صدرت للروائي عبده خال رواية جديدة بعنوان «ترمي بشرر...» عن دار الجمل، وفيها يخوض صاحب «الموت يمر من هنا» موضوعاً جديداً، بطريقة ورؤية مغايرتين لا تخلو من جرأة
.أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430
مقتطفات من الرواية
مقدمة
عتبة أولى
خسئت روحي فانزلقت للاجرام بخطى واثقة , وقفت في غرفة التعذيب أتأمل جسدي العاري الملطخ بآثار آثامه , جسد خاض عشرات المهمات التعذيبية والتأديبية المنتصرة والمهزومة الفاشلة والمتقنة .
كنت أقدم على تعذيب ضحيتي بهمة واتقان من غير أن تثيرني الصرخات أو الاسترحام المنطلق من أفواه الضحايا , أقدم على أداء مهمتي من غير اخلال بأي ركن من أركان الخطة التي أعدها السيد , مع حرصي على عدم انقاص نشوة التشفي المجتاحة لروحه , وهو يراني أوسع فجوات خصومه فينشرح صدره منتشيا بما أفعل بهم , أنهض من على ضحيتي بعد أن أدك عظامها دكا , ولا يبقى ناهض من الضحية الا نحيبها وآخر استرحاماتها .
أعرف ضحاياي بصورهم فقد دأب السيد على منحي نسخة من صورة الضحية بعد انهاء تعذيبي لها " فوتوغرافية وتسجيلية " .
أحمل أرشيفا لكل الضحايا ولم أكن أقدر قيمة هذا الأرشيف فقد كان بامكاني المتاجرة به , وجني أرباح وفيرة من خلال عرضها مرة أخرى على الضحية مرفقة بمساومة وضيعة حول المبلغ الذي يرضيني مقابل ستره , هذه الفكرة سربها أسامة ليقنعني من كل الصور التي أحملها في خزانة غرفتي .
تراجعت عن الاقدام والسير في طريق هذه المتاجرة خشية أن يصل خبري للسيد فيسحقني قبل أن أرفع صوتي الا أنها ظلت فكرة قائمة يمكن تنفيذها في الوقت المناسب .
سنوات طويلة قضيتها مؤدبا لخصومه لا تظهر قيمتي لدى سيد القصر الا عندما يحضر لمشاهدة أحد ضحاياه وأنا أخضعه لعملية تعذيب مرة , في معظم الأوقات أكون داخل القصر آلة عديمة الجدوى حتى اذ جلب السيد ضحيته غدوت المفتاح الضائع الذي يخرج كل من بداخل القصر للبحث عنه .
استقليت في سكني بعد رجاءات متكررة متخذا من رعاية عمتي عذرا ملحا للسكن خارج القصر , ومع هذا الخروج لم أبتعد عن عينيه , يعرف كل تحركاتي وسكناتي ولم يتنازل عن شرط وقوفي أمامه بمجرد استدعائي كنت كالطائرة الورقية أحلق في الفضاء وخيط رفيع يمسكني به وبمجرد جذبه اليه , أهوي وأكون معفرا بالتراب منتظرا لحظة أخرى ليرفعني في مواجهة الريح لأحلق عاليا , وصلني صوته عبر الجوال حارا متدفقا بأوامره :
عليك الحضور في الحال .
ظننته علم بلعبتي معه وفكرت بالهرب , هاتفت " مرام " عل خبرا ما وصل اليها لكنها استبعدت معرفتها بأي شيء كانت كل المحاذير الجالبة لغضبه لاغية , ولم يكن لي من خيار سوى تلبية طلبه قطعت شارع الملك شمالا لأصل الى قصره الكائن بشرم أبحر في نصف ساعة أو تزيد ومع اقترابي تلقيت مهاتفة أخرى منه لملاقاته بالقصر القديم هكذا فجأة يغير آراءه من غير أن يجرؤ أحد على التعليق أو مراجعة ما أمر به .
أدركت مركبتي باتجاه الجنوب وعدت في طريقي والهواجس تتشعب وتنداح في مخيلتي :
ما الذي يريده مني الآن ؟
السمكة الصغيرة حينما نعلق في شبكة صياد يبحر بقاربه جاذبا شبكته من خلفه تفكر في أمرين : التخلص من الفخ الذي وقعت فيه , أما أعز أمنية فهي أن يقف القارب في مكانه لتكون محاولة فكاكها ناجحة .
ومنذ أن علقت في شباكه وأمنية أن يخفف من سرعته أو أن يتوقف تلازمني في كل حين , لأتدبر طريقة أنفك بها من شركه .
بيانات الرواية
الاسم : ترمي بشرر
تأليف : عبده خال
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 418 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
تحميل رواية ترمي بشرر
.أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430
مقتطفات من الرواية
مقدمة
عتبة أولى
كنت أقدم على تعذيب ضحيتي بهمة واتقان من غير أن تثيرني الصرخات أو الاسترحام المنطلق من أفواه الضحايا , أقدم على أداء مهمتي من غير اخلال بأي ركن من أركان الخطة التي أعدها السيد , مع حرصي على عدم انقاص نشوة التشفي المجتاحة لروحه , وهو يراني أوسع فجوات خصومه فينشرح صدره منتشيا بما أفعل بهم , أنهض من على ضحيتي بعد أن أدك عظامها دكا , ولا يبقى ناهض من الضحية الا نحيبها وآخر استرحاماتها .
أعرف ضحاياي بصورهم فقد دأب السيد على منحي نسخة من صورة الضحية بعد انهاء تعذيبي لها " فوتوغرافية وتسجيلية " .

تراجعت عن الاقدام والسير في طريق هذه المتاجرة خشية أن يصل خبري للسيد فيسحقني قبل أن أرفع صوتي الا أنها ظلت فكرة قائمة يمكن تنفيذها في الوقت المناسب .
سنوات طويلة قضيتها مؤدبا لخصومه لا تظهر قيمتي لدى سيد القصر الا عندما يحضر لمشاهدة أحد ضحاياه وأنا أخضعه لعملية تعذيب مرة , في معظم الأوقات أكون داخل القصر آلة عديمة الجدوى حتى اذ جلب السيد ضحيته غدوت المفتاح الضائع الذي يخرج كل من بداخل القصر للبحث عنه .
استقليت في سكني بعد رجاءات متكررة متخذا من رعاية عمتي عذرا ملحا للسكن خارج القصر , ومع هذا الخروج لم أبتعد عن عينيه , يعرف كل تحركاتي وسكناتي ولم يتنازل عن شرط وقوفي أمامه بمجرد استدعائي كنت كالطائرة الورقية أحلق في الفضاء وخيط رفيع يمسكني به وبمجرد جذبه اليه , أهوي وأكون معفرا بالتراب منتظرا لحظة أخرى ليرفعني في مواجهة الريح لأحلق عاليا , وصلني صوته عبر الجوال حارا متدفقا بأوامره :
عليك الحضور في الحال .
ظننته علم بلعبتي معه وفكرت بالهرب , هاتفت " مرام " عل خبرا ما وصل اليها لكنها استبعدت معرفتها بأي شيء كانت كل المحاذير الجالبة لغضبه لاغية , ولم يكن لي من خيار سوى تلبية طلبه قطعت شارع الملك شمالا لأصل الى قصره الكائن بشرم أبحر في نصف ساعة أو تزيد ومع اقترابي تلقيت مهاتفة أخرى منه لملاقاته بالقصر القديم هكذا فجأة يغير آراءه من غير أن يجرؤ أحد على التعليق أو مراجعة ما أمر به .
أدركت مركبتي باتجاه الجنوب وعدت في طريقي والهواجس تتشعب وتنداح في مخيلتي :
ما الذي يريده مني الآن ؟
السمكة الصغيرة حينما نعلق في شبكة صياد يبحر بقاربه جاذبا شبكته من خلفه تفكر في أمرين : التخلص من الفخ الذي وقعت فيه , أما أعز أمنية فهي أن يقف القارب في مكانه لتكون محاولة فكاكها ناجحة .
ومنذ أن علقت في شباكه وأمنية أن يخفف من سرعته أو أن يتوقف تلازمني في كل حين , لأتدبر طريقة أنفك بها من شركه .
الاسم : ترمي بشرر
تأليف : عبده خال
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 418 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
تحميل رواية ترمي بشرر
تعليقات
إرسال تعليق