أقوى من الموت .. الحب الذى لم تستطع تقديره
مقتطفات من الرواية
مقدمة
أثناء اقامتي في باريس أخبرني خادمي بارفيت بأن هناك سيدة ترغب في مقابلتي لأمر عاجل وخطير .
والواقع أنني قد مللت هذا الأسلوب الذي اعتاد عليه بعض الناس الذين لا يبالون بوقتك وصحتك كما أنني لاحظت أن أغلب هؤلاء يتوافدون طلبا لمعونة مالية قد لا يكونون في حاجة اليها بينما الذين يحتاجونها بالفعل يتعففون عن سؤالها .
على أية حال طلبت من خادمي بارفيت معرفة اسم تلك السيدة فناولته بطاقة تحمل بياناتها وقرأت اسمها على صدر البطاقة وكانت تدعى كاترين يعقوبيان وهو اسم لم أتشرف بمعرفته فضلا عن أن الاسم كان مثيرا لأعصابي لماذا لا أعرف فقد ظننت أنها ربما جاءت كمن سبقتها طلبا لمعونة أو جاءت تبيع لي احدى التحف المشبوهة أو شراء أثاث من منزلي والحقيقة أنني أبديت أسفي لعدم تمكني من مقابلتها وطلبت من خادمي أن يخبرها بذلك على أن تكتب خطابا تخبرني فيه سبب مجيئها وأسرع بارفيت حاملا رسالتي اليها .
وخادمي بحق رجل ذكي لا يمكن لمن كان مقعدا عاجزا مثلي أن يستغني عن خدماته ودوره لهذا كنت واثقا مطمئنا أنه سيقوم بمهمته خير قيام لا شك في ذلك , وسرعان ما احتواني الذهول وتملكتني الدهشة حين عاد على الفور ليخبرني أن السيدة تصر على مقابلتي وأن المسألة غاية في الخطورة تتعلق بمصير أحد أصدقائي القدامى وشعرت في الحال بفضولي يتحرك بقوة ليس لأن المسألة خطيرة والأمر يتعلق بصديق قديم فهذه أسباب مستهلكة وانما بسبب اصرار خادمي وهو ما لم أتعود عليه منه طوال خدمته لي .. وظننت في بداية الأمر أن كاترين قد تكون سيدة شديدة الجمال والفتنة والأنوثة فشعرت بمدى حاجتي الى رؤيتها وأمرته أن يدخلها واذا بي أجد امرأة يخلو وجهها من أي لمسة جمال وتبدو أقرب للدمامة ان لم تكن دميمة وشعرها يتدلى على كتفيها دون تنسيق وثيابها رثة ومظهرها يدعو للشفقة وان بدت قوية صلبة عنيدة لا تلين ولا تتكسر وحين نطقت بلسانها تسمرت مكاني فقد كان صوتها أجش مثيرا للجلبة والضوضاء والازعاج .
ونظرت الى خادمي نظرة قاسية تحمل عتابا أدركه هو على الفور ولكنه تجاهل ذلك قائلا لي :
هذه يا سيدي مدام يعقوبيان تقدمت السيدة ناحيتي في اصرار وشعرت برغبة عارمة في الفرار منها الا أنني شعرت بعجزي في هذا الوقت وهو شعور لم أشعر به من قبل الا في تلك اللحظة .
وفجأة صاحت تقول : سيدي أرجو أن تتفضل وتأتي , كانت لهجتها حادة كأنها أمر لا استجداء .
فقلت لها : عفوا انني .
انك ماذا ... اني سأصحبك الى مستر جابرييل حيث انه في حالة خطيرة وسوف يموت قريبا انه يود رؤيتك ويجب أن ترافقني للذهاب اليه .
كانت السيدة تتحدث الانجليزية بصعوبة شديدة لهذا لم أفهم منها من يكون صاحب هذا الاسم الذي لم أكن قد سمعت عنه من قبل .
وقلت : تقولين ان رجلا يحتضر يريد رؤيتي وأنا أعرفه ؟
نظرت ناحيتي في حدة وقالت : نعم ... رجل تعرفه جيدا .. وهو في حاجة لرؤيتك .
ما هو اسمه بالضبط ؟
انه جابرييل .... جابرييل
فكرت في صاحب الاسم مرة أخرى وعادت تقول :
جون جابرييل
وتذكرت هذا الاسم انه رجل صاحب وجه كئيب دميم وهو يهتز الى الأمام والى الوراء في هدوء , كما تذكرت سنت لو والسيدات المسنات وريو بيرت هذا الشاب الطويل الوسيم وايزابيلا وبالفعل قد تذكرت لقائي الأخير مع جون جابرييل في زاجرار وما حدث وقتذاك ومرت بي لحظات غضب عنيف وضيق واستنكار فقلت في قسوة :
اذن فهو يلهث أنفاسه الأخيرة حقا ! أوه ... ما أروع ذلك انني سعيد لسماع هذا الخبر ... عفوا يا .
بيانات الرواية
الاسم : أقوى من الموت
تأليف : أجاثا كريستى
الناشر : دار الحياة
عدد الصفحات : صفحة
الحجم : ميجا بايت
شراء النسخة الورقية من الكتاب : من هــــنــــا
تحميل رواية أقوى من الموت
مقتطفات من الرواية
مقدمة
أثناء اقامتي في باريس أخبرني خادمي بارفيت بأن هناك سيدة ترغب في مقابلتي لأمر عاجل وخطير .
والواقع أنني قد مللت هذا الأسلوب الذي اعتاد عليه بعض الناس الذين لا يبالون بوقتك وصحتك كما أنني لاحظت أن أغلب هؤلاء يتوافدون طلبا لمعونة مالية قد لا يكونون في حاجة اليها بينما الذين يحتاجونها بالفعل يتعففون عن سؤالها .

ونظرت الى خادمي نظرة قاسية تحمل عتابا أدركه هو على الفور ولكنه تجاهل ذلك قائلا لي :
هذه يا سيدي مدام يعقوبيان تقدمت السيدة ناحيتي في اصرار وشعرت برغبة عارمة في الفرار منها الا أنني شعرت بعجزي في هذا الوقت وهو شعور لم أشعر به من قبل الا في تلك اللحظة .
وفجأة صاحت تقول : سيدي أرجو أن تتفضل وتأتي , كانت لهجتها حادة كأنها أمر لا استجداء .
فقلت لها : عفوا انني .
انك ماذا ... اني سأصحبك الى مستر جابرييل حيث انه في حالة خطيرة وسوف يموت قريبا انه يود رؤيتك ويجب أن ترافقني للذهاب اليه .
كانت السيدة تتحدث الانجليزية بصعوبة شديدة لهذا لم أفهم منها من يكون صاحب هذا الاسم الذي لم أكن قد سمعت عنه من قبل .
وقلت : تقولين ان رجلا يحتضر يريد رؤيتي وأنا أعرفه ؟
نظرت ناحيتي في حدة وقالت : نعم ... رجل تعرفه جيدا .. وهو في حاجة لرؤيتك .
ما هو اسمه بالضبط ؟
انه جابرييل .... جابرييل
فكرت في صاحب الاسم مرة أخرى وعادت تقول :
جون جابرييل
وتذكرت هذا الاسم انه رجل صاحب وجه كئيب دميم وهو يهتز الى الأمام والى الوراء في هدوء , كما تذكرت سنت لو والسيدات المسنات وريو بيرت هذا الشاب الطويل الوسيم وايزابيلا وبالفعل قد تذكرت لقائي الأخير مع جون جابرييل في زاجرار وما حدث وقتذاك ومرت بي لحظات غضب عنيف وضيق واستنكار فقلت في قسوة :
اذن فهو يلهث أنفاسه الأخيرة حقا ! أوه ... ما أروع ذلك انني سعيد لسماع هذا الخبر ... عفوا يا .
الاسم : أقوى من الموت
تأليف : أجاثا كريستى
الناشر : دار الحياة
عدد الصفحات : صفحة
الحجم : ميجا بايت
شراء النسخة الورقية من الكتاب : من هــــنــــا
تحميل رواية أقوى من الموت
تعليقات
إرسال تعليق