الحادث لــ أجاثا كيستى

احد روائع الكاتبة أجاثا كيستى
مقتطفات من الرواية
مقدمة
كان الظلام دامسا والضباب من الكثافة بحيث تعذر على كشافات السيارة أن تبدده الى الحد الذي يسمح لقائدها أن يتبين طريقه بينما كان التفير الآلي يرسل عويله المحزن في هدأة الليل ليحذر صيادي السمك في خليج بريستول من الخروج الى البحر .
ورأى قائد السيارة نورا خافتا ينبعث من منزل على حافة الطريق فأوقف سيارته وأطفأ مصابيحها وهبط منها .
ولكنه ما كاد يغلق باب السيارة وينظر الى البيت مرة أخرى حتى وجد أن ذلك النور الباهت الذي كان بالنسبة له كالنجم المتلألئ الذي يهتدي به الملاح وسط الأمواج المتلاطمة قد انطفأ فجأة ..


واورثه انطفاء هذا البصيص من النور احساسا مزعجا بالوحشة والضياع .
الحادث لــ أجاثا كيستى ولكنه تذكر أن في جيبه مصباحا كهربائيا صغيرا كان قد أعده للاستعانة به عند الضرورة اذا ضل طريقه في شوارع المدينة الصغيرة وطرقاتها الملتوية المظلمة .
أخرج المصباح من جيبه وأضاءه وراح يلتمس طريقه حتى وصل الى باب الحديقة .. فدفعه بيده ففتح ...
وكانت عيناه قد الفتا الظلام ولكنهما عجزتا عن اختراق استار الضباب !
فكف عن السير وصاح بأعلى صوته :
أما من أحد هنا ؟
وأرهف أذنيه وانتظر ولكنه لم يسمع سوى ذلك العويل المحزن !
ولم يصده السكون والظلام عن غرضه فشق طريقه وسط الحديقة مستعينا بمصباحه ..
وانتهى أخيرا الى الباب الزجاجي الذي خيل أن النور كان ينبعث منه منذ لحظات وأطل منه ولكنه لم يتبين شيئا فقد كان الزجاج مغبشا من الداخل ...
طرق الباب بلطف أولا ...
ثم بشدة !
ثم أمسك بالمقبض وحركه ولشد ما كانت دهشته حين تحرك المقبض وفتح الباب .
قال دون أن يتخطى العتبة :
أما من أحد هنا ؟
ولما لم يسمع جوابا حرك المصباح في ديه ليتبين طريقه فسقط نور المصباح على شاب في مقتبل العمر يجلس على مقعد متحرك ووجهه نحو النافذة فهتف قائلا :
معذرة .. لقد ضللت طريقي في هذا الضباب اللعين وسقطت سياترتي في حفرة ,, ولا أعلم أين أنا الآن !
آه ..أنا آسف . لقد تركت الباب مفتوحا .
واستدار وأغلق الباب وأسدل الستار دون أن يكف عن الكلام :
يخيل الي أنني انحرفت عن طريق السيارات في مكان ما , وهأنذا ألف وأدور بالأزقة والطرقات منذ ساعة دون أن أهتدي الى سبيل .
ثم تحول الى الشاب على المقعد المتحرك وقال : هل أنت نائم ؟
وسلط ضوء المصباح على وجه الشاب .
وهت حين لاحظ أن الشاب لا يتحرك ؟
انحنى فوقه وهز كتفه ليوقظه .. ولكن جسد الشاب مال الى الأمام وظل مائلا ...
بيانات الرواية


الاسم : الحادث
تأليف : أجاثا كيستى
عدد الصفحات : 72 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل رواية الحادث

تعليقات