تتتبع رواية بينما ينام العالم أربعة أجيال من عائلة أبو الهجيا، كانوا يعيشون في قرية فلسطينية هادئة، يزرعون الزيتون. وتروي ما تعرَّضوا له من معاناة منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 ، وكيف انهارت حياتهم المسالمة للأبد، وتم ترحيلهم قسرًا عن قريتهم وأرض أجدادهم إلى مخيم للاجئين في جنين لتبدأ مأساة ما زالت مستمرة حتى اليوم.
مقتطفات من الرواية
القطاف 1941
في قديم الزمان قبل أن يخطو التاريخ فوق التلال مبعثرا الحاضر والمستقبل قبل أن تمسك الريح بالأرض وتهزها نازعة اسمها وطابعها قبل أن تولد آمال وجدت قرية صغيرة شرقي حيفا عاشت بهدوء على التين والزيتون على الحدود المفتوحة وأشعة الشمس .
كان الظلام لا يزال مخيما والأطفال وحدهم النائمين بينما استعد القرويون في " عين حوض " لأداء صلاة الفجر .

تمطت الاذرع وهي تستيقظ أزاح الماء النعاس بعيدا واتسعت العيون المفعمة بالأمل أطلق الوضوء همهمات الشهادتين في ضباب الصباح مئات الهمسات تعلن وحدانية الله والتصديق برسالة نبيه المصطفى .
اليوم صلوا في الهواء الطلق بخشوع خاص يليق ببداية موسم قطف الزيتون في مناسبة بهذه الأهمية لا ينبغي تسلق التلال الصخرية الا بضمير وسريرة نقيين وطاهرين .
ومع انبعاث أوركسترا ما قبل الفجر أصوات جداجد الحقول والطيور المفعمة بالحياة ثم صياح الديكة عكس القرويون ظلال القمر على سجادات صلاتهم .
معظمهم اكتفي بأدعية الاستغفار بينما صلى البعض ركعتين كل قال بطريقته : " اللهم توكلنا عليك في هذا اليوم لك الحمد ولك الشكر " قبل أن ينطلقوا غربا في اتجاه البساتين واثبين ليتجنبوا أشواك الصبار الحادة .
مع حلول شهر تشرين الثاني " نوفمبر " من كل عام يجلب أسبوع القطاف نشاطا متجددا لعين حوض , فيصبح بامكان يحيى, ابي حسن أن يشعر بهذه الروح في عظامه .
غادر المنزل في وقت مبكر مع ولديه مشجعا اياهما بأمله السنوي على أن يسبقوا الجيران في البدء بالعمل لكن للجيران أفكار مماثلة حول القطاف الذي يبدأ في حوالي الخامسة صباحا .
استدار يحيى بخجل نحو زوجته باسمة , التي حملت على رأسها سلة من قطع الأقمشة والبطانيات وهمس : " أم حسن , في العام المقبل سننهض من النوم قبلهم . أريد فقط أن أبدأ قبل سالم بساعة ذلك العجوز الأدرد , ساعة واحدة فقط ؟ .
قلبت باسمة عينيها فزوجها يعيد احياء تلك الفكرة الرائعة في كل عام !
عندما أفسحت السماء المظلمة الطريق لضوء الفجر ارتفعت أصوات جني تلك الثمار من تلال فلسطين التي صبغتها الشمس .
أصوات ضربات عصي المزارعين على الأغصان , وارتجاف الأوراق ثم صوت سقوط الثمار بقوة على الأقمشة القديمة والبطانيات التي وضعت تحت الأشجار وفي أثناء كدحهن في العمل غنت النساء أغنيات من التراث موبخات أطفالهن اللاهين كلما اعترضوا طريقهن .
توقف يحيى لحظات لتدليك تشنج يؤلم رقبته همس لنفسه : " أرشفت الظهيرة " تصبب عرقا وهو يراقب اقتراب الشمس من كبد السماء .
انتصبت قامته القوية فوق أرضه وقد عصب راسه بكوفية سوداء وبيضاء .
بيانات الرواية
تأليف : سوزان أبو الهوى
الترجمة : سامية شنان تميمي
الناشر : دار بلومزبرى- مؤسسة قطر للنشر
عدد الصفحات : 482 صفحة
الحجم : 9 ميجا بايت
تعليقات
إرسال تعليق