الفراشة الزرقاء لــ ربيع جابر


ملاحظة: كتبها ربيع جابر تحت اسم مستعار هو نور خاطر
هناك أولاً جدتي، وهذه الرواية روايتها, وهي جدتي لأمي. ولقد ماتت قبل خمس سنوات. أما سنة ميلادها فلا أعرفها بالضبط، لأنها هي أيضاً لم تكن تعرفها. لكنها على أغلب الظن سنة 1901 أو 1902.
قبل زواجها كانت تدعى زهية ميشال عبود. وبعد الزواج بات اسمها زهية حداد. حين مات جدي تحول اسمها فوراً إلى أرملة سليم حداد. وهذا الاسم الأخير كان جزءاً من شماتة البلدة بها. أما بالنسبة إلي فهي كانت دائماً "جدتي، زهية".

مقتطفات من الرواية



مقدمة
الى رينيه ومروى
هذه الرواية من نسج الخيال وأي شبه بين أشخاصها وأحداثها وأماكنها مع أشخاص حقيقيين وأحداث وأماكن حقيقية هو محض مصادفة ومن الغرائب ومجرد عن أي قصد .
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ولكن بلا قلب الى أين أذهب ؟ " مجنون ليلى "
الفراشة الزرقاء لربيع جابر هناك في البداية حكايات جدتي عن أخيها الصغير وعن جوزف وجورجي بابازواغلي وعن معمل الحرير وصاحبه الفرنساوي بروسبر بورتاليس .
حكايات سكنتني منذ أيام الطفولة لكنها لم تكن كافية كي تصنع رواية فكان علي أن أنتظر وبعد أن كتبت تسع روايات ونشرت ثلاثا منها وبعد أن تركتني " س " ومضيت بعيدا اكتشفت فجأة أنني قد وصلت الى البداية لتوي . سأكتب رواية , قلت .
وقلت انني سأبدأها بجنازة جدتي .
" الجنازة "
كان الثلج يغطي البلدة , مشينا تحت سماء زرقاء صافية بعد المنعطف ظهرت غابة السرو وكلما تقدمنا بانت الطريق المتعرجة التي تخترق الغابة حتى الجانب الآخر حيث المقبرة .
كتفي اليمنى كانت توجعني رفعت يدي الأخرى ومسحت العرق عن جبيني الرجل عن يميني كان يمشي منتصب القامة كأنه لا يحمل شيئا .
شعاع الشمس ينعكس فوق صفحة الثلج ويخترق عيني قشرة الثلج ما تزال قاسية تحت قدمي .
هناك ألم خفيف في حنجرتي – هذا من سعال الليالي الماضية .
حين دخلنا الغابة خفت الضوء فجأة كأن يدا خفية امتدت وأسدلت ستائر هنا قشرة الثلج كانت أقسى أنزلنا التابوت في الحفرة .
الخوري الذي طالما أعطاني حبات الملبس الزرقاء والبيضاء حين كنت صغيرا بدا لي وجهه بينما يفتح الانجيل وينقل نظراته بين تابوت جدتي وبيننا كأنه وجه شخص آخر – شخص لم أره في حياتي من قبل ولا يشبه شخصا رأيته صدفة .
حتى الآن لا أفهم ما الذي حصل لي في تلك اللحظة نظرت حولي فرأيت أنني لا أعرف هذه الوجوه .
أمي كانت هناك وخالاتي الثلاث وأبي أيضا لكن كأني لم أرهم من قبل كأنهم لا أحد كأنهم ليسوا ... ليسوا ماذا ؟
آخر ما أذكره ذلك الصوت – صوت الخوري وهو يحكي كأنه يغني أو يرتل وكنت أدور حول نفسي وأسير مبتعدا .
كانت الخطوات الكثيرة محفورة على الثلج أمامي وخرجت عن الطريق ودخلت بين أشجار الغابة وأخذت أركض كأنني أطير .
وكنت أرتطم بالأغصان فتتساقط فوقي رقع ثلج وكان الضوء يصفو ويزداد قوة وقلت وصلت الى طرف الغابة وكنت أحس قدمي خفيفتين كأنهما جناحان وكان الهواء الذي يصفر قرب أذني ناعما وحين أخذ يقسو بعد وقت طويل بدأ لهاثي يصل الى مسامعي وأحسست بأنفاسي تمزق رئتي فأغمضت عيني وتركت لجسدي أن يهوي الى حيث يريد وكنت أقول انني قد وصلت الى النهاية وأنني سوف أموت .
لم أمت

بيانات الرواية



الاسم : الفراشة الزرقاء
تأليف : ربيع جابر
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 190 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل رواية الفراشة الزرقاء

تعليقات