عابر سرير لــ أحلام مستغمانمى

عاصفة .. تتداخل فيها الأحداث و الشخوص و الأمكنة .. يُعاد ترتيب الاوراق من جديد .. لـ ينجلي كل ما هو خفي .. و تأتي إجاباتٌ غير متوقعة لـ أسئلتك التي تتقافزمن ذهنك على عجل .. و سـ تقع في فخ أحلام ..
سـ تُبهرك عقلية أحلام مستغانمي في طريقة سردها و تقسيمها لـ تلك الثلاثية .. و ستكتشف بـ أن كل ما كُتِبَ مُرتب .. منذ البداية ..
و مع نهاية صفحة "عابر سرير" .. سـ تكتشف -لا محاله- زوايا من نفسيك .. بين سطور ما كُتِب .. في تلك الثلاثية
مقتطفات من الرواية
مقدمة


كنا مساء اللهفة الأولى , عاشقين في ضيافة المطر رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف .
نسينا لليلة أن نكون على حذر ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق , ان حبا عاش تحت رحمة القتلة لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة أكنا اذن نتمرن رقصا على منصة السعادة أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة ؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق ؟
في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب وتعطل فتيله الموقوت دون أن تتشظى بوحا .
بعنف معانقة بعد فراق تود لو قلت " أحبك " كما لو تقول " مازلت مريضا بك " تريد أم تقول كلمات متعذرة كعواطف تترفع عن التعبير كمرض عصي على التشخيص .
تود لو استطعت البكاء لا لأنك في بيته , لا لأنكما معا , لا لأنها أخيرا جاءت لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة .
عابر سرير التاسعة والربع وأعقاب سجائر , وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك .
كنت ستسألها كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد ؟
وبعيد قبلة لم تقع كنت ستستفسر : ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك ؟ من رأت عيناها ؟ لمن تعري صوتها ؟ لمن قالت كلاما كان لك ؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية تطارحك الرقص كما لو تطارحك البكاء , ما الذي يدوزن وقع أقدامها , لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك ؟
كل ذلك المطر وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء تشعر بانتمائك الى كل أنواع الغيوم الى كل أحزاب البكاء الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء .
هي هنا وماذا تفعل بكل هذا الشجن ؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع , لا يرقص بل يطرب لا يغني بل يشجي .
أمام كل هذا الزخم العاطفي لا ينتابك غير هاجس التفاصيل متربصا دوما برواية .
تبحث عن الأمان في الكتابة ؟ يا للغباء !
ألأنك هنا , لا وطن لك ولا بيت قررت أن تصبح من نزلاء الرواية ذاهبا الى الكتابة كما يذهب آخرون الى الرقص كما يذهب الكثيرون الى النساء كما يذهب الأغبياء الى حتفهم ؟ أتنازل الموت في كتاب ؟ أم تحتمي من الموت بقلم ؟
كنا في غرفة الجلوس متقابلين على مرمى خدعة من المخدع عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا .
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات مجردة من مؤامرة الأشياء علينا بعيدة عن كمين الذاكرة فلماذا جئت بها الى هذا البيت بالذات اذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن الى قدميها ؟
ذلك أن بي شغفا الى قدميها وهذه حالة جديدة في الحب فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء , هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها لحظة تمشي على حزن رجل .
لكنها انحنت ببطء أنثوي كما تنحني زنبقة برأسها وبدون أن تخلع صمتها خلعت ما علق بنعليها من دمي وراحت تواصل الرقص حافية مني . بيانات الرواية


الاسم : عابر سرير
تأليف : أحلام مستغمانمى
الناشر : دار الآداب
عدد الصفحات : 197 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل رواية عابر سرير

تعليقات