مجموعة قصص بعضها شيق وبعضها مرعب , تبدأ كُل قصة بعقدة لا تعرف حلها إلى أن تصل إلى نهايتها حينها فقط تستطيع أن تقول " الأن افهم " :)
مقتطفات من الرواية
مايو 2008 :
الكل يلومني .. الكل يعتبرني مزعجا أعطل العمل وأضايق الجميع .. بابا يقول لي :
- " العب في الشرفة يا (علاء) "
ماما تراني فلا تتكلم .. فقط تتسع عيناها متوعدتين بالويل لي .. لماذا ؟ .. ماذا فعلت ؟ .. لا أعرف .. هي لا تعرف لكنها موقنة أني سأفعل شيئا يستأهل هذه النظرة ..
عندما تكون طفلا في الثامنة فإن عالم الكبار يبدو لك سخيفا جدا , و في الوقت نفسه لا يرحب بك بتاتا .. لكن علي أن أكون حذرا .. وفي هذا الجو تتحطم أشياء كثيرة .. وسوف يبحثون عن الطفل ليوبخوه أو يضربوه . عندما يكسر الطفل شيئا فلأنه أحمق .. وعندما يكسر الكبار شيئا فلأن الطفل أحمق .. وضع الشيء في موضع سهل الكسر .. لكني أسمع ما يقولان همسا على باب الغرفة :
- " أنت ترين كم الإنفاق .. هذا البيت يلتهم المال كالبالوعة .. كل ما جمعته من مال السعودية قد تبخر . وماذا تفعلين براتبك ؟ .. لا شيء على الإطلاق .. كلام فارغ .. "
- " والمواصلات ؟ .. هل تدفع فيها مليما ؟ "
- " إذن استقيلي وابقي في البيت .. هذا يوفر ثمن الماكياج وما تبلين من ثياب .. ويوفر على النظرات النهمة التي تأكلك أكلا "
- الرجال عندها نظر أما أنت فلا .. فقط تنفق مالك على هذه البلابيع الزرقاء التي لا تجدي في شيء .. الموتى لا يعودون للحياة "
- " لا أعرف سببا يدفعك للتضحية ما دام المعجبون يلقون بأنفسهم عند قدميك لهذا الحد .. فقط لو كنت امرأة حقيقية لوجدت رجلا حقيقيا .. "
- " رجل حقيقي ؟ .. هأو ! .. تشرفنا .. أين كان الرجل الحقيقي بينما مبيض المحارة يوجه لك السباب فلا تجد ردا .. "
- " ولماذا لم تتزوجي مبيض محارة منذ البداية وتريحيني ؟ .. "
هنا تكتشف ماما أنني على بعد مترين منهما , فترفع سبابتها على شفتيها محذرة أبي من الاستمرار في الكلام .. أقود دراجتي الى الشرفة العريضة التي تغمرها الشمس وأنظر الى الشارع .. هناك زحام سيارات وطلبة مدارس يعاكسون البنات ويشتمون . امرأة عجوز تتسول , وصبية في سني يخدشون طلاء سيارة جديدة , وهناك بائع فاكهة يقود عربته .. محلات أحذية وثياب في كل ركن ..
كيف أترك هذا السيرك بداخل الشقة ؟ .. بالنسبة لي هذا أجمل مشهد في العالم .. عمال بناء وكومة من الرمال وكومة أخرى من الإسمنت .. هناك سقالة يقف عليها رجل ضخم أسمر .. هناك خراطيم وهناك فئوس ..
انتقلنا لهذه الشقة منذ شهر , لكن بابا يقوم بتجديدها ونحن فيها .. يقول إنها كانت في حالة سيئة حقا .. نقيم في غرفة صغيرة وضع بها أبي فراشا ومنضدة صغيرة وثلاجة وتلفزيونا ..
وهو ينوي أن نبقى فيها الى أن ينتهي العمال من
.
بيانات الرواية
الاسم : الآن أفهم
تأليف : أحمد خالد توفيق
الناشر : دار ليلى
عدد الصفحات : 128 صفحة
الحجم : 20 ميجا بايت
تحميل رواية الآن أفهم
مقتطفات من الرواية
الكل يلومني .. الكل يعتبرني مزعجا أعطل العمل وأضايق الجميع .. بابا يقول لي :
- " العب في الشرفة يا (علاء) "
ماما تراني فلا تتكلم .. فقط تتسع عيناها متوعدتين بالويل لي .. لماذا ؟ .. ماذا فعلت ؟ .. لا أعرف .. هي لا تعرف لكنها موقنة أني سأفعل شيئا يستأهل هذه النظرة ..
عندما تكون طفلا في الثامنة فإن عالم الكبار يبدو لك سخيفا جدا , و في الوقت نفسه لا يرحب بك بتاتا .. لكن علي أن أكون حذرا .. وفي هذا الجو تتحطم أشياء كثيرة .. وسوف يبحثون عن الطفل ليوبخوه أو يضربوه . عندما يكسر الطفل شيئا فلأنه أحمق .. وعندما يكسر الكبار شيئا فلأن الطفل أحمق .. وضع الشيء في موضع سهل الكسر .. لكني أسمع ما يقولان همسا على باب الغرفة :
- " أنت ترين كم الإنفاق .. هذا البيت يلتهم المال كالبالوعة .. كل ما جمعته من مال السعودية قد تبخر . وماذا تفعلين براتبك ؟ .. لا شيء على الإطلاق .. كلام فارغ .. "
- " والمواصلات ؟ .. هل تدفع فيها مليما ؟ "
- " إذن استقيلي وابقي في البيت .. هذا يوفر ثمن الماكياج وما تبلين من ثياب .. ويوفر على النظرات النهمة التي تأكلك أكلا "
- الرجال عندها نظر أما أنت فلا .. فقط تنفق مالك على هذه البلابيع الزرقاء التي لا تجدي في شيء .. الموتى لا يعودون للحياة "
- " لا أعرف سببا يدفعك للتضحية ما دام المعجبون يلقون بأنفسهم عند قدميك لهذا الحد .. فقط لو كنت امرأة حقيقية لوجدت رجلا حقيقيا .. "
- " رجل حقيقي ؟ .. هأو ! .. تشرفنا .. أين كان الرجل الحقيقي بينما مبيض المحارة يوجه لك السباب فلا تجد ردا .. "
- " ولماذا لم تتزوجي مبيض محارة منذ البداية وتريحيني ؟ .. "
هنا تكتشف ماما أنني على بعد مترين منهما , فترفع سبابتها على شفتيها محذرة أبي من الاستمرار في الكلام .. أقود دراجتي الى الشرفة العريضة التي تغمرها الشمس وأنظر الى الشارع .. هناك زحام سيارات وطلبة مدارس يعاكسون البنات ويشتمون . امرأة عجوز تتسول , وصبية في سني يخدشون طلاء سيارة جديدة , وهناك بائع فاكهة يقود عربته .. محلات أحذية وثياب في كل ركن ..
كيف أترك هذا السيرك بداخل الشقة ؟ .. بالنسبة لي هذا أجمل مشهد في العالم .. عمال بناء وكومة من الرمال وكومة أخرى من الإسمنت .. هناك سقالة يقف عليها رجل ضخم أسمر .. هناك خراطيم وهناك فئوس ..
انتقلنا لهذه الشقة منذ شهر , لكن بابا يقوم بتجديدها ونحن فيها .. يقول إنها كانت في حالة سيئة حقا .. نقيم في غرفة صغيرة وضع بها أبي فراشا ومنضدة صغيرة وثلاجة وتلفزيونا ..
وهو ينوي أن نبقى فيها الى أن ينتهي العمال من
.
بيانات الرواية
تأليف : أحمد خالد توفيق
الناشر : دار ليلى
عدد الصفحات : 128 صفحة
الحجم : 20 ميجا بايت
تحميل رواية الآن أفهم
تعليقات
إرسال تعليق