" لخضر " هذا الشاب المغربي المجهول التاريخ ، المتوسط المنهج ، المتعطش للحرية في هذا المجتمع المتشدد ، تعلم " لخضر " في صباة في المدرسة بعض اللغات منها الأسبانية ، وحرص على الفرنسية حتى أصبح قارئاً نهماً للروايات البوليسية ، في انتظار سن النضوج كان ينظر دائماً إلى نهدي قريبته مريم .
مقتطفات من الرواية
مضائق
الرجال كلاب يتمسحون في البؤس ويتمرغون في القذارة دون سبيل للتخلص منها , يلعقون وبرهم وعضوهم طيلة النهار متمددون في العفر متأهبون للقيام بأي شيء للحصول على ما يرمى لهم , سواء قطعة لحم رديء أم عظمة متعفنة وأنا مثلهم كائن بشري حطام فاسد اذا عبد غرائزي كلب أنا كلب يعض عند الخوف ويستجدي المداعبات , أرى بوضوح طفولتي حياة الجرو الذي كنته في طنجة وتسكعاتي كلبا شابا , وأسمع نحيبي كلبا مضروبا .
أدرك لهثي للاناث ذاك اللهث الذي ظننته الحب وأدرك حقيقة معنى غياب السيد , ذاك الغياب الذي يجعلنا نتسكع جميعا باحثين عنه في الظلام ونحن نشم واحدنا الآخر , هائمين على وجوهنا دون
هدف , في طنجة كنت أمشي خمسة كيلومترات مرتين في اليوم لأرى البحر والمرفأ والمضيق والآن لا أزال أمشي كثيرا وأقرأ أيضا وبوتيرة متزايدة تلك طريقة ممتعة في التحايل على الضجر والموت والتحايل على الفكر نفسه بالهائه وابعاده عن الحقيقة , الحقيقة الوحيدة وهي هذه بالذات : نحن حيوانات وضعت في أقفاص تعيش لأجل المتعة في الظلام لم أعد ثانية الى طنجة ومع ذلك صادفت أشخاصا كانوا يحملون بالذهاب اليها للسياحة واستئجار دارة جميلة مطلة على البحر واحتساء الشاي في مقهى الحافة وتدخين سجائر الكيف ومضاجعة أهل البلد , الذكور منهم في أغلب الأحيان لكن ليس حصرا فمنهم من يأملون مضاجعة أميرات ألف ليلة وليلة . صدقوني ما أكثر هؤلاء الذين طلبوا مني تأمين اقامة وجيزة مريحة في طنجة مرفقة بحشيشة الكيف وبعض البلديين .
ولو عرفوا أن العورة الوحيدة التي تفرست فيها قبل بلوغي الثامنة عشرة كانت فرج قريبتي مريم لأغمي عليهم من شدة الذهول أو لما صدقوني , لأن طنجة مرتبطة لديهم بالشهوة والرغبة باباحة لم تكن في متناولنا قط لكنها تقدم للسائح لقاء نقود توضع في صرة البؤس .
أما حينا فلم يكن يأتي اليه أي سائح لم يكن المبنى الذي ترعرعت فيه غنيا ولا فقيرا على غرار عائلتي .
كان والدي رجلا تقيا , صالحا حسبما يقال رجلا شريفا لا يسيء معاملة زوجته ولا أولاده ما خلا بعض ركلات على المؤخرة من وقت لآخر , لكنها غير مؤلمة فعلا .
كان رجل كتاب واحد الكتاب الكريم , القرآن هذا كل ما كان يحتاج اليه ليعرف ماذا ينبغي له أن يفعل في هذه الحياة وما ينتظره في الآخرة : تأدية الصلاة خمس مرات في اليوم والصوم وايتاء الزكاة كان حلمه الوحيد الحج الى مكة وأن يدعى الحاج , الحاج محسن كان هذا طموحه الوحيد
كان سيانا عنده أن يتحول دكان السمانة الذي يملكه الى متجر كبير بفضل العمل , وسيان عنده أن يكسب ملايين الدراهم كان يحب القرآن والحج وهذا كل شيء كانت أمي تجله وتنصاع له بطاعة شبه بنوية مصحوبة بتبعية خاضعة .
وكبرت هكذا في كنف سور القرآن والاخلاق ومغازي النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأزمنة العرب المجيدة , ترددت الى مدرسة متوسطة المستوى وتعلمت فيها القليل من الفرنسية والاسبانية , كل يوم كنت أنزل بمعية بسام صاحبي الى المرفأ في القسم السفلي من المدينة والى السوق الكبير نسترق النظر الى الفتيات .
الأسم: شارع اللصوص
المؤلف: ماتياس اينار
الناشر: منشورات الجمل
عدد الصفحات: 336
الحجم: 5 ميغا بايت
تحميل رواية شارع اللصوص
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
مضائق
الرجال كلاب يتمسحون في البؤس ويتمرغون في القذارة دون سبيل للتخلص منها , يلعقون وبرهم وعضوهم طيلة النهار متمددون في العفر متأهبون للقيام بأي شيء للحصول على ما يرمى لهم , سواء قطعة لحم رديء أم عظمة متعفنة وأنا مثلهم كائن بشري حطام فاسد اذا عبد غرائزي كلب أنا كلب يعض عند الخوف ويستجدي المداعبات , أرى بوضوح طفولتي حياة الجرو الذي كنته في طنجة وتسكعاتي كلبا شابا , وأسمع نحيبي كلبا مضروبا .
أدرك لهثي للاناث ذاك اللهث الذي ظننته الحب وأدرك حقيقة معنى غياب السيد , ذاك الغياب الذي يجعلنا نتسكع جميعا باحثين عنه في الظلام ونحن نشم واحدنا الآخر , هائمين على وجوهنا دون

ولو عرفوا أن العورة الوحيدة التي تفرست فيها قبل بلوغي الثامنة عشرة كانت فرج قريبتي مريم لأغمي عليهم من شدة الذهول أو لما صدقوني , لأن طنجة مرتبطة لديهم بالشهوة والرغبة باباحة لم تكن في متناولنا قط لكنها تقدم للسائح لقاء نقود توضع في صرة البؤس .
أما حينا فلم يكن يأتي اليه أي سائح لم يكن المبنى الذي ترعرعت فيه غنيا ولا فقيرا على غرار عائلتي .
كان والدي رجلا تقيا , صالحا حسبما يقال رجلا شريفا لا يسيء معاملة زوجته ولا أولاده ما خلا بعض ركلات على المؤخرة من وقت لآخر , لكنها غير مؤلمة فعلا .
كان رجل كتاب واحد الكتاب الكريم , القرآن هذا كل ما كان يحتاج اليه ليعرف ماذا ينبغي له أن يفعل في هذه الحياة وما ينتظره في الآخرة : تأدية الصلاة خمس مرات في اليوم والصوم وايتاء الزكاة كان حلمه الوحيد الحج الى مكة وأن يدعى الحاج , الحاج محسن كان هذا طموحه الوحيد
كان سيانا عنده أن يتحول دكان السمانة الذي يملكه الى متجر كبير بفضل العمل , وسيان عنده أن يكسب ملايين الدراهم كان يحب القرآن والحج وهذا كل شيء كانت أمي تجله وتنصاع له بطاعة شبه بنوية مصحوبة بتبعية خاضعة .
وكبرت هكذا في كنف سور القرآن والاخلاق ومغازي النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأزمنة العرب المجيدة , ترددت الى مدرسة متوسطة المستوى وتعلمت فيها القليل من الفرنسية والاسبانية , كل يوم كنت أنزل بمعية بسام صاحبي الى المرفأ في القسم السفلي من المدينة والى السوق الكبير نسترق النظر الى الفتيات .
بيانات الرواية
الأسم: شارع اللصوص
المؤلف: ماتياس اينار
الناشر: منشورات الجمل
عدد الصفحات: 336
الحجم: 5 ميغا بايت
تحميل رواية شارع اللصوص
روابط تحميل رواية شارع اللصوص
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق