فوق صدر المدينة , ها أنت تحتل غرف عمري المزدحمة بالرجال والذكريات , تطرد الجميع من النوافذ كما الشمس تطرد الأشباح حين تضيء ..
ها أنا امرأة ضجرة تنام سأما فوق فراش محشو برسائل الحب التي كتبها العشرات لها , ها أنت تأتي تشعل النار في رسائلي وفي ذاكرتي وضجري ... لا أملك الا أن أتبعك عارية القدمين حتى آخر العالم ... ولكنك يا حبيبي كطائر البرق تمر بي سريعا كالشهقة .. وتمضي وتترك في صدري غيابك مثل سكة محراث صدر الأرض ... مثل نار تلتهم غابة .
غيابك هو الوجع حضورك كحضور الأعجوبة , ما تكاد تأتي حتى تختفي وتخلف في قلوبنا الى الأبد ذكرى حضورها ... حيا كاويا جديدا في كل لحظة .
ها قد استطعت أن تغرس حبك في قلبي , نابضا في كل لحظة , ومنقار نورس الحب يظل ينقر في القلب .. كل لحظة كل لحظة ..
أتساءل : كم يمكن احتمال ذلك ... الحب الفاشل موجع ولكن الحب المتبادل أكثر ايلاما .. لا شيء يشفي غليله سوى الاحتراق المشترك أو الموت المشترك .. ولا نملك حتى حق الخيار بينهما ..
أيها الشقي .
لو لم تحبني لاستطعت أن أمسح صورتك في عيني كما أمسح البخار عن زجاج نافذة الذكرى .
لو لم تقل لي بحرارة : لقد استطعت أيتها الغجرية أن تنفذي الى ما تحت جلدي .. الى أعماقي ...
أوه أيها الشقي ...
ليتك لم تحبني
لتني لم أنفذ الى ما تحت جلدك – كما تقول
فقد صرت اليوم سجينة جلدك وأعماقك .
لم أعد أملك الا أن أنبض مع عروقك ... أتدفق فيك , أحيا وسط تياراتك الداخلية .




بيانات الرواية
الاسم : حب
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 150 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل رواية حب

تعليقات