عشية الحرب العالمية الأولى، كان هناك جندي شاب فقير من جماعة الحرامة قد وقع في غرام ابنة ثري نمساوي، وقد قوبلت هذه العاطفة المجنونة بغضب شديد من المجتمع وبالفعل انتهى هذا الحب المستحيل نهاية مأساوية.
ولم ارحب بالدعوة بمثل الحرارة التي وجهت بها ’ لا لأنني أضيق بالرجل وأبغض مجلسه وانما لأنه كان من أولئك الفضوليين البسطاء الذين يلتصقون بالعظماء والمبرزين .. ويهوون جمع الأصدقاء والمعارف كما يهوى الصبيان جمع طوابع البريد .. ويتيهون كالصبيان فخرا وخيلاء بكل جديد يضيفونه الى مجموعاتاهم .
لم تكن لهذا الرجل الطيب متعة في الحياة أعظم من أن يقول لجليسه كلما ذكر أمامه اسم معروف أن صاحب هذا الاسم صديقه وأنه قابله يوم كذا وتحدث اليه في هذا الشأن أو ذاك , وهو فضلا عن ذلك لا ينسى تأريخ ميلاد أحد من النابهين والمبرزين واذا شهد مسرحية جديدة كان أول من يتصل بنجومها مهنئا بالنجاح الساحق حتى ولو كانوا من الفاشلين .
صفوة القول انه كان رجلا طيبا لا يذكر للناس الا حسناتهم وأسعد يوم في حياته يستطيع أن يضيف جديدا الى نماذجه البشرية .
وأحسست أن من الغلظة والقساوة أن أصد رجلا هذا طرازه فقبلت دعوته على كره مني وأنني أتناول طعامي وأصطنع في ذات الوقت الاصغاء الى ثرثرته التي لا تنتهي اذا به يكف فجأة عن الكلام وينبعث واقفا ليلقي بالتحية في خشوع الى قادم جديد ..
كان القادم رجلا طويل القامة له وجه يلفت النظر ذلك أن طلعته الفتية كانت تتعارض تماما مع شعره الأشيب وكان في مشيته واعتدال قامته ما ينبئ على الفور بانه ضابط سابق .
وقد رد الاقدم تحية جليسي في شيء كثير من قلة الاكتراث ولم يكد هذا يستقر في مقعده حتى قال لي في همس : أتعرف من هو ؟
ولما كنت اعلم أنه مفتون بالخوض في سير الناس فقد أشفقت أن يسترسل في ثرثرته وأجبته في فتور : كلا
ولكن فتوري لم يزده الا حماسة فقال في همس وهو يحجب فمه بباطن يده :
كيف ذلك ؟ الا تعرف الكابتن هوفميلر البطل الذي أحرز وسام " ماريا تريزا " في الحرب الكبرى ؟
واذا لم يبهرني هذا النبأ على نحو ما كان يرجو , راح يسرد علي في اسهاب أعمال البطولة التي قام بها الكابتن هوفميلر في الحرب الكبرى وكيف أنه أسقط بمفرده ثلاث طائرات للعدو وصمد مع نفر من جنوده لجحافل العدو في قطاع خطير من قطاعات الجبهة وكيف قلده الامبراطور بنفسه ذلك الوسام الرفيع الذي لم يظفر به الا قلة من الأبطال .
وبحركة لا ارادية أرسلت بصري عبر الموائد الى حيث جلس البطل الذي يتغنى محدثي بأمجاده وتعلقت عيناي بعينيه لحظة قصيرة .. فاذا في عينيه نظرة جفاء واستنكار وكأني به يقول : اذن فقد كان هذا الثرثار يتحدث عني ! .
الأسم: عاصفة في الجنة
المؤلف: ستيفان زفايج
الناشر: روايات عالمية
عدد الصفحات: 233
الحجم: 30 ميغا بايت
تحميل رواية عاصفة في الجنة
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
هذه قصة سمعتها في ظروف غير عادية وهأنذا أرويها كما سمعتها دون أن أدخل على أسلوبها وأحداثها أي تغيير أو تبديل , فقد حدث ذات مساء بعد يوم حافل بالعمل والنشاط أنني انطلقت ألتمس بعض الراحة والسكينة في أحد المطاعم المعروفة خارج " فيينا " , وكنت أعتقد أن هذا المطعم الذي كان يوما ما يزخر بنجوم المجتمع النمسوي قد فقد جدته وقل رواده ولكني أدركت خطئي حالما دخلته , كان كالعهد به حافلا بالناس والحركة .. وما أن مررت بالمائدة الأولى حتى انبعث صاحبها واقفا وعلى وجهه دلائل الغبطة والبشر ودعاني الى مجالسته .
لم تكن لهذا الرجل الطيب متعة في الحياة أعظم من أن يقول لجليسه كلما ذكر أمامه اسم معروف أن صاحب هذا الاسم صديقه وأنه قابله يوم كذا وتحدث اليه في هذا الشأن أو ذاك , وهو فضلا عن ذلك لا ينسى تأريخ ميلاد أحد من النابهين والمبرزين واذا شهد مسرحية جديدة كان أول من يتصل بنجومها مهنئا بالنجاح الساحق حتى ولو كانوا من الفاشلين .
صفوة القول انه كان رجلا طيبا لا يذكر للناس الا حسناتهم وأسعد يوم في حياته يستطيع أن يضيف جديدا الى نماذجه البشرية .
وأحسست أن من الغلظة والقساوة أن أصد رجلا هذا طرازه فقبلت دعوته على كره مني وأنني أتناول طعامي وأصطنع في ذات الوقت الاصغاء الى ثرثرته التي لا تنتهي اذا به يكف فجأة عن الكلام وينبعث واقفا ليلقي بالتحية في خشوع الى قادم جديد ..
كان القادم رجلا طويل القامة له وجه يلفت النظر ذلك أن طلعته الفتية كانت تتعارض تماما مع شعره الأشيب وكان في مشيته واعتدال قامته ما ينبئ على الفور بانه ضابط سابق .
وقد رد الاقدم تحية جليسي في شيء كثير من قلة الاكتراث ولم يكد هذا يستقر في مقعده حتى قال لي في همس : أتعرف من هو ؟
ولما كنت اعلم أنه مفتون بالخوض في سير الناس فقد أشفقت أن يسترسل في ثرثرته وأجبته في فتور : كلا
ولكن فتوري لم يزده الا حماسة فقال في همس وهو يحجب فمه بباطن يده :
كيف ذلك ؟ الا تعرف الكابتن هوفميلر البطل الذي أحرز وسام " ماريا تريزا " في الحرب الكبرى ؟
واذا لم يبهرني هذا النبأ على نحو ما كان يرجو , راح يسرد علي في اسهاب أعمال البطولة التي قام بها الكابتن هوفميلر في الحرب الكبرى وكيف أنه أسقط بمفرده ثلاث طائرات للعدو وصمد مع نفر من جنوده لجحافل العدو في قطاع خطير من قطاعات الجبهة وكيف قلده الامبراطور بنفسه ذلك الوسام الرفيع الذي لم يظفر به الا قلة من الأبطال .
وبحركة لا ارادية أرسلت بصري عبر الموائد الى حيث جلس البطل الذي يتغنى محدثي بأمجاده وتعلقت عيناي بعينيه لحظة قصيرة .. فاذا في عينيه نظرة جفاء واستنكار وكأني به يقول : اذن فقد كان هذا الثرثار يتحدث عني ! .
بيانات الرواية
الأسم: عاصفة في الجنة
المؤلف: ستيفان زفايج
الناشر: روايات عالمية
عدد الصفحات: 233
الحجم: 30 ميغا بايت
تحميل رواية عاصفة في الجنة
روابط تحميل رواية عاصفة في الجنة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق