بزوغ الفجر لـ ستيفاني ماير

قلت لنفسي : لا أحد ينظر إليك! لا أحد ينظر إليك. لا أحد ينظر إليك. لكني ما كنت أستطيع أن أكذب بشكل مقنع... حتى على نفسي... كان علي أن أتحقق من الأمر.
جلست أنتظر إشارة المرور الخضراء واتسرقت النظر بيميني... كانت السيدة ويبر في شاحنتها الصغيرة مستديرة صوبي بجسدها كله فأدرت رأسي متسائلة عن السبب الذي جعلها لا تحوّل نظرتها عني ولا يظهر عليها الخجل.

مقتطفات من الرواية

مخطوبة


قلت لنفسي : لا احد ينظر اليك ! لا احد ينظر اليك . لا احد ينظر اليك .
لكني ما كنت استطيع أن اكذب بشكل مقنع .. حتى على نفسي .. كان علي أن اتحقق من الامر .
جلست انتظر اشارة المرور الخضراء و استرقيت النظر إلى يميني ... كانت السيدة ويبر في شاحنتها الصغيرة مستديرة صوبي بجسدها كله فأدرت رأسي متسائلة عن السبب الذي جعلها لا تحول نظرتها عني و لا يظهر عليها الخجل . مازال من المعيب أن تحدق في الناس بهذا الشكل ، اليس كذلك ؟ الم يعد ينطبق هذا علي ؟
بزوغ الفجر عند ذلك تذكرت نوافذ سيارتي معتمة كثيرا و أن السيدة ويبر لا فكرة لديها على الارجح عن وجودي هنا و لا عن انني رأيتها تنظر صوبي . حاولت أن اشعر بالراحة لعلمي انها لم تكن تحدق في اتجاهي في الحقيقة بل في اتجاه السيارة فقط .
سيارتي انا !! يا للحسرة .
القيت نظرة إلى اليسار . تجمد اثنان من المارة على حافة الرصيف اذ فاتتهما فرصة عبور الشارع فيما كانا يحدقان . و من خلفهما رأيت السيد مارشال ينظر نظرة بلهاء عبر زجاج واجهة محله الصغير لبيع التذكارات .
على الاقل لم يكن يضغط بأنفه على الزجاج ... حتى الان !
صارت الاشارة خضراء و لشدة استعجالي الفرار ضغطت على دواسة الوقود من غير تفكير ... كما كنت اضغط عادة على الدواسة حتى اجعل شاحنتي العتيقة تتحرك .
زمجر المحرك مثل فهد يهم بالهجوم و قفزت السيارة إلى الامام بسرعة شديدة جعلت جسمي يرتمي مصطدما بالمقعد الجلدي الاسود ... سرعة جعلت معدي تلتصق بظهري .
صحت (( اوه )) ... و راحت قدمي تبحث عن الفرامل . تمالكت نفسي و ضغطت على الدواسة فتوقفت السيارة فورا .
لم استطع النظر من حولي لأرى ردود الافعال . إن كان الناس يظنون أن من يقود السيارة هذه الان هو نفسه من كان يقودها سابقا فقد تبين لهم اذن انهم مخطئون . نقرت بطرف حذائي على دواسة الوقود مسافة نصف ميليمتر فقط فانطلقت السيارة من جديد .
افلحت اخيرا في الوصول إلى هدفي ، إلى محطة الوقود لو لم ينفذ الوقود من السيارة لما دخلت البلدة ابدا . صرت استغني عن اشياء كثيرة هذه الايام كالحلوى و رباطات الاحذية حتى اتجنب قضاء الوقت امام الناس .
اسرعت كما لو انني في سباق ففتحت خزان الوقود و ادخلت البطاقة في الالة و وضعت فوهة الخرطوم في الخزان في ثوان قليلة . لكني ما كنت استطيع أن افعل شيئا حتى ازيد سرعة الارقام التي تسجل الكمية على الالة . راحت الارقام تتحرك ببطء و تكاسل ... (( هل تتعمد مضايقتي . ؟ ))
لم يكن الجو صحوا .. كان يوما عاديا من ايام المطر الخفيف في فوركس ... لكني مازلت اشعر كما لو أن ضوءا مسلطا علي يجتذب الانظار إلى ذلك الخاتم الرفيع في يدي اليسرى . عندما اشعر بالعيون من خلفي في أوقات كهذه احس أن خاتمي ينبض مثل اعلان من اعلانات النيون : انظروا الي ... انظروا الي !

بيانات الرواية




الاسم : بزوغ الفجر
المؤلف : ستيفاني ماير
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 365
الحجم : 20 ميجا
تحميل رواية بزوغ الفجر

 

تعليقات