رواية فائزة بجائزة غونكور الفرنسية سنة 1995، من تأليف الروائي الروسي “أندريه ماكين” وترجمة المغربي “عبد السلام المودني”.
مؤلف رواية (الوصية الفرنسية) كاتب روسي انشق عن النظام السوفياتي وهرب إلى باريس عام 1987، ومنذ ذلك الوقت وهو يكتب أعماله كافة بالفرنسية، حتى صار أحد اشهر كتَاب الرواية في فرنسا راهناً. وفي هذه الرواية يتحدث ماكين عن الوطن الأم وعن جمال روسيا وعن مرحلة الطفولة بقرب الجدة الفرنسية الأصل، متذكراً صورة تجاوزت الماضي السحيق لثورة 1917، يقول: “…وبعثت من جديد زمن القياصرة، محدثة ثقباُ في جدار الحديد الصلب جداً لتلك الفترة، تحملني تارة إلى فناء كاتدرائية قوطية، وطوراً آخر إلى ممرات حديقة تصيبني نباتاتها بالذهول نتيجة لهندستها المتقنة. كنت أغوص في تاريخ عائلتنا السحيق
مقتطفات من الرواية
كنت أخمن وأنا بعد صغير السن أن تلك الابتسامة الفريدة جدا تمثل نصرا صغيرا وغريبا بالنسبة لكل امرأة .
نعم انها انتقام مؤقت من كل الخيبات ومن فظاظة الرجال ومن ندرة الأشياء الجميلة والحقيقية في هذا العالم , لو كنت أعلم كيف أقولها آنذاك لسميت هذه الطريقة في الابتسام " أنوثة " ... غير أن لغتي كانت واقعية جدا .
فقد كنت أكتفي بأن أتملى في وجوه النساء في ألبومات صورنا لأجد انعكاس الجمال هذا عند بعضهن .

ومثل هذا السحر الفوتوغرافي أخضع ثقة النساء مهما اختلفت مشاربهن , تماما مثل تلك القريبة من موسكو الموجودة في الصورة الملونة الوحيدة في ألبوم صورنا والتي تزوجت من أحد الدبلوماسيين والتي تمتنع عادة عن عن الكلام وتتألف مللا حتى قبل أن تتمكن من سماعك لكن في هذه الصورة ميزت على الفور تأثير " التفاحة الصغيرة " .
لقد تبينت هالتها على وجه تلك الريفية ذات الثلاثين سنة وهي قريبة مجهولة ما كان يذكر اسمها الا عند الحديث عن النساء اللواتي بقين من دون أزواج بعد المجزرة التي تعرض لها الذكور في الحرب العالمية الأخيرة .
وحتى غلاشا الريفية المنتمية الى العائلة كانت تبرز ابتسامتها الخرافية في الصور القليلة التي بقيت لها .
أخيرا كانت هناك كل تلك المجموعة من القريبات الشابات اللواتي يضخمن شفاههن محاولات الحفاظ على هذا السحر الفرنسي الفار أثناء اتخاذهن وضعيتهن أمام المصورة .
عندما يهمسن " التفاحة الصغيرة " كن ما يزلن يعتقدون بأن الحياة القادمة تنسج فقط من أجل لحظات النعمة تلك ...
ونادرا ما كانت تخترق كل ذلك الدفق من النظرات والوجوه نظرة ووجه امرأة بملامح متناسقة رقيقة وعينين رماديتين كبيرتين بدت شابة في ألبومات الصور الأكثر قدما ببسمتها المشربة بالسحر الخفي ل " التفاحة الصغيرة " .
ثم أخذ هذا التعبير يتلاشى خلف حجاب من الكآبة والبساطة مع تقدمها في السن , وفي ألبومات الصور الأكثر حداثة والأقرب الى زمننا هذا .
كانت تلك المرأة الفرنسية التي تاهت في شساعة روسيا الثلجية , هي من علمت الآخرين الكلمة التي تجعلهن جميلات .
بيانات الرواية
تأليف : أندرية ماكين
الترجمة : عبد السلام المودني
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 304 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل رواية الوصية الفرنسية
تعليقات
إرسال تعليق