الأيام لا تخبئ أحدًا لــ عبده خال

تتسع رواية عبده خال لكل الانطلاقات الخيالية التي كانت مختبأة في نفس القارئ، ليجد بعد حين بأن الأيام لا تخبئ أحداً. وأن الرواية تفتح نوافذ الفكر لتتسلل تلك الأفكار والهواجس التي كانت مختبأة في طيات الخوف من المواجهة.

مقتطفات من الرواية


مقدمة
يا ريم وادي ثقيف لطيف جسمك لطيف
ما شفت أنا لك وصيف في الناس شكلك ظريف
غناء طارق عبد الحكيم
بعد أن خرجت من السجن كان لزاما علي أن أستمع الى هذه الأغنية فحين كنا ندس أحزاننا بين ممرات الدهاليز الطويلة كان يصلنا صوته حارقا مترنما ملتاعا يردد مقاطعا منها .
الأيام لا تخبئ أحدًا قيل انه ترنم بها في بداية غرامه وفي عنبر آخر سمعتها عبر صوت أبي حية فحين تطفأ الأنوار ولا يعد في جواره سوى عشقه يصدح بتلك الأغنية بدندنة شجية يرف لها القلب وتنبت في البال امرأة تحرق كل مراكب الصبر وتتركك تجدف باستغاثة متقطعة .
وبعد أن استمعت لها نبتت في داخلي رغبتان : رغبة أن أجمع سيرتهما ورغبة أن أسرد لكم سبب سجني فبأي الرغبتين أبدا !؟
ياااااااااالله ألطف بها
خرجت دعوته مجلجلة ومفتتحة صمتا وخيما سرى في أذهان الكثيرين كان كل شخص يخمن ينازعه سؤال ملح يردده بينه وبين نفسه :
ماذا حدث لها ؟
كنا ندور حول بيتها كنحل يطوف بزهرة اختبأت وغم علينا مكانها دوران محموم لا أحد يحدث من يصادفه نلتقي كنمل ونتعرج بين تلك الأزقة من غير أن يلتفت أحدنا الى الآخر كلنا يعرف سبب هذا الدوران وان كان كل منا يفتعل مبررا لدورانه .
يااااااالله ألطف بها .
خرجت تلك الصرخة بعد يومين من غيابها وبعدها تشجرت الاحتمالات ووقف احتمال غامض مسرجا في البال يردده أهل الحي في السر والعلن :
شيء ما حدث لها
وانفرط كثير من التوقعات
مريضة
ضربت
ستتزوج
تابت
أسباب كثيرة مضغناها في خواطرنا وارتفعت أكفنا داعية بأن ينجيها الله من كل مكروه .
ضاق المكردس لغيابها فانفجر داعيا وأقسم أن يذبح خروفا لو أطلت ولم يدع قسمه يجف اذ ركض وعاد يجر كبشا سمينا بينما ظلت شفرته مشهرة على نحر الكبش الذي أخذ يثغي محاولا التخلص من رقدته ومن الشفرة المسلولة في الهواء على عنقه وظل يثغي حتى تيبس صوته واستسلم لرقدته بلا مقاومة .
في اليوم الثالث سال دمه ورفس بقوائمه في الهواء وانتفض جسده بارتعاشات متوالية سريعة وأخيرا خمد فالتف بعض عابري السبيل منتظرين نصيبهم الا أن المكردس دفعهم عن نذره واعدا اياهم أن يذبح لهم كبشا آخر .
وبعد أن سلخه وقطعه قطعا صغيرة كرر قسمه ثلاثا أن لا يأكل أحد من لحم هذا الخروف مؤكدا أن نذره سيبيت في أمعاء القطط والكلاب كي تعرف أن هذه البقعة مباركة وأن بها رزقا اذا انقطعت سبل الرزق .
وسلك يوسف صاحب البقالة المواجهة لروشانها مسلكه اذ نحر كبشا أطعم منه عابري السبيل والمساكين وحينما عاب عليه كبار السن مسلكه لاقتفائه أثر شاب أحمق ... صمت بعض الوقت وحين تمادوا في لومه رد عليهم منفعلا :
والله لو أنكم تعلمون بركتها على الباعة وعليكم لأخرج كل منكم عجلا بدلا من كبش هزيل لا يطعم البطون الجائعة في حينا ... يكفيها هذه البركة التي أحدثتها .

بيانات الرواية



الاسم : الأيام لا تخبئ أحدًا
تأليف : عبده خال
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 258 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل رواية الأيام لا تخبئ أحدًا

تعليقات