أطلس الحنين المستحيل لـ أنورادا روي


هذا العمل الروائى البانورامي خيال يفوق الحدود وإن كان يستند في كثير من الأحيان إلى تجربة حياتية واسعة من عمر المؤلفة ، فقد أمضت طفولتها متنقلة في جميع أرجاء الهند ويعتبر الأنتقال في أنحاء الهند من مكان إلى آخر كالإنتقال من قارة إلى قارة كما تقول أحياناً ، إن الحنين الذى يطغى على أجواء هذه الرواية هو حنين الشخصيات المستحيل

مقتطفات من الرواية

الحنين الى ما هو آيل للزوال
لا ندري ما الذي يدور في ذهن القارئ العربي , وكذلك الروائي أو الناقد العربي أيضا عندما يعرف أن هذه الرواية الهندية الأولى للكاتبة
والروائية الهندية أنورادا روي والصادرة أصلا باللغة الانكليزية العام 2008 قد ترجمت حتى الآن الى خمس عشرة لغة من لغات العالم الحية , وها هي الترجمة السادسة عشرة تصدر اليوم باللغة العربية لتؤكد مكانة هذه الأديبة التي مازالت في مقتبل العمر من جهة أولى , ولم تصدر بعدها الا رواية ثانية العام 2011 من جهة ثانية !
الحق فى الرحيل ليست القضية لغزا مستعصيا على الفهم اذا ما علمنا أن كل شيء ممكن في عالم الأدب عندما يلتزم الأديب بتقديم نموذج أدبي روائي في هذه الحالة يتفوق عل كثير من النماذج المطرحة في سوق الأدب , لا سيما اذا كان هذا النموذج يمثل صورة ابداعية لثقافات محلية يمتزج فيها الماضي الموغل في قدمه مع الحاضر الذي لا يستطيع ابطاله الخروج من دائرة الحنين القاتل , أحيانا الى كل ما يشدهم الى ذلك الماضي _ الماضي الذي لا يخلو في كثير من الأحيان من الخرافة والكهانة والتقاليد الأسرية والمجتمعية التي قد لا يستطيع أحد تجاوزها بأي حال من الأحوال لأنها تشكل أصلا جزءا لا يتجزأ من شخصيته وحياته عامة كانت أم خاصة " أموليا المهاجر من مدينته الى سونغاره سعيا وراء الرزق وهربا من ماض يؤرقه , وزوجته كانابالا التي لا تجد في حياة البلدة الصغيرة أي حياة بعد أن ابتعدت عن أهلها وذويها في كلكتا الصاخبة , وبابوبيكاش الذي يضطر الى مواجهة الحياة في أشد صورها قساوة ونرمال , ابن أموليا وكانابالا الذي هام حبا بتاريخ بلاده العريق فراح ينقب في آثار قلعة موغلة في القدم في اشارة واضحة لربط الماضي بالحاضر وغيرهم من شخصيات هذه الرواية " .
هذا من جهة أولى , أما من الجهة الثانية فلا بد من الاشارة الى أن مقومات نجاح هذا العمل الروائي تكمن في منهج الروائية في معالجة أحداثه , تلك الأحداث التي تمتد على مدى ثلاثة أجيال وتغطي مساحة زمنية لا تقل عن نصف قرن من الزمان " 1907 – 1956 " يمتزج فيها التاريخ الأسري الآيل للزوال لهذه الاجيال بتاريخ الهند السياسي المفعم بالاضطرابات والتقلبات العنيفة والآمال العظيمة والخيبات والانكسارات المريرة التي يسجل الانسان وقائعها المأساوية من دون أن يتمكن في كثير من الأحايين من التغلب عليها أو في الأقل من تجاوزها بأقل ما يستطيع من خسائر وآلام .
خاصة أن هذا الانسان يعلم جيدا كما هو الحال في هذه الرواية أن الهروب من هذه الوقائع الى بناء علاقات يختارها بنفسه قد لا يكون مخرجا آمنا فضلا عن أن السعادة المنشودة لا يمكن أن تستمر زمنا طويلا .
فالحنين الى الحب يظل عنصرا طاغيا في الرواية , الحب الكارثي بين الزوج نرمال وزوجته شانتي والحب المأساوي بين السيدة بارنوم وعشيقها , والحب بين باكول ابنة نرمال والفتى موكوندا , ذلك اليتيم المجهول الأصل " من طبقة المنبوذين " الذي تكفل أموليا بنفقات ظل يصرفها عليه بعد أن جيء به اليه ليربيه ولكنه أودعه في ملجأ الأيتام حتى كبر ثم نقل الى مدرسة خارجية جعلته يشعر أنه عرض لخيانة لهذا المنفى الجديد الذي انتقل اليه .

بيانات الرواية:


الأسم: أطلس الحنين المستحيل
المؤلف: أنورادا روي
الناشر: دار الآداب
عدد الصفحات: 504
الحجم: 6 ميغابايت
تحميل رواية أطلس الحنين المستحيل

تعليقات