جمعة القفاري يوميات نكرة لـ مؤنس الرزاز


تتضمن هذه الرواية مشاهد مختلفة ومتفرقة من حياة المواطن جمعة القفاري. ... هل يعيش غربة داخلية وخارجية تدفعه إلى اليأس الطريف؟

مفتطفات من الرواية

مشاهدة من حياة شاهد
نعم أنا جمعة القفاري " ما غيره " الذي عاش طوال حياته في عمان الغربية لم يغادرها الا في سفرات الى أوروبا أو للعلاج في أمريكا نعم , أنا نكرة نعم أكاد أسمع أبا حيان التوحيدي يقول : " ما أقل حياءك وما أصلب وجهك وما أوقح حدقتك ! " لماذا ؟ لأنني صريح وأعترف نعم بوسع الانسان في الأردن أن يولد في عمان الغربية ويموت فيها , دون أن يكتشف مجاهل " جبل النظيف " الذي تحتاج شوارعه الى حملة تنظيف ولا " جبل النزهة " الذي لا يصلح للنزهة , بوسعك أن تعيش من المهد الى اللحد في عمان الغربية دون أن تضطر الى زيارة الشوبك أو معرفة المفرق أو المرور بالطفيلة .
" أحيانا أذهب الى فندق العقبة بالطائرة وأقضي في الفندق وعلى رمال الشاطئ وفي البحر أياما دون أن أخرج الى الشارع فأنا أعرف فنادق العقبة ...لا العقبة نفسها .
جمعة القفاري يوميات نكرة لـ مؤنس الرزاز نعم أنا جمعة القفاري أسند خدي بباطن كفي وأفكر في كتابة رواية بعنوان : " مغامرات النعمان في عمان " ولكن أي مغامرات يمكن أن تجترح في عمان المحافظة العصرية في آن معا ؟
وأنا جمعة القفاري الذي أحب المغامرات ولم يخض في لجتها , جمعة الذي أحب عشرات النساء من " آنا كارنينا " التي اخترعتها تولستوي الى نادية لطفي التي اجترحتها السينما المصرية لا لم أحب امرأة واحدة من لحم ودم .
مثل هذا الحب يفسد الحلم , يفسد الغموض الذي يضفي على الحياة مغزى مبهما يثير الفضول ومن هذا المنطلق رفضت التعرف الى بطل أحلامي أديب الدسوقي خصوصا بعد أن هزمه فهد الطنبور في المدرج الروماني , يا الهي كم أبغض الهزائم بكيت مثل طفل صغير حين فقد أديب الدسوقي لقبه ولهذا السبب بالتحديد أرفض لعب ورق الشدة أو البلياردو أو التنس لأنني أخشى الهزيمة وأديب الدسوقي أقام حوله هالة أسطورية صغيرة قال انه تحدى كاسيوس كلاي قبل أن يشهر اسلامه .
وتغلب على بطل الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس ونسجنا نحن حول هالته الأسطورية الصغيرة هالة اسطورية ملحمية .
فقلنا أنه هزم أبطال الاستعمار حتى أنه ضرب بطل أمريكا الشمالية والجنوبية " لم نكن نعرف أن أمريكا الجنوبية معثرة مثلنا " ضربة بقبضته العربية الحديدية فاذا بأمعاء الملاكم الاستعماري تندلق من بطنه لكن أديب الدسوقي الفارس العربي النبيل الذي يتمتع بأخلاق الأبطال الجبابرة ما كان منه الا أن أعاد أمعاء الملاكم الاستعماري الى بطنه ... وكأن شيئا لم يكن وتركه للأطباء فلم يجهز عليه أما لماذا لا يركز الاعلام الغربي على بطل الأردن الأسطورة فلأنه اعلام يسيطر عليه الصهايبنة هكذا كانت أيام أحمد سعيد وصوت العرب وتمساح النيل أبو هيف وأبطال الزمالك نعم أبطال نادي الزمالك في فيلم الشموع السوداء .
ثم أتى فهد الطنبور وانهال على أحلامنا بقبضته التي تشبه " المهدة " فانهار الدسوقي وانهارت أحلامنا وقال الدسوقي أن جهة ما دست مادة مخدرة في الكازوزة التي احتساها قبل المباراة .
غير أننا لم نتوقف عن النحيب فالوجوه مخموشة بالأظافر والعيون غرقى بالدموع والقلوب متلظية .

بيانات الرواية


الأسم: جمعة القفاري يوميات نكرة
المؤلف:  مؤنس الرزاز
الناشر:  المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات: 222
الحجم:  3 ميغا بايت
تحميل رواية جمعة القفاري يوميات نكرة

تعليقات