سرنامة: وقائع احتفال رسمي لــ عزيز نيسين


من النادر في الروايات أن نقرأ عن السجن, كمؤسسة عقاب, وفضح وقائع ما يجري داخلها على نحو مأساوي, كما في هذه السرنامة. المؤلف لا يكتفي بتحليل الانعكاس المرضي للسجن, والصراعات الداخلية فيه, ومناخات الانحراف والشذوذ والجريمة داخل الأفراد. إنه يشرح, كما في مختبر, مجتمعاً مهيأ للإدانة وضرورة العقاب, ومؤسسات حكومية معادية للحرية وحقوق الإنسان. الأعمق في سرنامة عزيز نسين, ذلك الإحساس بكراهية السجن كمؤسسة عقاب, ولا جدوى هذه المؤسسة الفاسدة, المعادية للجوهر الإنساني بما هي خالقة ومؤصلة للفساد والشذوذ والجريمة داخلها.

مقتطفات من الرواية



مقدمة
لأن أسلافنا في هذا العالم يحملون على عاتقهم دينا انسانيا هو أن يحكوا ويكتبوا عما رأوه وسمعوه وتعلموه وعرفوه وشاهدوه لمن سيأتي بعدهم وهؤلاء لمن بعدهم ... بينما كنت وحدي في احد بيوت زقاق " صونار " في حي " أروان " التابع لناحية " كمر " في منطقة " البرهانية " ولكي أسدد ديني الانساني وفي الساعة الثالثة من بعد منتصف الليلة التي تربط 13 شباط بالرابع عشر منه عام 1973 وبينما كان سواد الليل يتحول الى زرقة النهار بدأت كتابة هذه السرنامة أتمنى أن أنهي عملي في أقصر وقت ممكن لكي أكتب أكثر ... أكثر عن الزوجة والخليلة الصديق والرفيق وحتى العدو أيضا متحدثين عن يومنا .
سرنامة سأعمل من خلال هذه السرنامة على عرض كيفية شنق عدو الشرف والعرض المدعو خيري الحلاق في ساحة السلطان أحمد والفرح اللامحدود للمتفرجين القائلين أثناء تنفيذ الاعدام : " لك الشكر يا الله أحققت الحق وأنقصت سافلا من بيننا ونحن نجونا وابتعدنا عن الدور " وقول القائمين على العدل والاداريين وقائد الجندرمة الواقف بجوار النائب العام الجمهوري والامام الواقف بجانب قائد الجندرمة : " هذه هي نهاية عديم الشرف " وعلى عرض عدم تواني الجلاد علي الغجري الواقف بجانب الامام بتقديم التضحية في سبيل اعطاء درس وعبرة للناس والحديث عن الجهود الجبارة التي بذلها انطلاقا من حب عمله العظيم لايفاء عملية الشنق حقها وتقديم مراسم الشنق هذه واحتفالات المتفرجين بكل تفاصيلها لكي يستطيع من فاتته هذه المراسم من أبناء شعبنا استعادتها كأنها أمام عينيه ومعرفة كيف حق الحق واراحة ضميره النظيف .
ثمة بيت شعر قاله " نفتي " :
هناك طحال ورئة وأمعاء وكلية ومخ ولكن لا تنسى أن الضمير لا يساوي شيئا
معلومكم أن السرنامة تطلق على كتاب يحكي تفصيلا عن الاحتفالات الفنية والمراسم الملونة والحفلات الضخمة والعروض الخارقة التي تقام في مناسبات الأفراح مثل الزواج والعرس والختان ويشارك فيها الناس وتستمر عدة أيام في عهد العثمانيين .
أي أن السرنامة هي باختصار : كتاب الفرح ويفهم بسهولة أيضا أن هذه الافراح ليست أفراح الذين لم يستطيعوا دفع " المأكل " لأهل العروس فخطفوها ولهذا زجوا في السجن بل هي أفراح السلاطين وأولياء العهد .
في عصر الجمهورية هنالك احتفالات من العظمة والفخفخة بحيث تغدو احتفالات العصر العثماني بجانبها وتستمر أربعين يوما وأربعين ليلة وهنالك افتتاحيات يقدم فيها الويسكي والمشروبات ومراسم لم يسمع بمثلها واحتفالات لم ير نظير لها وخطوبات بلغت الذروة في التباهي وأعراس فيها من المتع ما يضاهي عروض " حسين يايقرة " وألف احتفال ولكن مع الأسف لم يكتب حتى اليوم سرنامة جمهورية .
هذا يعني أن كتابة سرنامة في عصر الجمهورية من نصيب العبد الفقير لله ويا لسعادتي !
معروف أن لكل انسان غدا وأمسا وطرفا واتجاها .
واذا كان ليس ثمة انسان دون طرف واتجاه فقد عملنا عند كتابة هذه السرنامة ما بوسعنا لكي لا نميل الى طرف ولو أننا لسنا محايدين ولكننا عملنا لنكون موضوعيين وبذلنا جهدا كبيرا وأبدينا عناية فائقة لكي لا نحيد عن الصواب .

بيانات الرواية



الاسم : سرنامة: وقائع احتفال رسمي
تأليف : عزيز نيسين
الترجمة : عبد القادر عبد اللي
الناشر : دار ورد للطباعة والنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 216 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت

تحميل رواية سرنامة: وقائع احتفال رسمي


تعليقات