الجنية لــ غازي عبد الرحمن القصيبي

حكاية غازي القصيبي هذه تعود بنا إلى حكايا ألف ليلة وليلة بخيالاتها، إلا انها ألف ليلة وليلة معاصرة بأفكارها ويخالاتها. وهكذا يتزوج الإنسي ضاربي من عائشة الجنية وتكون هناك وقفات مثيرة يتابعها القارئ بشغف حيث يقنع الكاتب قارئه بأسلوبه القصصي الرائع بأن ما يدور في عوالم هذه الحكاية ليس محضّ خيال.

مقتطفات من الرواية



مقدمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها القراء الكرام " والقارئات بطبيعة الحال " محبكم راوي هذه الحكاية والحكاية كلمة محايدة تريحني من تقعرات النقاد ومن نقد المتقعرين – أستاذ جامعي متقاعد بلغ عمره حين بدأ كتابة هذه الأوراق خمسا وستين سنة كاملة محسوبة بالتاريخ الميلادي وأكثر من ذلك بطبيعة الحال وبالتاريخ الهجري المجهول في أماكن كثيرة من العالم الاسلامي .
اسمي الثلاثي أي اسمي واسم والدي واسم أسرتي هو ضاري ضرغام الضبيع " أو ض . ض . ض . كما يسميني أصدقائي " .
الجنبة غازي عبد الرحمن القصيبي وهذا الاسم ضارب في لغة الضاد على نحو يتعذر معه لفظه على معظم الناطقين بهذه اللغة فضلا عن الذين يجهلونها .
وأكثر الذين يخطئون في نطق اسمي هم من اخواني السعوديين الذين يصرون على تسميتي ظاري ظرغام الظبيع .
أعرف السبب في تسمية العائلة الضبيع وسوف أورده لاحقا ولكنني أجهل السبب الذي دفع الوالد رحمه الله الى أن يطلق على اسم ضاري الشرس في حين أنه أطلق على أخوي ماجد الذي يصغرني بسنتين وحامد الذي يصغرني بأربع سنوات اسمين رقيقين نسبيا بينما أطلق على أختي التي تصغرني بسبع سنين اسما رقيقا جدا هو سندس أحسب أن الوالد ازداد رقة بمضي السنين " كما يحدث مع أغلب الآباء " .
تنتمي عائلتي في أصولها الى نجد ولكنها نزحت من عدة قرون الى الاحساء واستقرت هناك .
ولدت مع مولد الحرب العالمية الثانية في الهفوف , عاصمة الاحساء نشأت في أحضان أسرة صغيرة تضم بالاضافة الى من سبق ذكرهم الوالدة حصة رحمها الله بجانب الأسرة الصغيرة كانت هناك " الحمولة " التي تضم مئات الأقارب والتي لا يهمنا أمرها في هذه الحكاية .
كانت الأسرة ميسورة لا هي بالغنية ولا هي بالفقيرة كان الوالد تاجرا صغيرا " متسببا " كما يقول التعبير السعودي الدارج وكان دخله يكفي لسد متطلباتنا بلا نقصان وبزيادة بسيطة أحيانا .
بدأت تعليمي في الهفوف حيث أكملت الدراسة الابتدائية ثم انتقلت مع انتقال العائلة الى الخبر حيث أكملت الدراسة الثانوية بتفوق .
التحقت بأرامكو شركة البترول الشهيرة وبعد دورة تدريبية – تأهيلية حصلت على بعثة من الشركة لدراسة هندسة البترول في الولايات المتحدة .
استقر بي المقام في لوس انجلوس حيث التحقت بجامعتها الشهيرة " يو . سي . ال . ايه " وترجمتها بالعربية " جامعة كاليفورنيا فرع لوس انجلوس " .
بعد شهور قليلة من الدراسة قررت أن هندسة البترول تخصص لا يلائم طبيعتي وعزمت على أن أتحول الى دراسة الأنثروبولوجي , أو كما يسمى بالعربية علم الانسان لو كانت الجهة التي ابتعثتني حكومية أو جامعية لكان تغيير التخصص مستحيلا من المستحيلات الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة " من يعرف عدد المستحيلات ؟ أنا أعتقد أنها لا تحصى ! " أما والمبتعث شركة أمريكية ذكية تدرك أن عودتي متخصصا في الأنثروبولوجي قد تفيدها في تعاملها مع الانسان السعودي أكثر مما تفيدها عودة مهندس بترول عندها المئات من أمثاله فقد تمت الموافقة على تغيير التخصص بسهولة .
مرت سنوات الدراسة بهدوء أعني بهدوء من الظاهر أما الداخل فسوف تأتيكم أخباره في الصفحات القادمة وحصلت على البكالوريوس فالماجستير فالدكتوراه في التخصص الذي اخترته .
عدت الى الوطن في الثامنة والعشرين لأعمل باحثا في أرامكو .
أوكلت الي الشركة انشاء ادارة جديدة يخفي اسمها هدفها الحقيقي , كان الاسم " ادارة الدراسات العامة " أما الهدف فكان أكثر تحديدا : دراسة الانسان السعودي بجانبيه الفردي " المايكرو " والاجتماعي " الماكرو " .

بيانات الرواية



الاسم : الجنية
تأليف : غازي عبد الرحمن القصيبي
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات : 240 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل رواية الجنية

تعليقات