عصابة الوردة الدامية لـ مؤنس الرزاز

من وحي عالم الساسة وأقدار أصحابها تأتي أحداث رواية مؤنس الرزاز “عصابة الوردة الدامية” والتي تختلط فيها الأوراق وتتشابك الأسماء والصور، ويشتم من خلال أحداثها روائح الخيانة.. خيانة الأشخاص.. وخيانة المبادئ.

مقتطفات من الرواية

هيام

قال ابي إننا – انا و معتصم – نتصرف احيانا كالأطفال الاشقياء . و أننا أحيانا نتصرف كمراهقين طائشين و أحيانا كراشدين ناضجين بل و حكيمين ايضا و ان هذه الظاهرة تحيره .
قال عمي إننا غريبان تارة يفقد معتصم ذاكرته و يتضخم خياله ، و تارة اخرى تتعملق ذاكره و تنفتح على حساب عقله . قال :
- يصبح قليل عقل .. كثير خيال .
قال معتصم من وراء السور الذي يفصل بين بيتينا انه يحن إلى ايام لعب كرة القدم في الحارة . سألني اذا كنت اتذكر . و مرت هبة هواء طرية شممتها و لكنني لم ارها . قلت :
عصابة الوردة الدامية - و ما الذي يمنعنا من اللعب الان ؟
طار معتصم من الفرح ، دخل بيته ، غاب و هو يحمل حذاء كبيرا قديما . قال انه لا توجد لديه كرة قدم و ان هذا الحذاء يشبه كرة القدم . ثم خرجنا إلى الشارع وضعت حجرين في أوله ، حجر قرب الرصيف الايمن ، و حجر قرب الرصيف الايسر .
قلت إن هذا هو مرماي . فاقتدى بي و اعد مرماه ، و بدأنا نلعب ، نركل الحذاء القديم ، حذاء ابيه الضخم ، و انضم الينا أولاد الحارة و طارت عقولنا فرحا .
والدي زعق في وجهينا ، قال اننا فضيحة . قال وقد ومض شعاع الغضب في عينيه :
- ألا تستحي على طولك يا معتصم ؟ هل رأيت في حياتك رجلا يبلغ سن الرشد يسد الطريق العام امام السيارات ليلعب بحذاء ؟ أرحمنا يا معتصم فضحتنا انت و هيام في الحارة صرنا اضحوكة الناس .
عاصي الذي لا يضحك وجهه للرغيف السخن ، عاصي الذي لا يبتسم منذ قتل زوجته قال ان والدي معقد قال ان كل الكبار يحسبون حساب رأي الناس و ما سيقوله الناس و انتما متحرران من هذه العقد في أوروبا تركب العجائز دراجات هوائية ، في أوروبا الناس غير معقدين .
ضربت قدمي في الارض ، امتعضت من قول إن والدي معقد ، والدي يبقى والدي ، انا لا احب ان يصفه احد بأنه معقد . خصوصا الذين يقتلون زوجاتهم . فالذي بيته من زجاج ينبغي ان لا يرمي الناس بالحجارة . قلت إنه تجاوز الخط الاحمر حين قال ان ابي معقد ، و انني لن اسمح له بتجاوز الخط الاحمر .
لكن امثال عاصي لا يبصرون الخطوط الحمراء . ماذا اتوقع من رجل يلعب دور الميت ؟ اصلا ، اتخذ قرار وضع حد لحياته معنويا حتى يتجاوز كل الخطوط الحمراء دون ان يحسب حسابا لأحد لا لكبير و لا لصغير و لو لم يكن مجنونا لما اتخذ قرارا بالموت فالذي يقرر وضع حد لحياته ينتحر ، اما عاصي فقال ماذا ؟ قال انه قرر انه ميت ، بل و حدد يوم وفاته و ساعتها . أعتقد اذا لم تخني الذاكرة ان سنة كاملة مرت على موته .

بيانات الرواية




الاسم : عصابة الوردة الدامية
المؤلف : مؤنس الرزاز
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات و النشر
عدد الصفحات : 198
الحجم : 2.8 ميجا
تحميل رواية الوردة الدامية

 



تعليقات