أستاذة اليأس لـ نانسي هيوستن

تتقصى هيوستن في هذا الكتاب تطّور النزعة العدمية في الأدب الأوروبي الحديث، منذ القرن التاسع عشر حتّى الكتابات المعاصرة. ولا تكتفي المؤلّفة بتفحص الأساس الفكري الذي يستند إليه كتّاب العدميّة الغربيّون، واستخلاص العناصر البيوغرافية والفلسفية والأسلوبيّة التي تجمع بينهم،

مقتطفات من الرواية

نحن لا نقول في الكنيسة (( الربة سوزي )) . انها غير موجودة و حتى لو وجدت من سيعبدها ؟

توماس بيرنهارد
بدأ الامر على نحو غير متوقع : كانت ابنتي ذات العشرين ربيعا تمضي سنة دراسية في فينا فشرعت في قراءة الادب النمساوي كي اكون قريبة منها ذهنيا . كنت اتجنب منذ زمن بعيد و دون ان اعرف السبب القامة العملاقة الحديثة في هذا الادب ، الكاتب توماس بيرنهارد . ربما كان شعورا مسبقا . اتذكر حديثا دار بيني و بين الكاتب البلجيكي هنري بوشو تبادلنا فيه الاعتراف بتحفظنا المشترك على أساتذة اليأس قراءة بيرنهارد و ذلك خشية الا نحبه فنضطر الى ان نجد انفسنا في خلاف مع اناس مقربين منا يعدونه (( عبقريا )) ...
استعرت بعض كتب بيرنهارد من مكتبة الحي : مسرحيات ، روايات ، قصصا ، و (( روايات سيرة ذاتية )) فاكتشفت بقرائتها ان حدسي كان مصيبا : لم احب هذا الكاتب حقا لكنه اثار حيرتي بطاقته و لنقل بإلحاحه في القول و في التكرار و الانتقاد و اصدار احكام و اراء قاطعة و مستفزة في كثير من الاحيان و بذلك الفرح الخبيث الذي يبديه في البصق على الجوائز الادبية ( فيما هو يقبلها ) و على من كانوا يمنحونها له . كنت اشعر نحو الكاتب دون ان تغويني مؤلفاته بافتتان متنام و لذا جددت بطاقة اشتراكي في المكتبة الوطنية الفرنسية و استعرت خلال الاسابيع اللاحقة مؤلفات توماس بيرنهارد كلها و جميع المؤلفات التي كتبت عنه تقريبا مما عثرت عليه باللغة الفرنسية . سأكذبكم القول إن قلت انني قرأت كل كلمة من ذلك التل من الكتب لكنني قرأت الكثير منها تحدوني رغبة كبيرة في الفهم . كيف امكن لذلك الكاتب الذي وجدته منفرا الى ابعد حد – و على وجه الخصوص مملا اشد الملل – ان يكون احد اكثر كتاب القارة الاوروبية تقديرا و ان يعد اعظم كاتب نمساوي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ؟
و ذات يوم وقعت في كتاب ضم حوارات لبيرنهارد مع الصحافية كريستا فليشمان على نقد لاذع معاد للمرأة و انا احب مثل هذه العبارات اللاذعة حين تكون محكمة و بارعة فهي تمتعني و تدفعني الى التفكير ( قد يثير دهشتنا ، لنقل ذلك على نحو عابر ، ان النساء لم يكتبن الا القليل جدا من الخطابات المعادية للرجال ... بينما قد يكون هنالك ما يمكن كتابته ، يعلم الله ان هنالك ما يمكن كتابته ! ) – باختصار كانت عبارة بيرنهارد محكمة و طريفة فقد كان المؤلف في احسن حال في يومه ذاك اذ مارس اختصاصه الذي هو المبالغة مناكفا الصحافية التي بدا انه يستلطفها و يجدها جميلة ساخرا من قناعاتها النسوية السطحية و المتوقعة الى حد ما .
يقول : (( أولا ، ليس للنساء قدرة على الاحتمال هذا هو ما ينقصهن . و هن دائما يستسلمن مبكرا . يبدأن عادة بالصراخ عاليا و لكن حين يأتي اوان الجد لا نعود نسمع احدا . انهن يسقطن ارضا متعبات قبل الاوان بينما الامور ما تزال في بدايتها فقط . ان مقاومتهن ليست كبيرة هذا هو الامر ، الا حين يتعلق الامر بذلك الالم الكوني : حين يلدن . و هو امر فظيع بالطبع و مؤلم جدا . و لكن في معظم الاحيان هذا هو اقصى ما يصلن اليه )) .
بيانات الرواية



الاسم : أستاذة اليأس
المؤلف : نانسي هيوستن
الناشر : هيئة ابو ظبي للثقافة و التراث ( كلمة )
عدد الصفحات : 364
الحجم : 5 ميجا
تحميل رواية أستاذة اليأس

 

تعليقات