الدون الهادئ ج4 لـ ميخائيل شولوخوف

تعتبر رواية الدون الهادئ رائعة من روائع الأدب العالمي، حيث تمتزج أحداثها التي تجعل من طياتها أخبار نضال وثورة ومعارك بمسحة إنسانية تضفي عليها كثيراً من الدرامية الروائية

مفتطفات من الرواية

الجزء السابع
عمل تمرد قوزاق الدون الأعلى , بعد أن اضطر الحمر الى سحب قوات كبيرة من الجبهة الجنوبية , على تمكين " جيش الدون " من اعادة تجميع قواته المتاخمة في نوفوتشير كاسك دون عائق , وتحشيد قوة ضاربة تتألف من أكثر كتائبه خبرة وائتمانا " وعلى الأخص قوزاق الدون الأسفل والكالميكيين " في منطقتي كامنسكايا وأوست – بيلوكاليتفسكايا .
وكانت مهمة هذه القوة الضاربة الانضمام في اللحظة المناسبة الى وحدات الجنرال فتشالوروف ومن ثم انزال ضربة قاصمة بالفرقة الثانية عشرة التابعة للجيش الأحمر الثامن , ثم تطويق جناح فرقتيه الأورالية والثالثة عشرة ثم القيام بعملية اختراق في اتجاه الشمال للانضمام الى القوزاق المتمردين .
الدون الهادئ (4) وكانت خطة تحشيد القوة الضاربة قد صممها قبل ذلك بوقت طويل الجنرال دنيسوف ورئيس هيئة أركانه الجنرال بولياكوف أيام كانا في قيادة " جيش الدون " ولم يكد شهر أيار ينصرم حتى كانت الخطة قد وضعت موضع التنفيذ بصورة تكاد تكون تامة , فقد نقل الى كامنسكايا حوالي 16000 من حملة الحراب والسيوف مع 36 مدفع ميدان و140 مدفعا رشاشا .
وكانت وحدات الخيالة الأخيرة والأفواج الممتازة لما يدعى ب " الجيش الفتى " الذي شكل في صبف 1918 ممن هم في سن الخدمة العسكرية من القوزاق في طريقها الى مواقع التحشد .
وفي غضون ذلك , ظل المتمردون وقد حوصروا من جميع الجهات يصدون عنهم هجمات قوات الحمر الرادعة .
ففي الجنوب وعلى الضفة اليسرى للنهر ظلت فرقتان من المتمردين صامدتين في خنادقهما دون أن تدعا العدو يعبر النهر على الرغم من أن بطاريات لا حصر لها تابعة للجيش الأحمر كانت تصب عليهم من مواقعها على امتدار الجبهة نار مدافعها بسيل طاغ يكاد لا ينقطع .
أما الفرق الثلاث الأخرى فقد كانت تدافع عن منطقة التمرد في الغرب والشمال والشرق , وهي تتكبد خسائر فادحة وعلى الأخص في القطاع الشمالي – الشرقي لكن دون أن تبدي أية بادرة للتقهقر , بل ظلت صامدة لا تلين على طول حدود اقليم الخوبر , أما سرية قوزاق تتارسكي التي كانت تدافع عن ضفة النهر المقابلة لقريتها فقد أتت عملا أثار شيئا من الفزع فر قوات الحمر , فقد حدث أن قام القوزاق بعد أن تملكهم الملل من حالة الكسل المفروضة عليهم بالعبور بهدورء الى الضفة اليمنى للدون في جنيبات , متسترين بظلام الليل وفاجأوا نقطة أمامية حمراء بالهجوم عليها فأجهزوا على أربعة من رجالها واستولوا على مدفع رشاش وفي اليوم التالي استقدم الحمر بطارية من جنوبي فيشنسكايا فصبت نارا حامية على خنادق القوزاق وما أن شرع المنثار يتفجر خلل الأشجار حتى تركت السرية خنادقها وارتدت من جانب النهر الى قلب الغابة , وبعد ذلك بيوم سحبت البطارية من موقعها فأعاد قوزاق تتارسكي احتلال مواقعهم وكانت السرية قد تكبدت بعض الخسائر جراء نيران المدافع فقد قتل بشظايا المنثار يافعان تابعان لتعزيزات شكلت مؤخرا وجرح مراسل آمر السرية وكان قد قام في اليوم السابق من فيشنسكايا .
ثم تبع ذلك فترة هدوء نسبي وعادت الحياة في الخنادق تأخذ مجراها الاعتيادي وكانت زوجات القوزاق يترددن كثيرا على رجالهن فيجلبن في الليل معهن الخبز والفودكا المنزلية .
 

بيانات الرواية


الأسم: الدون الهادئ ج4
المؤلف: ميخائيل شولوخوف
الناشر: دار المدى
عدد الصفحات: 514
الحجم:  7 ميغا بايت
تحميل رواية الدون الهادئ ج4









تعليقات