البنات و الصيف لـ إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس يدخل عالم البنات والصيف... ينسج من حكاياتهم رواية شخصياتها مايسة وديدي وناهد... ومدحت وسامي وماجد... والصيف زمانهم والشاطئ مكانهم... ومشاهد تتوالى... وأحداث تتشابك وعواطف تلتهب... والبقية تأتي... من خلال سطور وكلمات ومشاهد إحسان عبد القدوس... المترعة بالخيال..

مقتطفات من الرواية


كانت تسير وحدها على شاطئ سيدي بشر ساعة الغروب مرتدية بنطلونا من قماش (( لاستكس )) في لون الليل و (( بلوز )) في لون قشر البرتقال و في قدميها (( صندل )) بلا كعب .. و البنظلن ضيق .. ضيق .. كأنها ترتديه تحت جلديها و (( البلوز )) تنسدل فوق صدرها في إهمال كأنها ارتدتها بلا قصد .. ارتدتها لأنها نسيت الا ترتديها .. و خطواتها سريعة قصيرة يهتز معها جسدها .. كل قطعة من جسدها تهتز كأنها تلهث في اللحاق بها ..
البنات والصيف و كان يبدو عليها الملل .. شفتاها المكتنزتان منفرجتان نصف انفراجة كانها تتنهد في ضيق .. و عيناها المشروطتان مفتوحتان نصف فتحة كأنها لا تجد حولها ما يستحق أن تنظر إليه بكل عينيها .. و شعرها الاسود كخيوط الابنوس يهتز في رفق مع خطواتها القصيرة السريعة كأنه يتثاءب فوق رأسها ..
انها ملولة .. يكاد يختفها الملل ..
و هي تعلم انها جميلة .. انها اجمل فتاة على شاطئ ميامي ..
انها فتاة عام 1958 .. و لكنها تشعر بالملل من جمالها .. و الملل من عام 1958 .. و الملل من كل سنوات عمرها العشرين . و هي تعلم أن كل العيون تلاحقها في سيرها و الرقاب تكاد تنخلع و هي تلتفت اليها .. و لكنها ملت من هذه العيون و ملت من هذه الرقاب .. إن مظاهر الاعجاب بها اصبحت كوجبة طعام من لون واحد تقدم لها طوال اليوم .. إنها تفطر بمظاهر الاعجاب و تتغذى بها و تتعشى بها .. و كلها مظاهر واحدة لها طعم واحد .. و قد ملت طعمها .. انها تريد شيئا جديدا في حياتها .. شيء ينبعث منها هي لا من الناس .. شيء يملأ صدرها و يملأ عقلها و يملأ يومها ..
و استوقفها في سيرها صديقة لها :
- هاي ماسي !
و وقفت مايسة مرة واحدة كأنها ضغطت على فرملة في ساقها ثم مالت بخصرها إلى ناحية و ارتكزت بأحدى قدميها على اطراف اصابعها .. و قالت في صوت كسول :
- ازيك يا ديدي .. مش رايحة الحفلة !
و قالت ديدي كانها على وشك البكاء :
- لا .. مامي مارضيتشي !
و ابتسمت مايسة ابتسامة ضيقة كأنها تسخر من ام ديدي و قالت و ابتسامتها لا تزال تشق شفتيها :
- يا خسارة .. تحبي اسلم لك على حسين !!
و نظرت ديدي إلى مايسة نظرت شك و تردد ثم قالت :
- انا لسه مسلمة عليه دلوقت .. و كان مش عايز يروح الحفلة علشان خاطري .. انما انا اللي اتحايلت عليه يروح ..
و قالت مايسة و قد اتسعت ابتسامتها :
- و النبي انت عبيطة .. و حاتفضلي طول عمرك عبيطة .. باي باي بأه !

بيانات الرواية




الاسم : البنات و الصيف
المؤلف : احسان عبد القدوس
الناشر : اخبار اليوم قطاع الثقافة
عدد الصفحات : 326
الحجم : 8.5 ميجا
تحميل رواية البنات و الصيف

 

تعليقات