بلقيس ملكة اليمن ج1 لـ اميل حبشي الاشقر


مقتطفات من الرواية

دول اليمن في التاريخ العربي
لم يجد المؤرخون طريقا اصعب مسلكا و أكثر خطرا من الطريق الذي يؤدى إلى العصور الأولى في اليمن .
أن التاريخ العربي قبل الإسلام وعر المسالك في مجموعه كما قرات غير انك تجده سهل المنال عندما تتصدى فيه للتاريخ اليمني الذي يرافقه الغموض و الابهام و يسود الغلو معظم حوادثه و اخباره .
 بلقيس ملكة اليمن 1 هنالك المؤرخون الذين كتبوه يعترفون بالتعب الذي به عندما تغللوا فيه . بل يعترفون بذلك الغلو الوارد في حكاياته حتى أن ابن خلدون و هو من اصحاب الفضل على امته لم يتردد في القول :
في انساب التبابعة تخلط و اختلاط .
و قد صدق في هذا فالتخليط و الاختلاط يكاد يلمسهما العاقل بيديه . و لولا الاثار الخالدة التي هي دعامة التاريخ و ركنيه لما قام بعض اقوال المؤرخين وزن . و لما امن العقلاء بالاعمال الجبارة التي اتاها الإنسان .
اجل ، أن في كلمة واحدة تقراها محفورة على حجر ايمانا بتاريخ لا يتزعزع و حجة ثابتة لا يذكر معها انشاء المؤرخين و بيانهم الخلاب .
و لولا هذه الاثار التي عبثت بالزمان لكان التاريخ اليمني قصة نصفها صحيح و النصف الآخر كاذب لما فيه من خرافة و ضعف .
يقول قائل : كان في اليمن ملك يدعى القليص مثلا و يقول آخر : أن القليص لم يكن من أولئك الملوك فتقف بين القولين مضطربا في ايمانك ضعيفا في عقيدتك حتى يعثر احدهم على تمثال حجري للقليص أو على كلمة حفرت في الصخر تدلك على وجوده فيضمحل الاضطراب و الضعف من صدرك و يزول الريب الذي علق في الذهن .
لاجل هذا و لكي تقرأ جميع اقوال المؤرخين التي تتناول القطر اليمني نورد لك في تمهيدنا هذا قبل أن تقرأ الرواية اراء العرب و اليونان و الفرنج المستشرقين و نبسط أمامك الاثار التي لا تكذب لتزول الاوهام و الخرافات العالقة في بعض الصدور .
عندما نزل بنو قحطان بلاد اليمن كما قرأت في الجزء الأول من حسناء الحجاز كان فيها بقية من العرب العاربة أولئك الذين نزحوا من بابل و هم قوم عاد .
و كانت هذه البقية صاحبة السلطان في اليمن و سيدة الموقف .
غير أنها كانت قد استسلمت إلى الترف مثل جميع الدول التي تبطرها النعمة و العز و استخفت بجميع الأسباب التي تحفظ العرش .
و بنو قحطان كثار ملأو مدن ذلك القطر و قراه و انتشروا في جبله و سهله يضعون على مهل من وارء الستار الحجر الأول من الملك الذي يفكرون فيه دون أن يرتفع لهم في ذلك صوت و دون أن يباح سر حتى زاد عددهم و وفرت عدتهم فوثبوا إلى العرش فنحوا اصحابه عنه و استولوا بعدهم على الملك ...
ثم ما ليثوا حتى ابادوا عدوهم و انشأوا دولتهم و ذهب في ذلك صيت و ذكر .

بيانات الرواية




الاسم : بلقيس ملكة اليمن ج1
المؤلف : اميل حبشي الاشقر
الناشر : دار الاندلس
عدد الصفحات : 404
الحجم : 7 ميجا
تحميل رواية بلقيس ملكة اليمن ج1

 


تعليقات