المليونير المتشرد لــ فيكاس سواراب



نحن الأن أمام رواية المليونير المتشرد وهى واحدة من أشهر الروايات العالمية ، فقد بيع من هذة الرواية ملايين النسخ كما أنها بقيت لعدة أشهر على لائحة الكتب الأكثر مبيعاً كما أنها تحولت إلى فيلم سينمائى وحصل على 8 جوائز أوسكار وحقق الفيلم إيرادات ضخمة

مقتطفات من الرواية



مقدمة
تم اعتقالي بسبب فوزي في برنامج تلفازي خاص بالمسابقات.أقبلوا الي في ساعة متأخرة من ليلة أمس في وقت رحلت فيه حتى الكلاب الضالة كي تنام .كسروا بابي ,قيدوني ,وأرغموني على السير أمامهم الى سيارة الجيب المنتظرة التي كان ضوؤها الأحمر يومض من دون انقطاع .لم تكن هنالك صيحة مطاردة .ما من نزيل تحرك من كوخه حتى ولو حركة طفيفة .فقط البوم الهرم على شجرة التمر الهندي نعب لدى اعتقالي .الاعتقالات في دهارافي شائعة شأنها شأن النشالين في القطارات المحلية .لا يكاد يمر يوم من دون أن يؤخذ نزيل سيئ الطالع الى مركز الشرطة. ثمة أشخاص وجب على موظفي الأمن أن يجروهم بدنيا وهم يصيحون ويقاومون.وهنالك آخرون يذهبون بهدوء مذعنين طائعين.من كان يتوقع الشرطة ,لا بل من كان ينتظرها حتى . بالنسبة اليهم ,ان وصول سيارة الجيب المليونير المتشرد ذات الضوء الأحمر هو في الواقع فرج.في استعادتي للحادثة ,ربما كان يجب علي أن أقاوم وأصرخ .كان يجد ربي أن أؤكد براءتي ,أن أرفع احتجاجي ,أن أكهرب الجيران.ما كان ذلك ليساعدني قليلا. حتى اذا أفلحت في ايقاذ بعض النزلاء من نومهم ,ما كانو ليرفعو اصبعا دفاعا عني .ربما كانو سيراقبون المشهد بعيون نعسة ,ويدلون بملاحظة مبتذلة من قبيل هذا شخص آخر
10 المليونير المتشرد
يمضي ,يتثاءبون ,ويعودون فورا الى النوم .ان مغادرتي لأضخم حي للفقراء في آسيا ما كان ليشكل فرقا في حياتهم اليومية .سيكون هنالك الطابور نفسه لتعبئة الماء في الصباح ,الكفاح اليومي نفسه لنقله الى محلة سبعة _ثلاثين في الوقت المحدد.ماكانو حتى ليقلقوا أنفسهم في اكتشاف سبب اعتقالي .حتى أنا لم أفكر في السبب ,حين اقتحم رجلا الأمن كوخي .حين تكون حياتك كلها غير شرعية ,حين تعيش على حافة الفقر المدقع في أرض يباب مدينية حيث يجدر بك أن تشق طريقك كي تنال انشا من المكان وأن تقف في طابور حتى لو كان هذا الطابور من أجل الحصول على البراز, الاعتقال يملك صفة الحتمية .أنت محدد بالاعتقاد أنه ذات يوم ستكون هنالك مذكرة دون عليها اسمك وأنه في نهاية المطاف ستأتي من أجلك سيارة جيب ذات ضوء أحمر وامض.
هنالك من يقول انني جنيت على نفسي ,وجلبت هذا لذاتي .من خلال مشاركتي على سبيل الهواية في ذلك البرنامج التلفازي الخاص بالمسابقات. سيهزون اصبعا بوجهي ويذكرونني بما يقوله كبار السن في دهارافي عن عدم عبور خط التقسيم الذي يفصل الأغنياء عن الفقراء .على كل حال ,ماذا تقدم المهنة لنادل مفلس, وجب عليه أن يشارك في المسابقات ؟ الدماغ ليس عضوا نحن مخولون استخدامه .من المفروض أن نستخدم أيدينا وأرجلنا فقط.ليتهم رأوني وأنا أجيب عن تلك الأسئلة .بعد انجازي كان في وسعهم أن ينظروا الي نظرة جديدة .انه لأمر مؤسف أن البرنامج لم يكن قد بث بعد .الا أن كلمة تسربت مفادها أنني فزت بشيئ ما أشبه باليانصيب. حين سمع الندل الآخرون ألأنباء ,قرروا أن يقيموا حفلة كبرى لي في المطعم .أنشدنا الأغاني ,ورقصنا ,وشربنا ختى ساعة
المقدمة11
متأخرة من الليل .لأول مرة لم نتناول طعاما سيئ الطعم بوصفه وجبة عشاء.طلبنا برياني الدجاج وأسياخ الكباب من الفندق ذي الخمس نجوم الواقع في مارين درايف.النادل الخرف قدم الي ابنته كي أتزوجها .حتى مدير الفندق كثير التذمر ابتسم لي ,بتسامح وفي النهاية وهبني أجرتي المتأخرة. لم يدعوني ابن الساقطةعديم القيمة .أو يسميني كلبا مسعورا.الآن يدعوني غودبول بذات العبارات,لا بل بأسوأمنها .أجلس متقاطع السقين في زنزانة بعديها عشر_و_ست أقدام ,ذات باب معدني صدئ ونافذة صغيرة مربعة ذات حاجز من قضبان متصالبة ,ينسكب من خلالها شعاع مغبر من نور الشمس في الغرفة .السجن حار ورطب .الذباب يطن حول البفايا الطرية لثمرة مانغا متفسخة ترقد مهروسة على الأرض الحجرية.صرصور حزين المنظر يتحرك بتثاقل نحو ساقي .بدأت أشعر بالجوع .معدتي تكركر.قالوا لي انهم سيأخذونني الى حجرة الاستجواب بعد وقت قصير , كي يطرحو علي الأسئلة للمرة الثانية منذ اعتقاي .بعد انتظار طويل يقبل شخص ما كي يرافقني .انه ضابط الشرطة غودبول نفسه .لم يكن غودبول هرما جدا ,ربما هو في أواسط العقد الرابع من العمر .رأسه أصلع ووجهه مستدير يهيمن عليه شارب أسبه بمقود دراجة هوائية . يسير بخطوات بطيئة وبطنه المتخم يتدلى فوق سرواله الكاكي."ذباب حقير",يقول مشمئزا ويحاول أن يضرب بعنف واحدة تحوم أمام وجهه . تفلت منه.ضابط الشرطة غودبول ليس في مزاج جيد اليوم .الذباب يضايقه . حرارة الجو تزعجه. غدران العرق تجري على جبينه.يمسحها بكم قميصه .أكثر من أي شي آخر ,هو منزعج من
12 المليونير المتشرد
اسمي ."رام محمد توماس _أي اسم هو ذاك ,مازجا الأديان كلها ؟ ألم تستطع أمك أن تقرر من كان والدك ؟" يقول ضابط الشرطة ,ليس لأول مرة.سمحت للإهانة أن تمر . إنها شيئ تعودت عليه.
خارج حجرة الاستجواب يقف موظفا أمن منتصبين ساكنين,وهي علامة تدل على وجود شخص مهم في الداخل .في الصباح كانا يمضغان البآن ويتبادلان النكات البذيئة .دفعني غودبول بكل ما لكلمة دفع الى داخل الحجرة, حيث يقف رجلان أمام خارطة جدارية تسجل ضمن لائحة العدد الكلي لحوادث الاختطاف والقتل سنويا.ميزت أحدهما .انه الرجل نفسه ,ذو الشعر الطويل الشبيه بشعر امرأة_أو نجم الروك_الذي كان حاضرا في أثناء تسجيل البرنامج التلفازي الخاص بالمسابقات,يرحل التعليمات عبر سماعتي الرأس الى مقدم البرنامج .لا أعرف الرجل الأخر ,الذي كان أبيض البشرة وأصلع تماما.يرتدي بذلة ذات لون بنفسجي وربطة عنق برتقالية ساطعة .فقط الرجل الابيض يستطيع أن لبس بذلة ويضع ربطة عنق في هذا الحرالخانق .يذكرني هذا بالكولونيل تايلور .مروحة السقف تدور بأقصى سرعة ,مع ذلك تبدو الحجرة خالية من الهواء في غياب نافذة .تتصاعد الحرارة من الجدران التي قصر لونها الى الأبيض ,وأعيقت بواسطة السقف الخشبي المنخفض .عارضة طويلة ,رفيعة تشطر الحجرة الى قسمين متساويين .الغرفة خالية الا من طاولة صدئة في الوسط مع ثلاثة كراسي حولها .تتدلى من العارضة الخشبية ظلة مصباح معدنية فوق الطاولة مباشرة.
المقدمة 13
يقدمني غودبول الى الرجل الأبيض كما يقدم مدير الحلبة في السيرك أسده المدلل."سيدي ,هذا رام محمد توماس".الرجل الأبيض يمسح جبينه بمنديل ,وينظر الي كما لو كنت صنفا جديدا من القردة ."هذا إذا فائزنا ذائع الصيت ! لابد لي أن أقول انه يبدو أكبر سنا مما ظننت".أحاول أن أميز لهجته .

بيانات الرواية



الاسم : المليونير المتشرد
تأليف : فيكاس سواراب
الترجمة : على عبد الامير صالح
الناشر : دار العربية لعلوم الناشرين
عدد الصفحات : 382 صفحة
الحجم : 5ميجا بايت

تحميل رواية المليونير المتشرد

تعليقات